ساعدوني عندي مشكلة جنسية وأشعر بخيبة أمل..!؟
السلام عليكم.. تزوجت من سنة تقريبا بعد إنهاء دراستي وصدمت بحياتي بعد الزواج من رجل أحواله الاقتصادية صعبة ومع الزمن تأقلمت مع هذه المشكلة..، ولكن المشكلة التي لم أستطع التأقلم معها هي أن زوجي لا يرغب بالمعاشرة الجنسية ولا حتى الغزل أشعر بأنه يعاملني كأخت له..
ويتعبني أنني جميلة وكل من حولي من النساء يشعرن بذلك إلا زوجي أحاول إغراءه بكل الوسائل ونتيجة لهروبه الدائم من الجماع حتى منذ الأشهر الأولى من الزواج أصبحت ألجأ لأحلام اليقظة بأي رجل ليس له وجود أجد فيه كل ما أفتقده في زوجي من رغبة في الجماع وحب، وألجأ للاستمناء لأجد الراحة المؤقتة حتى عند الجماع فهو لا يعرف إثارتي ولا يمتعني وعندما كنت أنصحه كان شعوره بأنه لا يمتعني يؤثر عليه سلبا فلا يستطيع إمتاعي أكثر لذلك أصبحت أوهمه بأنني أشعر بمتعة معه..
وأشعر بخيبة أمل وأن حبي له يتلاشى ولكن يبقى احترامي له كإنسان أنا أشفق عليه لأنه تزوجني بصعوبة وهو متمسك بي وأتمنى أن يرزقني الله بطفل أو عمل فالفراغ يقتلني ولا أجد ما يشغلني.. ومع أني تخصص علم نفس إلا أنني عندما أبحث في كتبي لا أجد ما يريحني..
23/1/2006
وأرسلت صاحبة المشكلة أيضًا من الباب الخلفي ما نصه:
متزوجة وأخاف الوقوع بالحرام
السلام عليكم ورحمة الله.. أنا امرأة متزوجة من أكثر من سنة ومنذ الشهور الأولى لاحظت أن زوجي يجحف حق الفراش فعندما يحتاجني بالمرات القلائل يجدني بينما عندما أحتاجه غالبا لا أجده أصبت بإحباط مع أنني أحاول استمالته بكل الوسائل والله عز وجل وهبني جمال ولله الحمد وهو لا يعاني من أي مرض جنسي ولكنه لا يراعي حقي عندما أطلبه أو ألمح له..
نبهته تكرارا ومرارا أن من أهم مقاصد الزواج أن يحصن ويعف كلا الزوجين عن الحرام.. ولأجل هذه الأمور أصبحت ألجأ لتعويض بالاستمناء ولكن عندما علمت أنه محرم تأثرت كثيرا لأنني اعتدت عليه فترة طويلة وباعتباره يريحني ويكفيني عن ما هو أشد حرمة(....)
والأمر المحرم الثاني أنني في كل مرة لا يلبيني فيها أفكر بالانتقام منه بأن أرد عليه بالمثل إذا احتاجني ولكني أتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم بلعن الملائكة للمرأة التي لا تلبي زوجها حاجته حتى تستيقظ.. أصبحت أبكي ليال طويلة ويصيبني صداع وأتناول المسكنات..
أرجو من ذوي الاختصاص وكل من يستطيع نصيحتي مساعدتي بآرائكم..
ولكم جزيل الشكر.
26/2/2006
رد المستشار
"سأظل معك لو ملأت فراشك بالدفء أو تكورت فيه باردا"........ هذه المقولة من بنود ميثاق الزواج عندنا في مصر الفرعونية قديما.... لكنها أكثر من رائعة فاذكريها دوما فعذرا سيدتي...... تتحدثين طوال الوقت حول الحقوق والواجبات فنحن لسنا في قسم للشرطة أو في الجيش حيث المهام التي يجب أن تنتهي بتمام يا أفندم!!!
فلقاء الأجساد لا يكون على الفراش فقط! وإنما يسبقه لقاءات أخرى تمهد له فأين هي؟
فالمرأة بصبرها الجميل "المخطط" وفهمها للرجل تستطيع أن تعلمه كيف يحبها وكيف يعبر لها عن حبه بالطريقة التي ترضيها ولو بعد حين - قريب أو بعيد - فاسمحي لي أن نتناول الموضوع من أوله فالأمر يحتاج إلى وقفة ولكنها ستبدأ من عندك أنت فنحن لم نتربى أو نتعلم سواء امرأة أو رجل كيف نكون علاقة حقيقية أو كيف تتعامل المرأة مع الرجل أو العكس خاصة في مساحة الجنس في حياتنا بدءا من معناه ومرورا بمنظومته وأهميته وختاما بدوره في حياتنا كبشر، فوجدنا أنفسنا أنواعا شتى فمنا من علم الجنس قشورا من سماع قصص منقوصة مشوشة أو من كتب ومجلات مشكوك في محتواها غالبا فظل الجنس في فهمه مجرد شهوة يقضي بها الإنسان وطره بأشكال وطرق متنوعة سواء حقيقية أو خيالية فهو غارق فيها من تحت مظلة مفهومه هذا.
ومنا من لا يعرف شيئا عن الجنس إلا أنه شيء غامض مبهم لا يمكنه التحدث فيه فيظل حبيس نفسه بهمومها وتساؤلاتها فيبقى هذا الصنف لا يفهم لا يعرف حتى حقوقهم ولا كيف يأخذها، ومنا من عرف الجنس ولكنه يراه شيئا مستقذر لا يشعره إلا بالدناءة ومنا ومنا ومنا....
ولكن في حقيقة الأمر أن العلاقة الخاصة بين الرجل والمرأة علاقة فريدة فالإنسان أما أن تكون علاقته مع "جماد" أو بشر آخرون يأخذون أشكالا متنوعة إلا من يفضي إليك وتفضين إليه!! فأنت تلتقين معه في أفكارك تلتقين معه في مشاعرك تلتقين معه في روحك فيصبح الامتداد الطبيعي أن تلتقي معه لقاءا خاصا شبهه الله عز وجل بالملابس فهي تلاصق جسده..... روحه... مشاعره، لذا تدفئ في البرد وتحمي من الشمس في الحر، وتستر وتغطي في كل الأحوال!! وهي العلاقة الوحيدة بين إنسان وإنسان التي تنتج لنا إنسانا جديدا!!
لذا لا نتعجب حين يطلب منا النبي"صلى الله عليه وسلم" أن نناجي الله في أعمق مرحلة من هذا اللقاء الخاص فنقول "اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا" فما أروع هذا الدين!!
أردت أولا أن أوصل لك تلك المعاني لتتدبريها جيدا قبل التحدث في خطوات عملية:
1- التعويض الذي تقومين به هو أول شيء ستحذفينه وبسرعة من قاموسك ليس فقط لمحاذيره الشرعية وإنما لتأثيره السلبي على منظومة إشباعك وشعورك بالمتعة فما يتعلمه الإنسان من خبرة في المتعة يتوطن عليه فتجدين نفسك بمرور الوقت تتمتعين هكذا حيث تصلين إلى قمة إشباعك بمفردك فيأتي لقاؤك مع زوجك وكأنه شيء غريب دخل المنظومة فلا تشعرين بالمتعة التي تصل بك إلى أقصاها فاحذري.
2- تحدثت حول استمالته بكل الوسائل وأقول لك مادمت أقررت أنه لا يعاني أي مرض جنسي فليس هناك رجل تستخدم معه الأنثى كل الوسائل دون أن يتأثر فقد تظنين، أنت أنك تستخدمين وسائل مناسبة وهي في الحقيقة ليست كذلك وأعطي لك مثلا، فلو أن امرأة بدينة شيئا ما ومع ذلك تصر أن تظهر مفاتنها المروعة من أماكن بدانتها فهي تتخيل أنها مفاتن وأنها استخدمت وسائل إلا أن في إخفائها لتلك المناطق وإبداء مناطق أخرى أكيد ستكون أكثر فتنة!!! وفي تلك المساحة الكثير والكثير بدءًا من تصفيف الشعر وطريقة اللبس والعطر وما إلى ذلك...
3- قد تستخدمين وسائل مناسبة فعلا ولكن تقفين عند تلك الخطوة منتظرة أن يقوم بدوره فلم لا تبدئين أنت دون كلام ودون تلميح فهناك لغات أخرى غير لغتي التصريح والتلميح فما أكثرها.... حتى وإن لم يستجب مرة أو أكثر فحتما أنت ستتعلمين ما يسعده فتعرفين لغته.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك، كنت أتمنى أن تبعثي رسائلك من خلال طريق إرسال المشكلات الطبيعي، ليجئ ردنا عليك أسرع، ولكنك في المرتين لم تفعلي، وقد اكتشفت اليوم وأنا أبحث عن تاريخ وصول المشكلة إلى جهازي أنك أرسلت مرتين، وأن الجزء الثاني والمعنون بـ"متزوجة وأخاف الوقوع بالحرام"، هو فقط ما وصل الأستاذة أميرة بدران التي أبدعت في إجابتها عليك، وفي الجزء الأول مقدمة ومعانٍ لعل لو كانت وصلتها لأضافت ولكنه من حسن حظي أن أضع تذييلاً صغيرا تحت سطور مستشارتنا المتميزة، أولا أحييك على وقوفك إلى جانب زوجك في مشكلته المادية، وعلى قولك:(ولكن يبقى احترامي له كإنسان أنا أشفق عليه لأنه تزوجني بصعوبة وهو متمسك بي).
وثانيا: أنصحك بقراءة:
إحدى القوارير تشكو: تجاهل جنسي وخشونة!
إحدى القوارير تشكو تجاهل جنسي وخشونة: م
تجاهل جنسي وخشونة.....مشاركة.
وأود تنبيهك إلى أهمية ما نصحتك به الأستاذة أميرة ولكن لسبب ربما لم يخطر ببالها وربما خطر، ذلك هو أنك كمعظم السيدات المتزوجات اللاتي يشتكين من مثل ما تشتكين منه، كلهن جميلات ويتفنن في إبراز مفاتنهن لأزواجهن ويعتمدن على ذلك شبه اعتماد كامل، أو على الأقل يعتبرنه أهم شيء وما لا يقال بعده شيء! تخيلي أن هذا مع الأسف والحزن هذا المدخل الذي كان المدخل الإنساني الطبيعي بين الرجل والمرأة مع الأسف قد أفسدته الصورة السائلة في عصر ثقافة الصورة التي نعيشها جميعا واقعين في فخها أو ما أسميه أنا وابن عبد الله، فتح الله عليه بفخ الصورة.
باختصار –ولعلني أكتب في تفصيل ذلك قريبا- لم تعد الصورة الجميلة في المرأة تثير جنسيا بالضرورة لأن أخيلتنا تلوثت ولا حول ولا قوة إلا بالله بفيضانات الصور المتلاطمة من حولنا، لهذا السبب يتخذُ ما تشير إليه مجيبتك وهو أن تمدي جسورا من التناغم والتواؤم والحب والمشاركة بينك وبينه لأن هذا وحده يستطيع محو الصور التي تلوث ربما أخيلة الرجال، هيا يا ابنتي انفضي عنك ذلك اليأس والخوف من الضعف ونفذي ما نصحتك به مجيبتك، وتابعينا بأخبارك.