أمي تكرهني، وأخي يتحرش بي مشاركة
جزاكم الله خيرا على جهودكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين وجعل علمكم نافعا ورزقكم طيبا وعملكم متقبلا وكل عام وأنتم بخير بمناسبة قرب العام الهجري الجديد. جعله الله عاما مباركا لكم ولجميع المسلمين.
أما بعد؛ أختي الكريمة أشعر ما تمرين به وأسأل الله أن يذهب عنك الهم والغم وأن يبدل حزنك فرحا وسرورا.عزيزتي لقد مررت بمرحلتك هذه وتجاوزتها بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل أستاذي الدكتور أحمد عبد الله. وليسمح لي حفظه الله أن أشاركه في الأجر وأقول لكي مثلما قال لي أستاذي الدكتور أحمد عبد الله قبل ثلاثة سنوات "تجاوزي دور الضحية" بمعنى آخر لا تجعلي ما حدث في الماضي يفسد عليك الحاضر والمستقبل. كنت مثلك أفكر كثيرا في هذا الموضوع الذي يشغل بالك, أما الآن فلقد تعلمت كيف أجعل من الماضي وقودا أستخدمه لبناء حاضري ومستقبلي.
عزيزتي اجلسي مع نفسك وقولي ماذا يمكنني أن أفعل الآن؟
* أنت تقولين"أريد أن أتجاوز هذه المرحلة من عمري أريد منك طريقة لكي أدرس وأنجح في الحياة" الطريقة التي أزاحت عني الهم والتفكير المستمر بهذا الموضوع هي ملء الوقت وأكررها لك ملء الوقت هو العلاج لأنك لن تجدي وقت لتفكري بهذا الموضوع .وستجدين أن هناك أمورا أكثر أهمية تستحق أن نبذل جهدنا فيها.
في بداية كل أسبوع حددي بصفة عامة ما ستقومين به خلال هذا الأسبوع إن شاء الله. فمثلا:
* تقوية الجانب الديني, فكلما قربت من الله كلما هدأ قلبك وانشرح صدرك.
* ركزي في دراستك في الكلية. وأدرسي في كل ساعة محاضرة ,ساعتين تدرسين ما درست في المحاضرة، شاركي في أنشطة الكلية وأنقل لك جزء مما قاله الدكتور كمال المصري في قسم استشارات دعوية يقول الدكتور"أختي الكريمة هذه مشكلة كبرى نحيا فيها.. الدين المعاملة، الدين المعاملة، الدين المعاملة، خذي زادك الإيماني من هذه المعاملات..
ابتسمي في وجوه الناس تزدادي إيمانًا، أميطي الأذى عن الطريق، وتذكري أن من فعل ذلك وشكر الله غفر الله له، فاشكري الله، واستشعري مغفرة الله لك، عاملي الناس بخلق حسن تكوني بجوار نبيك صلى الله عليه وسلم، كوني سمحةً سهلةً لينةً مع الناس يرتفع إيمانك، تقربي إلى الله بالمعاملة كما تقربت إليه بالطاعة.. أتقني عملك، التزمي في مواعيدك التي تعدين بها، ولسفيان الثوري رحمه الله قولة جميلة في ذلك: "الكذب منازل؛ فأعلاها وأكثرها ضررا: إخلاف المواعيد"، فلا تستهيني يرحمك الله بكل ما يتعلق بمجتمعك، كوني فردا نافعا عاملا فعالا فيه، واشتركي في مؤسساته وفعالياته بقوة، وافعلي كل ذلك إرضاءً لله تعالى، واستشعري ذلك الإرضاء بقلبك، كوني طالبةً مجتهدةً، شاركي في الأنشطة الجامعية بأشكالها، ساهمي في المعارض والمؤتمرات والمنتديات".
* أختي, اعملي أيام أجازتك كمتطوعة في المستشفيات, جمعيات الخيرية, دور الأيتام. زرت الإمارات منذ فترة وأعلم أن هذه نشاطات متوفرة هناك.
عزيزتي, بالإضافة إلى دراستي لقد اشتركت في هذه النشاطات. وأعمل الآن16ساعة أسبوعية ما بين حصصي بتدريس الرياضيات والكيمياء لمساعدة الطلاب الذين يدرسون في مستويات أقل من مستواي الذي أدرسه أنا وذلك ضمن الخدمات التي تقدمها الكلية لطلابها. وفي يومي الإجازة أعمل كمساعدة ممرضة في دار لكبار السن. وكل اليوم أكتسب خبرة جديدة وبالتالي كل مرة أكتشف أنني أعطيت موضوع التحرش الذي تعرضت له حجم أكبر من حجمه. وأحمد الله وأشكره ليل نهار أن بدل حالي للأفضل وأسأله سبحانه أن يثبت قلبي على دينه وأن يجزيه كل من أ.د. وائل أبو الهندي ود. أحمد عبد الله خيرا. هذا ما جربته وكانت النتائج مرضية لي وأتمنى لك المثل.
أما موضوع الوالدة وأنها تكرهك!!!!!! فأقول لك يا الغالية أنت عمرك 19 سنة أي أنك بالغة راشدة فماذا قدمت أنت لأمك؟؟؟ فكري جيدا لأننا غالبا نحصد ما نزرع.
حفظكم الله جميعا
23/1/2006
رد المستشار
أخبرني من أثق في عدالته أن إجاباتي قد بلغت الألف مؤخرا بعد ست سنوات قضيتها متفاعلا مع رسائلكم، ومنفعلا بها ومعها/ وممتنا لمن أهدى إلي عيبا من عيوبي في الرأي أو التعبير، وممتنا أكثر لكل من عاد ليقول: فضلكم علي بعد الله –كبير، أو حياتي معكم تغيرت إلى الأفضل.
هذا هو التحدي –على حقيقته– وهو ما واجهني، وما زال يواجهني، وهو أن أقنع نفسي وإياكم، وأمارس وحدي أو معكم، وأكتشف كل يوم أن هناك "التي هي أحسن" حياة أفضل مما نحياه، واختيارات أفضل مما نستسلم له، وأوضاع أفضل مما يحيط بنا وبمن حولنا، والبعض يلتقط الرسالة فيغرم ويمضي في الطريق وينجح، وقليل منهم يعود ناقلا لنا قصة نجاحه أو طرفا منها، رغم أهمية هذا لنا ولبقية أسرة الموقع من القراء والمجيبين، ورغم أن هذه العودة وتلك الشهادة ربما تكون من أبسط حقوقنا عليكم، وبخاصة في خدمة مجانية لا نريد فيها منكم جزاءا ولا شكورا، فقط نريد معرفة بعض النتائج، ومبادلة خبرات النجاح مع الباقين، فنشعر بالجدوى العملية، وبعض التقدير بما يتجاوز عبارات الثناء والمديح، التي نشكركم عليها، وندعو الله أن نكون عند حسن ظنكم وأفضل.
ربما لم تحقق أعمالنا أهدافها إلا إذا وقفتم مع أنفسكم قائلين:
هذا ما قدمته لنا "مجانين"، فماذا قدمنا لها ؟! نشرا للأفكار، وخدمة للأهداف، وتطويرا للمسارات حتى تنتقل المعاني، وتنتشر المبادرات، وتشيع السلامة والصحة النفسية والاجتماعية في أوصال أمة تحتاجها,إن البحار تمور وتنفتح فتحمل المياه والخير من مكان إلى مكان فتجدد نفسها، وتسقي الناس، وتعمر الأرض، وقد تنغلق فتركد ثم تأسن، ونود لكم ولمجانين ورسالتها، أن تبلغ الآفاق بجهودكم وسعيكم، ويدون مثل هذه الجهود، فلا تنتظروا تغييرا لأحوالنا .
هذه المقدمة هي أغلب تعليقي على تلك المشاركة الجميلة التي أمامكم، مع تحفظي الدائم على تعبير "ملء الوقت" فأنا أفضل "استثماره"، وأرى في رسالة المشاركة هذه نموذجا يمكن أن نستخلص منه خطة عمل جيدة لتحرير كل فتاة عربية من الدوائر الجهنمية المفرغة التي تدور فيها، بالتدين السليم الفاعل، وبالتطوع المدني وخدمة الناس، وبمعرفة حق الله وتطوير الإدراك لذواتنا، وللعالم من حولنا عبر الرسائل جميعا، وربما غيرها أيضا.
أقرأ أيضا:
الحاضر والماضي تحرش وأفلام وانتحار