هل هذا وسواس الحب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أود أن أشكركم على هذا المجهود الرائع
رأيتها منذ أن كنا في الصف الأول الابتدائي، ولن تصدق ما سأقوله لك لقد أحببتها، بالطبع كنت لا أعلم معنى الحب ولكنى كنت على يقين أني أحبها، ولعل ما جعلني أحبها هو وجودها في مكان متميز بين كل تلاميذ الفصل (دلوعة الفصل)
بينما كنت أنا تلميذا عاديا مثل أي تلميذ، لا أتمتع بأي ميزة تفضلني عن غيري، بل لقد كنت تلميذا انطوائيا لا أجيد المعاملة مع الآخرين على الإطلاق، بل لقد كنت شديد الخجل لا أستطيع حتى طلب دخولي الحمام من أي مدرس حتى أبول على نفسي، إلى درجة الرهاب الاجتماعي، المهم ظللت أحبها ومع ذلك لم أسعى إلى أن أكلمها أو حتى ألعب معها مثلما يفعل أي طفل آخر لأن الوضع كان أكثر حساسية بالنسبة لي، حتى عندما تأتى هي للحديث معها لا أكلمها، المهم قررت أن أكون أكثر تميزا من غيري حتى أجذب نظرها لي، فكنت الأول على مدارس المركز جميع سنوات دراستي الابتدائية والإعدادية والثانوي، وخلال مدة دراستي كنت أراها من خلال الدروس الخصوصية ولم أصرح لها يوما ما بحبي ،ولكني كنت أعتقد في نفسي أنها تحبني.
وشاء الله أن أمرض بمرض عضوي شديد، استمر معي كل سنوات دراستي، ولم أدعو الله يوما بالشفاء بل دعوته أن أتحمل أكثر من ذلك في سبيل أن يجعلها تحبني، ثم دخلت كلية الطب، وتفوقت كالعادة في السنة الأولى، كل هذا ليس من أجلي بل لأجلها ولكنى اكتشفت أنها مولعة بأحب صديق لي، مثل ولعي بها وأكثر ، ولكن الفرق أنها كانت بالفعل على علاقة به، أصبت بعد ذلك باكتئاب شديد مثلما قال طبيبي النفسي ولكنى لم أخبره عن سببه لأنه أصلا لم يهتم بغير العلاج العقاري
وأخذت أدوية الاكتئاب حتى الآن ( فلوكستين)، وبدأت رحلة الفشل الذريع في الكلية، المهم طلبت من صديقي هذا أن يقطع علاقته بها، وبالفعل قد فعل، ولكني ما زلت أحبها فقررت أن أصارحها أخيرا بذلك ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد ذهب آخر لخطبتها ووافق أهلها بل لقد تم كتب الكتاب، ومن تلك اللحظة زاد علي الاكتئاب بل لقد ظهرت أشكال أخرى من المرض النفسي مثل الوسواس ورهاب الساحة الذي ظهر مؤخرا، والمهم أني لم أعد أستطيع فعل أي شيء في الحياة كالمذاكرة ونحوه ،.
والسؤال هل أنا مصاب بوسواس الحب ؟
وماذا أفعل هل لو صارحتها بحبي بعد 15 عاما سأستريح؟ أم ستزداد الأحزان؟ أشعر بأنها ستطلق يوما ما وسأتزوجها، فلابد أن تكون لي (الإنسان يعيش لهدف معين فعندما يذهب هذا الهدف الذي عاش له وفكر فيه بجميع حواسه فلماذا يرى الحياة بعده لابد من أن يموت فلا مكان له.)
ما هو الحل دلني بالله عليك؟
03/03/2006
رد المستشار
الأخ الفاضل / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدايةً أتمنى من الله أن يرفع عنك مرضك الجسدي، الذي لم تتطرق إليه سوى بذكر أنه مرض عضوي شديد، عفا الله عنك، وجعله في ميزان حسناتك.
أما عن مرضك الآخر، ولا أقصد هنا اكتئابك ولكن اسمح لي أقصد حبك لزميلتك، فقد صنعته شخصيتك بفعل تكوينها، فقد كنت خجولاً ، تهاب الاختلاط بالآخرين، وكانت هي عكس ذلك فكانت بالنسبة لك الصورة التي تتمناها لذاتك، فعشقتها في نفسك، أو عشقت نفسك فيها، فأصبحت الحلم ولكنها ليست الحلم لذاتها، ولكنها الحلم لذاتك، فهي ما تتمنى أن تكون، فأحببت صورتك المتخيلة، والتي لا تستطيع تحقيقها في الواقع فكان الأسهل أن تتوحد بمن يملك ما تتمناه من خصائص، وسمات، ومختلف مكونات الشخصية .
فاستمريت في حبك يوماً بعد يوم، تراه يكبر أمام عينيك، ولكنه فقط في عينيك يا صديقي، وليس على أرض الواقع، بدليل أن فتاتك لم تنتبه لهذا الحب، فأصبح كالابن غير الشرعي موجود ويتحرك وينمو، ولكن لا أحد يعترف به سوى صاحبه، لما تتحمل عطاء بلا أخذ ؟ ولماذا تعذب نفسك بحلم مستحيل ؟
أعتقد أنك تحتاج للدخول في برنامج علاجي "جلسات نفسية" تتيح لك توضيح جوانب شخصيتك التي جعلتك تقدم على ذلك الحب الممنوع، أو الميئوس منه، حتى تستطيع أن تستمتع بحياتك، ولا تضيع أحلى سنوات عمرك في انتظار قطار ربما لا يمر على محطتك، وانتظرك طبيباً ناجحاً متخطياً أزمته ومرتفع فوقها، فمن يحمل كل هذا الحب يستطيع أن يحوله إلى طاقة تغير معالم حياته، وتجعل منه نموذجاً يحتذى، واجعل هدفك هو النهوض بإسلام، وتفجير طاقاته فيما يبني ولا يهدم.
اهتم بنفسك، ولا تتضايق من حديثي لك، ووالينا بأخبارك.