حاسة أني مظلومة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا زوجة في منتصف العشرينات ومشكلتي الكبيرة الآن والتي تؤرقني كثيراً ولا أجد لها حلاً هي أنني لا أستمتع بعلاقتي الزوجية تماما ولا أستطيع الوصول للذروة إلا عن طريق الاسترجاز وبعدها أشعر بتأنيب ضمير وعذاب نفسي شديد ولكني لا أستطيع الإقلاع عنها لأني ضعيفة أمامها أولا.
وثانياً لأني أشعر بالظلم الشديد عندما أجد زوجي يستمتع ويصل للذروة في كل مرة وأنا لم أصل لها أبدا في أي مرة والمرات التي استمتعت فيها قليله جداً ولم أصل فيها للذروة مطلقا عن طريق الجماع، أنا لا أريد أن أصل للذروة عن طريق هذا المكان فأنا أفضل أن أكون طبيعية واستمتع بالجماع التقليدي على الرغم من أننا نغير كثيراً في الأوضاع والمداعبات ولكن أشعر أن ذلك دون جدوى فأحياناً كثيرة أشعر بالملل من العلاقة الزوجية وأشعر أنني أؤدي واجباً روتينياً كسائر أعمال المنزل دون اختلاف.
والآن أنا في مشكلة أكبر لأن زوجي الآن يعمل في بلد أخرى ولا أراه إلا كل عدة شهور، وأصبحت ألجأ كثيراً للعادة السرية وأتخيل أنني أمارس الجنس مع شخص أخر غير زوجي، ومشكلتي بدأت قبل الزواج بسنوات، وبعد الزواج نسيت العادة تماما لمدة أربعة أشهر تقريباً بالرغم من أنني كنت أعاني من آلام شديدة عند الجماع وكنت أشعر بأني أقوم بأداء واجب ثقيل أسعد بالانتهاء منه، ولكني كنت أقنع نفسي بأني لم أصل إلى التوافق الجنسي الكامل بيني وبين زوجي ولكن هل يستمر عدم التوافق ثلاث سنوات؟
أنا لا أنكر أننا الآن أكثر خبرة عن بداية الزواج ولكني لم أصل أبدا للنشوة الجنسية التي أحلم بها وأحياناً قليلة أفكر أفكاراً مجنونة بالرغم مني في أن أحصل على الطلاق من زوجي لأي سبب آخر أو يموت وأتزوج من شخص آخر أشعر بالسعادة معه على الرغم من أن زوجي يحبني كثيراً وأنا أيضاً أحبه وعندنا طفلة أقل ما يقال عها أنها رائعة.
أعلم الآن أن من سيقرأ رسالتي سيقول عني أنني لست إنسانة جيدة أو في منتهى الأنانية لأني أتمنى أن يموت زوجي لكي أحصل أنا على السعادة ولكني لا أجد حلا لمشكلتي وأشعر بأنني لا أستمتع بحياتي وأريد المساعدة منكم
لعل الله جعلكم سبباً في حل مشكلتي التي تؤرقني كثيراً
وجزأكم الله خيراً .
24/03/2006
رد المستشار
لا ينكر أحد حقك في أن تستمتعي مع زوجك، وأن يستمتع زوجك بك، وقد كررنا مرارا وتكرارا أن ديننا الحنيف أباح للزوجين هذا الحق وجعله من الأمور التي يثاب عليها المرء.. رجلا كان أو امرأة، ولكن في خضم رغبتك المحمومة في البحث عن هذه المتعة نسيت أو جهلت الكثير من الأمور التي أكدنا عليها كثيرا في استشاراتنا السابقة، وسألخص هذه الأمور في النقاط التالية:
* التوافق الجنسي بين الزوجين عملية قد تستغرق سنوات كثيرة، مما يساعد على الإسراع بحدوث عملية التوافق بين الزوجين العلم الصحيح المنضبط، والحوار المصارحة حول أمور العلاقة الخاصة.
* العلاقة الجنسية ليست علاقة جسدية فقط ولكنها تمتد في أعماق الكيان الإنساني بأبعادها الروحية والعاطفية والنفسية والجسدية.
* من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الكثيرون والتي وقعت فيها للأسف الشديد التركيز على قمة المتعة أو لحظة الإرجاز، والعلاقة بين الزوجين متصل يبدأ من لحظة بداية الرغبة والتمهيد وينتهي بما بعد الإرجاز، وعلى الزوجين أن يتعلما الاستمتاع بكل لحظة من لحظات العلاقة ولا يشغلا بالهما بالنهاية والقمة، لأن شغل البال بهذه القمة يعيق التركيز ويمنع الاستمتاع.. فركزي في اللحظة الحالية واستمتعي بها ويعينك على ذلك التدريبات التي وصفتها من قبل في استشارة سابقة على موقع إسلام أون لاين بعنوان: "في بداية الزواج.. تدريبات التوافق الجنسي".
من الحقائق التي تغيب عن ذهن الكثيرين والكثيرات أن الطبيعة الجنسية الفسيولوجية للمرأة تختلف عنها عند الرجل، وقد فصلت في هذا الأمر من قبل في استشارة سابقة بعنوان: "سؤال لكل الرجال: الجنس عند المرأة" فاطلعي عليها وأطلعي عليها زوجك، وما يعنيني في مشكلتك أهمية إدراك أن نسبة كبيرة من النساء (قد تصل إلى الثلث أو أكثر) لا يمكنها الوصول لذروة المتعة إلا عن طريق مداعبة البظر، وبالتالي فالمطلوب من أزواجهن أن يدركن هذه الحقيقة وأن يساعدنهن على الاستمتاع، وكل أشكال الملاعبة المباحة بين الزوجين هي من الأمور الطبيعية ولا يوجد فيها وما هو غير طبيعي.
الجنس والمتعة الجنسية جزء مهم وحيوي من العلاقة بين الزوجين... ولكن العلاقة بين الزوجين لا يصح أن يتم اختزالها إلى جنس فقط... ثم يتم اختزال الجنس إلى علاقة جسدية.. ولنستمر في منظومة الاختزال ليتحول الزواج إلى لحظة هي ذروة المتعة... فإذا لم نحصل عليها فإننا نفكر في إنهاء العلاقة ونتمنى موت الزوج ونحلم بغيره... ومعك سأبحر في أحلامك ولنتخيل أنك مع إنسان آخر... فمن أدراك أن سيقدم لك ما تفتقدينه؟... ومن أدراك أنك ستسعدين به؟.. ومن أدراك أن ما ستفتقدينه حينها سيكون أغلى وأهم؟...
فكوني قوية لأول مرة في حياتك... وقاومي رغبات نفسك واصرفي عنها وساوس الشيطان... وطوري حياتك مع زوجك بالعلم والحوار... ثم ارضي عما يتحقق لك حينها من آفاق المتعة ولا تبحري خلف السراب.
الجنس جزء مهم من الحياة ولكنه لا يمثل كل الحياة، ونحن من نسمح له أن يتمدد في آفاق حياتنا ليشغل مساحات أكبر بكثير مما ينبغي، ولكن للحياة مباهجها الكثيرة وفيها الكثير من الأنشطة والحركة التي تثري حياة الإنسان وتمتعه، ومن الواضح أنك حبيسة جدران سجنك... فحطمي هذه الجدران وانطلقي في العالم الرحب الفسيح... معلمة ومتعلمة ومتفاعلة مع الحياة ومع البشر من حولك.. وحينها ستتقلص مساحة الجنس في حياتك لحجمها الطبيعي.
أختي الكريمة: أدعو الله أن يبارك لك في زوجك وأن يرزقك التقوى والرضا وأن يعينك على نفسك وتابعينا بالتطورات.