طلب مهم
السلام عليكم ورحمة الله، هذا موضوع هام أتقدم به إلى إدارة المنتدى وإلى جميع الأعضاء؛
لقد منحنا الله نعمة العقل وزيننا بها وجعلها مدار التكليف والثواب والعقاب ورفع القلم عن المجنون حتى يفيق ولا علاقة مطلقا بين الجنون والعبقرية والذكاء كما قرأت ذلك في موقعكم الموقر ولا أدري من أين أتيتيم بهذا الارتباط الزائف، وقد راجعت كل ما لدي من مراجع لغوية، راجعت لسان العرب والقاموس المحيط ومختار الصحاح والنهاية في غريب الحديث والأثر، ولم أجد مطلقا أن الجنون له أصل في اللغة ينبئ عن الذكاء والعبقرية بل بالعكس الجنون بأصله الاستتار والاختفاء وأطلقوا هذا الاسم على من فقد عقله لاستتار عقله.
كما أطلقوا على الجن جنا لاستتارهم واختفائهم والجنة جنة لالتفاف أغصانها فتصير كأنها سترة، ولقد سب المشركون رسول الله واتهموه بالجنون، ولم يكونوا يقصدون له مدحا بل أرادوا القدح وبرأه الله من هذه التهمة التي لا يرضاها عاقل على نفسه، وقال: ما أنت بنعمة ربك بمجنون، وقال، بأيكم المفتون، أي المجنون كما وردت في التفاسير، وسأسوق بعض النصوص التي تدل على ذلك وإنني لأتساءل وأعجب ممن وهبه الله العقل ونزعه عن نفسه هكذا بكل بساطة، نظرا لخطأ لغوي في الأصل لا يسوغ هذا، يعني حتى لو كان هذا أصل الجنون، أفترض هذا جدلا مع يقيني بخطئه.
فالعرب لم يستعملوه بهذا المعنى بل استعملوه بمعنى المخبول الغائب العقل وأطلقوا على قيس بن الملوح المجنون لغياب عقله وشروده في الصحراء، فلا يستقيم بعد هذا أن نقول أن أصل الكلمة بمعنى النبوغ كيف هذا والعرب استعملوها بالعكس، ثم يا إخواني لي سؤال أتقدم به إليكم، هل يشرفك أن تكون في الدين ناقص الأهلية، أن يكون مختلفا في دخولك الجنة أو عدمها كما اختلفوا في حكم المجنون، دعك من الصواب في هذه المسألة هل ترضى لنفسك أن تكون محل اختلاف في هذا، هل يشرفك ألا ينفذ عقدك وزواجك وطلاقك واعترافك وإقرارك وشهادتك، وبيعك وشراءك "شراؤك"، هل يشرفك أن يكون محجورا عليك، هل يشرفك أن تصف نفسك بصفة أطلقها المشركون كذبا على رسول الله، ولم يرضاها الله لرسوله، أترضى لنفسك ما أباه الله على رسوله الكريم، إن الإسلام نظر للجنون على أنه مرض وقد ورد في بعض روايات الحديث رفع القلم عن المجنون حتى يبرأ، أيكون البرء سوى من علة.
لقد أوجب الدين خمس ضرورات يسمونها الكليات الخمس التي أوجب الشارع حفظها:
الدين ومن أجل الحفاظ عليه شرع حد الردة
النفس ومن أجل الحفاظ عليها شرع حد القتل
العقل ومن أجل الحفاظ عليه شرع حد الشرب
المال ومن أجل الحفاظ عليه شرع حد السرقة
النسب ومن أجل الحفاظ عليه شرع حد الزنا
فأوجب الشارع حفظ العقل، وحثنا القرآن على التعقل وذم المشركين قائلا أفلا تعقلون، الجنون ليس له سوى معنى غياب العقل والمجنون ما هو إلا غائب العقل المعتوه، فكيف ترضون على أنفسكم هذه الصفة الشنيعة، وكيف تخاطبون بعضكم بهذا اللقب ثم لا يجد المخاطب به أي سب أو ذم بل يتقبلها كأن الآخر يمدحه، ذكرني هذا بصورة نشرتها الصحف لجندي أمريكي أحمق في العراق يبتسم لطفل يرفع لوحة يسب فيها الأمريكي ولأن الأمريكي الأبله لا يفقه اللغة العربية ظنه يمدحه، هل يتحدث مخاطبك بهذه الصفة بلغة غير لغتك.
سأسوق لكم بعض النصوص من أقوال الأئمة عن هذه الصفة: ذكر الطبري عند تفسير قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ} (68) سورة المؤمنون يقول: أيقولون بمحمد جنون، فهو يتكلم بما لا معنى له ولا يفهم ولا يدري ما يقول.
يقول تعالى ذكره: فإن يقولوا ذلك فكذبهم في قيلهم ذلك واضح بين؛ وذلك أن المجنون يهذي فيأتي من الكلام بما لا معنى له، ولا يعقل ولا يفهم، والذي جاءهم به محمد هو الحكمة التي لا أحكم منها والحق الذي لا تخفى صحته على ذي فطرة صحيحة، فكيف يجوز أن يقال: هو كلام مجنون!
وقد ذكر الصابوني في صفوة التفاسير قال: بقي هنا مسألة قد اختلف الأئمة رحمهم اللّه تعالى فيها قديماً وحديثاً، هي الولدان الذين ماتوا وهم صغار وآباؤهم كفار ماذا حكمهم! وكذا المجنون والأصم والشيخ الخرف، ومن مات في الفترة ولم تبلغه دعوته.
بل إن الرسول فسر المجنون بأنه المغلوب على عقله وذلك في الحديث الآتي:
رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعندما جاء رجل يعترف بالزنا قال له الرسول: أبك جنون
قال ابن عبد البر: فيه أن المجنون لا حدّ عليه وهو إجماع، وأن إظهار الإِنسان ما يأتيه من الفواحش جنون لا يفعله إلا المجانين، وأنه ليس من شأن ذوي العقول كشف ذلك والاعتراف به عند السلطان وغيره، وقال الجزري في النهاية المعتوه هو المجنون المصاب بعقله وقد عته فهو معتوه، والرجل الذي اعترف بالزنا قال له الرسول أبك جنون؟، قال ابن حجر: وقد صحت مسألة الامتحان في حق المجنون ومن مات في الفترة من طرق صحيحة، وبعد كل هذا أترضى على نفسك أن تكون هكذا وأن تكون في الدين ناقص الأهلية غير كامل العقل، ولذا أتقدم إلى إدارة المنتدى بطلب تغيير اسم الموقع بناء على ما ذكرته ومستعد لمناقشتكم فيه إن شاء الله.
3/2/2006
رد المستشار
استمتعت بالنظر في بحثك، وكم نحتاج إلى ملايين الأبحاث المشابهة عسى أن نستعيد علاقة قوية مؤثرة باللغة العربية التي تكاد تندثر على ألسنتنا، وبخاصة الأجيال الأصغر.
لا أدري هل روى أخي د.وائل قصة هذا الموقع، وهذا الاسم أم لا؟!!
وباختصار فإنه لم يكن مقصودا أن يصبح المحتوى كما هو عليه الآن، بل كان الأصل أن يكون المحتوى مجرد إبداعات، وشطحات فنية ولغوية، يعني شغل مجانين فعلا!! ولكن الله سبحانه أراد غير ذلك، ولم يكن لدينا الإمكانيات وقتها لنأخذ اسما مختلفا، ومازالت الإمكانيات شحيحة كما هي!!
وبالتالي فإن الاختيارات المتاحة تتلخص في تغيير واجهة الموقع مع الإبقاء على الاسم المسجل كما هو، أو أن تعتبروا أن اسم الموقع هو مجرد مصطلح، ولا، ولا مشاحنة في المصطلح!! أو نقوم معا ببعض التعديلات الهامة في المداخل والتقسيمات.
لاحظ أن هناك بعدا تجاريا في المسألة، تتعلق بالدعاية والتسويق والانتشار، وسهولة التداول، وجذب الانتباه، وهي كلها مصالح معتبرة ننظر إليها، إضافة إلى عدم قدرتنا على تغيير الاسم من ناحية الإمكانيات، وأضف إلى ذلك أن تغيير الاسم يعني كارثة يمكن أن تفقدك جمهورا كثيرا لأنه مثل تغيير الهاتف، وإن كانت هذه الأخيرة لها حلول تقنية ليست صعبة.
أزعم أن الأمر برمته لا يستحق كل هذا الجدل، وحتى إشعار آخر فليبقى الاسم كما هو مع تعديل بعض المداخل بما يتناسب مع الصورة التي نريد رسمها لأنفسنا، ولمحتوى موقعنا، وإذا حدث هذا فعلا فإن بحثك الرائع سيكون مرشدا لنا في هذه التغييرات، ودمت سالما.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخ العزيز عماد غزير أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك، بعد أسبوعين من توصيلي بحثك القيم هذا لأخي ابن عبد الله وكان لم يرد ويتغيب لأسباب خارجة عن إرادته منها دور برد عافاه الله منه، المهم أنني تصفحت رسالتك عدة مرات واحتدمت في ذهني ردود، ولكنني رغم ذلك أردت أن يجيبك أحمد، ربما عندا مني معه لأنه تأخر، ما علينا؛
المهم أن أحمد فاجأني بأن كلامك أثر فيه إلى حد أنه يأسا مما فعل أصدقاء مجانين فهو يراهم دائما فعلوا أقل مما كان ينتظر، بينما أراهم فعلوا كثيرا وإن كنا ما زلنا بحاجة لأكثر، وربنا العالم، ما علينا.......... المهم أنه قال بالحرف الواحد سميته مجانين... وانطلق وانتشر وهو موقع جاد من أول يوم ولكنك كنت تنتظر من المجانين مجاهدين يجاهدون معك، ولم تجد للأسف إلا بعضا من المستشارين، وقليلا من غيرهم في البداية حتى أصبحوا كل مستشاري مجانين هؤلاء يساعدون ولكن ماذا عن الآخرين، ووصل القطار وقال لي فعلا حطها في دماغك كفاية مجانين نشوف غيرهم يمكن يكونوا أقدر على الوقوف مع الموقع!
لا أحسب أنني هكذا أكون بلغت ما أريد حين اعتبرت مجانين طريقي القادم للوصول إلى أهلي وناسي وكل المهتمين بما نحن فيه، بالعكس يا غزيز كل ما أشرت إليه أنت أنا معه وأعرف أنك باحث محنك، ولكن هناك الاستخدام المعني الذي اخترناه في مجانين وهناك العبقرية التي تصاحب الجنون وأنا أعي ما أقول يا عزيزي والعلاقة أكثر من أن تختزل بين الإبداع والجنون، كما أن مهاجمة وصمة المرض النفسي والجنون، ووصمة الطب النفسي الموجودة الآن في مجتمعاتنا وهي ليست منها (وصمة المرض النفسي : ليست من عندنا!)
أحد أساليب مواجهة هذه الوصمة كانت اختيار اسم مجانين، وكنت قد قلت ذلك إما على مجانين أو في واحدة من الفضائيات، أو الحوارات، كما لعبد الرحمن في حوار على إيلاف إن:
كلمة مجانين مقصودة هنا بمعنيين أصيلين في لغتنا وثقافتنا العربية أحدهما هو الإبداع والثاني هو الاختلاف والغرابة، وبصراحة أنا ومجموعة المستشارين الذين قرروا السير على الأشواك لتعريب الطب النفسي لا لغة فقط وإنما مضمونا هم أول المجانين، فمثل هذه الجسارة لا يجرؤ عليها غيرهم.
وهنا أذكر أنهما معنيان موجودان غير دخيلين على لغتنا وثقافتنا، وهما لا يمنعان وجود معان أخرى كالتي تلف وتدور حولها وكنا نعرفها طبعا حتى أن أستاذنا الرخاوي علمنا أكثر مما قلت يا غزير من معاني الجنون في العربية. ولكن هدف مجانين هو أن يعزز معاني الجنون الجميلة من خلال ما يوفقنا الله إليه فما رأي حضرتك؟
وما رأي أحبائي أصدقاء المجانين من عقلاء المجانين ومجانين العقلاء؟ شاركونا جميعا، وأقنعوا ابن عبد الله. وهناك شيء مهم يخص شخصيتي أنا وهو أني عشري يا أخي وأحسب كثيرين مثلي على هذا الموقع، لدرجة أني غير ذي مرة أعلنت اعتراض على تغيير واجهة الموقع وأجد نفسي اعتدت تفاصيل معينة في صفحتنا الأم، فهل تتصور أنني يوما أتخلى عن اسم مجانين ؟ مجانين العقلاء وعقلاء المجانين!؟
اقرأ أيضا:
لماذا سميناه مجانين؟ سؤال الملايين