أبي وأمي يمارسان الجنس مشاركة تحليلية
لم يعد صعبا عليّ أن أفهم بأنني من المغضوب عليهم في هذه الحياة، فمنذ طفولتي وأنا أدرك أموراً لا يدركها الصغار بعمري، حتى أنني أندهش من حماقات أخي الأصغر بسنتين، ولم تعد كلمات أمي الموبخة بمزعجة له وهي تردد باستنكار: أخوك أحمد لم يكن مثلك بهذا العمر، فماذا دهاك؟ القصة ليست عن أخي علي (21 سنة) والذي أعتبره شابا بقمة التعقل والأخلاق، ولا عن أمي، بل عن قضيّة الإدراك المبكر التي اختلطت بمشاعر بلا دروع، مما سمح لها بالتأثر لأتفه حادثة واستشفاف الكثير من القضايا المستقبليّة، حتى أن بعض الأصدقاء يلقبونني "بالعرّاف" تحببا ومزاحا، المشكلة الآن هي أنني أصاب بحالة من التعب النفسي كلما قلّبت بمشاكل مجانين، لأنها شديدة التعاسة على المستويين الحضاري العام والثقافي الخاص للفرد في مجتمعنا، مما يبرز دور مجانين البارز. ربما، لهذا، توقفت عن ولوغ قسم المشاكل إلا بما ندر، ولكنني تعثرت بمشكلة لبساطة عنوانها، وتوقعت أن أشهد لوناً من المشاكل الأقرب للظرافة والفُكاهة، ولكنني صفعتُ بقوة وأعِدتُ لأزمان وآراءٍ حاولتُ جاداً أن أكذّبها.
وقفت محملقا بمشكلة الآنسة "ريمو" والتي حملت العنوان "أبي وأمي يمارسان الجنس!"، التي استشعرت من خلالها بكمية رهيبة من القرف والازدراء تجاه النساء. وأوجه هذا الخطاب للدكتور أحمد عبد الله والدكتور وائل، لأشير لقضية خطيرة يبدو أنها أهملت بشكل مقصود بالمشكلة، أو أنها- ببساطة- لم تنتبه للأمر لأنها "امرأة شرقية" أتت من بيئة شرقية تحمل وجهين من المفاهيم المعلنة والخفيّة.
الآنسة "ريمو" نامت مع والديها، وشاءت الأقدار وقلة الثقافة للوالدين أن تتأثر الطفلة بهذا الحادث عرضاً، ومن المفترض أن تدفن الذاكرة هذه القضية وتُنسى خصوصا أنها علمت لاحقا أن الجنس لأمر طبيعي بين الرجل والمرأة لا سيما لو كانا زوجين، لأنه سيكون أمرا "مشروعا" وصحيحا، ولولاه لما ولدت الآنسة "ريمو" للوجود.
لكن ما يحصل أن الموقف ينقلب فجأة بسطر ونصف، لنسمع كلاما كالذي نسمعه من برامج متحاملة على الرجل مثل "للنساء فقط" و"كلام نواعم" وما إلى ذلك من برامج تديرها نساء يشك بميولهن الجنسية السويّة (ولنا بهذا وقفة) ونبل الأهداف التي ينادين بها. أما الأشد غرابة بأمر الآنسة "ريمو" فهو أنها لم تجد بذاتها أي رغبة تجاه الذكر وإنما تجاه الأنثى، والتي مارست معها الجنس- ببساطة- ولم تقرف منه أو تعتبره "شذوذا" بل مارسته ببساطة. وأتساءل حقيقة- من منفاي بأرض تسمونها أرض الكفر- كيف تعلمت فتاة مثلها فعل السحاق بمجتمع مثل مجتمعنا؟ ومن ثم ألم تلاحظوا اللهجة المتحاملة على كل ذكر في عائلتها من أب تتهمه بالكذب وأخ تفضحه لأنه يمارس عادة جنسية بعقده الثالث- ولي عودة لهذا- ورجال تهاجمهم بلا وازع من خجل أو منطق؟
التحليل عندي يبتدئ من دائرة أوسع، وهي دائرة الفكر النسويّ (الفمنزم) الذي غزى الفضائيات مؤخرا، والذي لعب على الكثير من أوتارنا السلبيّة ودغدغ مشاعرنا بهلوكوست نسائي فظيع و مؤلم ومدمي للقلوب. ومما يبدو أن حركة المطالبة بحقوق للمرأة قد بدأت بداية منطقية في أوائل القرن المنصرم، في وقت كانت المرأة تحرم من التصويت ومن بعض الحقوق الفكرية في دول كانت تدعي التحضر ومازالت. ويبدو أن الميزان أعتدل وانتهت المأساة العظمى بالعقد الستيني تقريبا، إلا أن العقد الستيني استدار بالمرأة بشكل مخالف إذ طغى الفكر الشيوعي النسوي وهو فكر شديد الخطورة وتغلغل في أشد المجتمعات رأسماليّة ومحافظة كالمجتمع الأمريكي للمثال الصرف.
إن الفكر النسوي الشيوعي وليد من فكر "مشاعيّة النساء" لدى ماركس وإنجلز عندما كتبا "البيان الشيوعي" في عام 1847 والذي دعي فيه ماركس إلى تهديم مؤسسة الزواج "النتنة" -ومن الجدير بالذكر أن الشيوعيون جلبوا معهم لغة الشتم والسوقية في خطابهم الفكري- بوصفها مؤسسة إقطاعية قائمة على مفهوم الاستعباد الطبقي، الذي يتمحور في حاجة المرأة للرجل (المثال البرجوازي) ماديا، مما يبقيها في قفص المؤسسة الزوجيّة أبداً، وإن الدولة الشيوعية المثالية المؤمنة بهدم المؤسسات البرجوازية تؤمن بهدم المؤسسة الزوجية لأنها لون من هذه النوعية البرجوازية من التأسيس، وبالتالي تحويل العلاقة بين الرجل والمرأة لعلاقة "مشاعيّة" قائمة قدسيتها على استمرارية الحب، وبدونه يتحول أي رابط بينهما لمحور شرير ووضيع.
إن الأطفال عند ماركس هم مسؤولية الدولة الشيوعية، وإنها من تعلمهم مبادئ الثورة الشيوعية أسوة بباقي الشعب الذي يجب أن يؤمن بمجموعة من القادة الأبديين الذين يعرفون مصلحته، لأن الشعب نوع من القوة الدهماء التي لا تعرف أن توجه قواها لشيء صالح. وإذا الرجل والمرأة يمارسان الجنس كما يريدان وسوف تتكفل الدولة بالأطفال، وأما المرأة فعليها أن تتحول من أم أو مربية لإنسانة عاملة مع الرجل كي تتساوى معه وتتحرر من سيطرته.
وما يهمنا من هذا كله هو آخر سطرين، لأنهما انتقلا بسرعة خاطفة للغرب المتعطش لليد العاملة، والذي وجد بتأهيل المرأة عمليا فرصة عظيمة لزيادة اليد العاملة وبالتالي ترخيص أجورها. ومما زاد المشكلة هو بزوغ فلاسفة شيوعيين لاحقين أمثال الفرنسي جان بول سارتر وعشيقته النسويّة سيمون دي بوفار وغيرهم، والذين أدخلوا الفكر "الوجودي السارتري" للقضايا النسويّة.
إن سارتر لا يقول ما هو جديد بالمجال الوجودي، بل هو يردد كلام السفسطائيين الذين عاشوا بزمن غريمهم الشريف سقراط، والذي غلبهم يومها فانتقموا منه بقتله. والمهم، فما يقوله سارتر أن الكون قوة عمياء معلله لذاتها، وأنها فوضوية وبلا قوانين، لأن القوانين (كقانون الجاذبية) قضية نسبية تتمحور بفهمنا لما يحيط بنا، بينما الوجه العام للكون مادي صرف وبالتالي فوضوي لانعدام العقل المدبر (الله)، والذي يدفع الإنسان هنا (وهنا يبدو سارتر متأثرا بالفيلسوف الملحد نيتشه) لأن يكون هو الله كما يقول سارتر، ويتحول لقدرة ذاتية على تحديد الصحيح والمتجاوز والمفهوم والغامض. ببساطة، أنه فكر صيروري يجبر الإنسان على أن يكون جزء من المادة لا غير، فالقيمة الحقيقية للإنسان هي مجموعة من السوائل والمعادن والأجسام العضوية التي تدرك بشكل أو آخر، وإنه لا يختلف قيمة ومضمونا عن نيزك فضائي أو صخرة أو جذع شجرة. بكلمة أخرى، الإنسان "شيء" وكل ما هو موجود في مدارك هذا الإنسان خاضع لأرادته المباشرة لأنه السلطة العُليا، وهو القادر على أن يقيم الصح والخطأ دون الرجوع لأي مفهوم عدا قراره.
حسنا، أي أن سارتر قرر ببساطة أن يشطب الفضيلة والرذيلة وكل المفاهيم عن العالم، ويعتبرها- وفق رأي ماركس والشيوعية- نتائج للصراع الطبقي التأريخي الإنساني. وهنا تأتي العشيقة سيمون دي بوفار ونسويا غيرها كي يطرحن واقع المرأة بظل هذه النتائج الخطرة. فالمرأة برأي النسويات بحاجة لأن تستقل عن الرجل وأن تعيد كتابة التأريخ والفلسفة والمنطق والنظريات الفلسفية الأساسية كنظرية المعرفة التي تعتبر أحد الأعمدة الفلسفية الثلاثة والشديدة الأهمية، ويرين أيضا أن الرجل كائن متوحش وسيء ومستعبد للمرأة، وأن المرأة بحاجة للاستقلال عنه اقتصاديا فاجتماعيا فجنسيا. إن الاستقلال الاقتصادي سوف يضمن بقاء المرأة على قيد الحياة بلا زوج يطعمها (تذكروا رأي ماركس) مما يعني أنها سوف تحقق فورا استقلال "اجتماعي" لأنها لن تعود مضطرة للزواج الآن، ويبقى الاستقلال الجنسي الذي تعتبره النسويات خطوة بطولية للاستقلال التام عن الرجل وتبني السحاق كحل أخير لقضية الجنس، خصوصا أن الصناعة تمكنت من ابتكار أقضبة صناعية (مما يذكر المرأة بالحاجة لقضيب على أقل حد) ودورات تثقيف بالشذوذ الجنسي النسائي وانتهى الأمر بتشجيع إعلامي هائل للأمر. فيوم تقبل بريتنس سبيرز مادونا (ولنتكلم على المكشوف) ويوما تبزغ فرقة لشاذات وهلم جرا.
المرأة النسوية لم تقف عند هذا، بل قالت أن الإنسان لا يولد رجلا لأنه ذكر وامرأة لأنه أنثى، بل هناك تقسيمات كالآتي:
ذكر... رجل
ذكر....امرأة
أنثى...رجل
أنثى... امرأة
ودعم هذا- من جديد- بوابل من المقالات العلمية النفسية المدفوعة الثمن والكثير من الدعم الإعلامي مقرونا بتبني حقيقي من قبل الأمم المتحدة لمشاريع النسويّة. وتقول الفيلسوفة النسويّة النيوزلندية الشاذة جنسيا ما يلي وفق ترجمتي عن أحد كتب الفلسفة:
"مشكلة الفكر النسوي أنه يطرح قضية المساواة على أنها تساوي مع الرجل في المسؤوليات والأدوار، ولكنه في الوقت ذاته يحاول أن يبقي المرأة متميزة بكونها امرأة ومختلفة عن الرجل وما أراه هو حاجة لخلط المفهومين وتذويب تسمية الرجل رجلا والمرأة امرأة"
وبالطبع ترّهات كهذه وغيرها- كرأيها عن الأخلاق بكونها نسبية نحو من نحبهم ونثق بهم عاطفيا- دفعت الفلاسفة العظام لتمزيقهن أربا وبلا رحمة بكتب لاذعة وقاطعة، ولقد تحطمت مدعية أخرى للفلسفة من الهند عندما أدعت أن المفاهيم المعرفية (الأبيستمولوجيّة) الموجودة هي قضية "ذكورية"، والمشكلة أن المفاهيم المذكورة قائمة على مفاهيم الرياضيات الصرفة يا قوم، ولا علاقة للذكور بالرياضيات بل هي موجودة قبل ولادة الكون. بل ووصل الأمر بالنسويات بالدفاع عن الداعرة على أنه حرية المرأة بجسدها، والدفاع عن فردية المرأة بقرار الإجهاض و كأن الرجل لا أحقية له بهذا الطفل.
على كل حال، تود نساء اليوم النسويات لتمكين المرأة بعد تحريرها، وتشهد التجارب القليلة من تمكن النساء من حكم بعض الدول (كالسويد والدانيمارك) من تفشي هائل للسحاق وإذلال كبير للذكر، الذي دفع أغلب السويديين للاستقالة من أعمالهم أو تقنينها ورعاية الأطفال. أما الحكومة السويدية كلها من النساء عدا رجل واحد متأنث قام قبل أشهر بعملية تحول جنسي ليكون امرأة وينتهي الأمر. المرأة المتطرفة تنادي بثأر لظلم الجدات، والعالم يغوص يوميا بوحل من السيطرة الرأسمالية على الأخلاق والواقع، والحروب تتفشى، ولم يكن ينقص البشرية إلا جنون المرأة التي تفكر بالجانب العاطفي من دماغها دوما.
وقد يحسب بعض المتفائلين أن هذا كله في الغرب وأننا لا علاقة لنا بالأمر، و لكنهم مخطئين وبجدارة نفيسة أيضا. فأنا شخصيا التقيت بعشرات الشاذات على الإنترنت وبمئات الرافضات للزواج وبيمنيّة تقول أنها "أنثى~رجل" وبمصرية تطالب بالتركيز على "النديّة" بين الرجل والمرأة بصفتها نوعا من الرقي، وبمراهقة شاذة من جدة على نهج والدتها الكريمة وبنات العائلة. وانتهاء بالبرامج المتلفزة التي تحوي نساء أقل ما يقال عنهن بأنهن "بغايا" صرن يتحدثن عن مظلومة المرأة. وحتى العراق، وتلك النسوة اللواتي يضربن حجابا ثقيلا على رؤوسهن، انقلبن مطالبات بحقوق مضمونة للمرأة بالبرلمان وبنسبة 25%!
وفي حين تطالب المرأة بالمساواة مع الرجل ونبذ التمييز ضد المرأة، تفتتح دولا كبرى (ودولا عربية) برامج "تمكين المرأة والتمييز الإيجابي" الذي يعني- بكلمة أخرى- تشغيل الإناث قبل الذكور وتعميق سيطرة الأنثى على المجتمع والاقتصاد. وعندها يطرد آلاف الشباب خارج الحدود، وهم يفرون من الجيش والمهور والمسؤوليات والبطالة تحت آلاف المسميات وإحداها التمييز الإيجابي وتمكين المرأة في المناصب العليا. لم يعد مدهشا أن نرى دكتور بالكيمياء يعمل بائعا للبقول، بينما زوجته تعود من محكمة تعمل بها قاضية. لم يعد عجيبا أن أرى ملايين الشبان العرب مكومين بالغرب وهم ينسون أوطانهم بالخمور والزنا مع نساء هرمات رخيصات، ويتحدثون عن "بنت البلد" كحكاية قديمة روتها لهم الجدات. ولهذا يا سادة وسيدات، تقدم سن الزواج في بلداننا للأربعين، لأن العمل ممنوع ولأن النساء يردحن بالفضائيات عن ضرورة إتمام المرأة لدراستها والعمل و"ربما" الزواج.
ولهذا يا آنسة "ريمو" صادفت أخوكِ يمارس العادة السرية، ذلك أنه قرف وأنهار من شدة الانتظار، وها أنت تلاحقينه حتى بهذا العمل الذي يشعر الرجل بأنه كومة من الحثالة وغير جدير بشيء سوى الاستمناء رغبة بنشوة تصيبه بالأمراض والرعشة لاحقا أو الإدمان بأقل تقدير. أنه يمارسها لأن أزهى سنين عمره مضت وهو يفرغ طاقته وأشعاره وأحلامه بالبالوعة، لأن حضرتك ومن تتابعيهن على التلفاز قد صنعن هذا الواقع بمساعدة الأوضاع العامة التعيسة.
وعلي أن أقول، إن الرجل غالبا يعمل للكل، أما المرأة فتعمل لنفسها. حتى السياسة نجد الرجل يحمل هموم شعبه، أما المرأة فتحمل هموم "بنات جنسها" كما نسمع من بعض المومسات المحترمات في أروقتنا السياسيّة. والنساء قد طالبن بحقوق منطقية قبل قرن، ولكنهن نسين أن المطالبة يجب أن تتم في أطار "حقوق الإنسان" لا "حقوق المرأة"، لأن الرجال بدئوا يفيقون لما يجري والقادم لا يحمل الخير على نساء الأرض. ونسيت المرأة العربية أن تعاسة أوضاعها ليس بسبب أخيها وأبيها كما تصور مثقفات الفضائيات الليبراليات والعلمانيات، وإنما بسبب تعاسة فكرية شاملة وخمود حضاري بدأ منذ أن مزقت الدولة الإسلامية جيوش الغزاة من صليبيين و مغول وتتار. اليوم يعود العالم لمفهوم الدولة الفكرية التي بدأها الإسلام، وما زلنا نحن نتصارع عرقيا وطائفيا وجنسيا حتى! اليوم صارت نسائنا "يمارسن الشذوذ مع الصديقات" بهذه البساطة، وهو انعكاس لوجه حضاري بشع عرفته ثقافة الفرز الجنسي المبالغ فيه، والذي أنتج حمامات نسائية (لا تفهموا أنني أطالب بحمامات مختلطة) قديمة حيث ترتع الشاذات، وثقافة شرف بلهاء تتيح للمرأة فعل ما تشاء مع المرأة مازال الشيطان (الرجل) بعيدا بنظر الزوج الأبله الذي يظن أن زوجته "تدردش" مع صديقتها، بينما هو يتسكع بالمقاهي ريثما تخرج الصديقة المحترمة.
علي أن أقول، بأنني لا أثق بالنساء إلا بعد التأكد منهن عبر عشرة سنين، ومما يعني أنني لا أثق بأي فتاة مهما استظهرت العفة والنقاء. كفى يا شباب، لا توجد فتيات نقيات، وأنقى بنت لها صديقات شاذات (ولكنها ليست مثلهن) أو تعيش بدار سكن للطالبات على بعد 1500 ميلا عن بلدها. الصلاة، والأحاديث والآيات القرآنية لم تعد تؤثر بي بصراحة، ولا التظاهر بالخجل. وأذكر أنني استدرجت إحدى "المحترمات" للغضب فسمعت منها كلاما قد يخجل الحوذي من ذكره. وهل صادفتكم الحياة بأن تنتقلوا لمدرسة ثانوية للبنات قد أخليت ليقوم الذكور بمباراة بها؟ أنا فعلت، وقرأت عن فلانة تعشق فلانة وعن كلام سوقي لا أصدق لليوم أن أقلام بنات قد خطته.
أنها مشكلة عالمية ومحلية وفردية لكل شخص فينا، وكنت أزعم أن علينا الرهان على النساء الصالحات، ولكنني بصراحة لا أدري عن أي صالحات نتكلم؟ فأمي ومن هن بعمر أمهاتنا وعماتنا (من الخمسين فما فوق) قد تقاعدن اجتماعيا تقريبا بسبب المتاعب واليأس من التغيير، ونحن نتكلم عن جيل البناطيل الضيقة والماكياج الدائم (هل رأيتن كما أنا متخلف يا فتيات؟) والتنهد على "توم كروز" والعلاقات السرية مع الصديقات. ألا يدفعكم هذا للتقزز من النساء والتفكير بالعمل أو الولوغ بالسياسة أو الرياضة بدلا من هذه المخلوقات التعيسة؟ وهل المرأة أثبتت حبها للرجل أصلا؟ كل شاب يروي قصة حب انتهت "بضعف" الأنثى وزواجها من غيره. كل فرد يتكلم كيف حبيبته نسته وعاشت مع رجل آخر وهي تنعم بالسعادة دون أي اعتبار لذاك الحيوان الذي تمزق لأجلها. وهذا التأريخ الأدبي الإنساني بعرضه، لا يذكر عملا فنيا واحدا لامرأة تمجد الرجل كما كتب شكسبير عن جولييت أو تولستوي في "آنا كارنينا" أو غوركي في رائعته "الأم" أو آرنستو ساباتو في "أبطال وقبور" أو عبد الرحمن منيف في "قصة حب مجوسيّة".
ببساطة، أنهن لا يرقين بمشاعرهن لما نرقى، ونحن من يكسبهن هذه الصورة العجيبة من القدسية، ونحن من يحتفي بأتفه الأشياء التي يقمن بها. وما أنا بخارج عن المعادلة، فقبل أن أكتب هذه المقالة، كنت قد سطرت قصيدة كاملة وطويلة لحبيبتي التي اكتشفت أنها تركتني بمليء إرادتها لأنها ملت حبي ومنذ سنة وثلاثة أشهر وسبع ساعات. كتبتها وأنا أكاد أسقط من الإعياء والتعب جراء العمل الشاق، والذي مضيت بوقت الراحة البسيط ركضا لأقرب مكتبة من موقع العمل (أعمل بناءً) لأشتري ورقة وقلما كي أكتب القصيدة، مخافة أن أخسر شاعريتها. لم آكل، لم أشرب رغم عطشي ولم أرتح، بل مضيت لأكتب قصيدة كي أتخلص من حالة الاحتقان في قلبي.
حسنا، نعم، نحن الرجال حمقى وأطفال ونستحق كل ما يجري لنا. ولكنني أعتقد أن الإنسانية بحاجة لأن تقف وتفكر بسبيل للخلاص من هذه المشاكل التي تتلخص بترهل القيم وانتشار الجريمة والأمراض والفوضى. العالم يحتاج أيدلوجية الإسلام، ولكننا مشغولين بقشور ثقافات غيرنا. فما الحل يا دكتور أحمد والدكتور وائل؟ أهو قدري وقدركما أننا نرى قليلا أبعد من أرنبتي أنفنا وبالتالي نتألم ولا بواكي لنا على حال هذه الإنسانية التعيس؟ أظن هذا.
ولكم التحية، أحمد الكتاني.
الثانية عشرة والنصف ليلا، بعد يوم تعب أسطوري بالعمل.
7/3/2006
رد المستشار
الأخ الفاضل / السلام عليكم
مرحباً بك، ها هو مثل عادته معي يورطني الصديق والأخ الفاضل الدكتور/وائل أبو هندي بالإجابة على مشاركة سيادتك على الرغم من طلبك بأن يرد عليك الدكتور الفاضل أحمد عبد الله أو الدكتور وائل، ولكنني هذه المرة تورطت بإرادتي، حيث قرأت رسالتك فأعجبتني فقلت لنفسي "أعملها بجميلة وأرد عليك"
سوف تكون إجابتي على مشاركتك ذات الثلاث صفحات في جملة واحدة فهل تسمح لي؟!
"لو كان الرجال بدرجة ثقافتك، لما نظرت النساء للنساء شكراً لك وأنا مؤيده للكثير من كلامك"
نسيت أن أقول لك أنني لا أتابع ولا كلام نواعم، ولا لك يا سيدتي، ولا للنساء فقط، وناوية إن شاء الله أتزوج من رجل !!!!!!!!!!
واقرأ على مجانين:
الفيمنزم...ونقاش بين الأصدقاء
ويتبع>>>>>>>: أبي وأمي يمارسان الجنس مشاركة3
التعليق: أولا السلام عليكم
ثانيا أنا عارفه إن الموضوع قديم جدا بس عندى رغبة لإبداء رأيي في الموضوع
أستاذ أحمد كلامك يبدو منطقي جدا وواضح إن حضرتك مثقف وعندك إطلاع واسع ولا أعتقد إن عندي نفس المستوى من الثقافة
أنا تقريبا في مثل عمرك المذكور في الرسالة وأظن أننا في السن ده لا يكون اكتمل نضجنا كثيرا لأن أمامنا تجارب كثيرة لم نخضها حتى الآن
وأنا سأقول رأيي المتواضع في الموضوع
أنا أرى فعلا أن هناك سيطرة كبيرة من مجتمع النساء على الرجال وبدل ما نقعد نندب حظنا على الانحلال بين البنات متيجي أفضل ندور على السبب
السبب اللي خلى المرأة تقبل على هذه الحماقة أولا المرأة ماذا تكون أم وزوجة وابنة واخت
فلنتحدث عن الابنة لأنها الأصغر هذه الابنة التي تخلى أبوها عن تربيتها ليتركها للتلفزيون أو للشارع أو للخادمة فماذا ستفعل هذه الطفلة وماذا يكون مستقبلها علامة استفهام؟
الأخت التي تركها أخوها لتلبس ما تشاء وتخرج مع من تشاء وتأتي وقت ما تشاء ماذا تنتظر منها علامة استفهام أخرى؟
الزوجة التي تركها زوجها للإنترنت والتلفزيون وخرج يقعد على القهوة أو مع أصحابة ماذا تنتظر منها ؟
والأم التي تركها الأب والزوج والابن والأخ