لدي سبعة أبناء ذكور وإناث، ومنهم توأم ابنتان في سن المراهقة وإحداهما أرهقتني في كيفية التعامل معها، فهي معترضة على كل شي لا تحترم، صوتها عالي تثير المشاكل بين أخوتها لا تنفذ أي طلب أطلبه منها إلا بعد التأفف والصراخ
وأيضا ألاحظ أنها تحاول إبداء جمالها عند الخروج وهي الآن عمرها 13عام فقط ونحن أسرة محافظة نوعا ما، مما جعلني أفرض عليها ارتداء الحجاب كونها بلغت وديننا يجبرنا على ارتداءه طالما بلغت الفتاة المحيض وهذا زاد في تصرفاتها واعتراضاتها وقد تعاملت معها بكل السبل مرة باللين ومرة بالقوة والضرب والحرمان وغيرها من سبل ولكن دون فائدة.
هي الوحيدة من أبنائي هكذا والبقية مروا بهذه المرحلة بدون أي مشاكل وأيضا أختها التوأم ليست في مثل تصرفاتها فهي تمر بهذه المرحلة بكل هدوء، وهي ليست الصغرى فهناك أصغر منها ثلاثة.
ولكم جزيل الشكر في مساعدتي وإعانتي في كيفية التعامل مع تصرفاتها التي تثير الكثير من المشاكل بيني وبينها وبين بقية الأسرة وتثير أحيانا أعصابي فتجعلني أفقدها أحيانا وجزاكم الله ألف خير.
28/09/2003
رد المستشار
الأخت الكريمة؛
ويتوازى مع هذا أن تكلفيها بما يمكنها إنجازه من أعمال، وتشجيعها والثناء على جهدها وعلى قدراتها عند إتمام الإنجاز، مع الكف عن اللوم والتقريع والاستهزاء بها أو التقليل من شأنها. اقتربي من ابنتك، خصصي لها وقتا لتتحدثي معها فيه، اجعلي الحوار بينكما متصلا، حادثيها عن همومها وشاركيها في شئونك.
لا أرى من الصواب أن نفرض على أبنائنا شيئا من تكاليف الالتزام بالإسلام، فالله سبحانه يريد منا جميعا قلوبا تسجد لباريها وتخضع معها الجوارح لأوامره، فما هي الفائدة من أن تفرضي عليها ارتداء الزي الشرعي وهى غير راغبة فيه، وتريد أن تخلعه في أول فرصة تسنح لها، والأصوب في هذا الأمر أن تعيدي تربية ابنتك على حب الله وبالتالي حب طاعته، وساعتها ستلتزم بالزي الشرعي وبكل تكاليف الإسلام عن حب.
أختنا الحبيبة: أدعو الله سبحانه أن يعنك ويبارك لك في ذريتك،
*ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الأخت السائلة الحقيقة أن الأخت الزميلة د.سحر طلعت قد أحاطت في تعليقها على مشكلتك بمعظم جوانب المشكلة، لكنني أود فقط أن أنصحك بقراءة المشكلات التالية على صفحتنا استشارات مجانين:
الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة!، "الابنةُ المضطهدةُ ودبلوماسية العائلة...مشاركة" ، صراع الهوية المتأخر؟ أم ماذا؟!
وفي النهاية نحييك ونرحب بك ونعدك بأن نكون معك دائما، فأهلا بك وباستشاراتك ومشاركاتك. في البداية أدعو الله سبحانه على أن يعينك على تحمل مسئوليات السباحة بين أمواج الحياة المتلاطمة بهذه القافلة من الأبناء وأنت بمفردك، وأسأل الله سبحانه أن يبارك لك فيهم جميعا وأن يقر عينيك بهم في الدنيا والآخرة،
0أما بالنسبة لابنتنا الحبيبة والتي تمر الآن ببدايات ما يعرف بمرحلة المراهقة، رغم أنني لا أفضل هذه التسمية حيث أنها تحمل معنى الرهق والتعب، وقد يكون إطلاق لفظ الناشئ أكثر ملائمة من لفظ مراهق، وبغض النظر عن المسميات فالمهم أن ابنتك تمر بمرحلة تحتاج منك لتفهم طبيعتها وسماتها وكيفية التعامل السوي مع ابنتك أثناء هذه الفترة لتعبرا سويا جسر المراهقة بسلام أو بأقل الخسائر الممكنة.
وأهم ما تحتاج إليه ابنتك هو التقدير ودعم ثقتها بقدراتها، فأبناؤنا في هذه المرحلة يشعرون بتسارع النضج الجسدي والذي لا يصاحبه ولا يتوازى معه النضج العقلي والنفسي، يشعر الأبناء أنهم وصلوا مرحلة النضج ولكن كل من حولهم ما زال يعاملهم على أنهم أطفال، فيتمردون لإثبات الذات، فأعيدي الثقة لابنتك في قدراتها وذلك بالكف تماما عن مقارنتها بأخواتها، فلكل ابن من أبنائنا شخصيته المتفردة ولابد أن نتعامل معه من هذا المنطلق ونتقبله كما هو لا كما نريده نحن.