حائرة في أمري: صورة نمط شائع متابعة
صباح الخير، أود أن أوضح أنني تركت أمري كله إلى الله تعالى العلي القدير... ولن أشكو (أبي الروحي) بخيانة الوكالة كما نصحني رئيس النيابة وبعض المحامين (لاستعادة بعض من حقوقي والتعويض المادي) بالمحاكم........ أنني شكوته إلى ربي... وحسبي الله ونعم الوكيل.
أرجوك يا دكتور كيف للإنسان أن ينسى أزمات حياته ويبدأ من جديد مع الأخذ في الاعتبار أن كل ما حوله يذكره بأزمات حياته... وأود أن أوضح لك أنني أعشق الوحدة وأستمتع بها وأشعر أنها حصني الحصين الذي يحميني من الإيذاء بصفة عامة... وكلما اشتقت إلى معاملة الآخرين أخرج من حصني بحذر للمعاملة وأعود سريعا وأنا سعيدة إن لم يمسسني ضرر وأعود حزينة إن حدث ما كنت أخشى منه.
فهل تختلف معي يا دكتور في أن أيامنا هذه 99% من البشر ناس مؤذية... أي أن هناك 1% فقط غير ذلك... إنني في عملي مثلا تم إيذائي من كل الزملاء (كبر الأذى أو صغر) فيما عدا زميل واحد فقط لم يؤذيني ولم يؤذي أي شخص آخر هو مثلي شبه منعزل وطيب جدا ومتدين للغاية وزاهد في الحياة وبشوش لأقصى درجة يضحك من قلبه مثل الأطفال يستحي أن ينظر لي أو لأي سيدة عند الحديث لم أراه يوما غاضب من شيء وإن اشتكى يشكو بمرح هادئ بسيط مهذب وجميل لا يمكن أن أحد من الزملاء يغضب منه أبدا فهو رقيق لأقصى حد ويذكرني في صفاته بصفات رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام...
يا له من إنسان رائع... دكتور أوعى تتخيل أنني.... لا والله هو متزوج وأب وإنني أحبه في الله وأيضا أتمنى زوجا مثله فقط.. إنه نموذج يبعث في الأمل إنني لا أنتظر سراب....... وإن لم أجد فغالبا لن أتزوج أبدا... لا أستطيع أن أقبل أي زواج ليحل علي اللعنة والعذاب... إنني أعلم جيدا أني لن أعيش سعيدة إلا مع رجل بتلك الصفات الرائعة... وللأسف أعلم أنها نادرة الوجود.
25/1/2006
رد المستشار
الأخت الفاضلة؛
تدهشني رسائلك ليس لأنها من أطول ما نستقبل، إذ أعتبر الإطالة مزيدا من الرغبة في التواصل والثقة والإيضاح، ولكن لأنني أشعر بأن خبراتك في الحياة تحتاج إلى مزيد من الاحتكاك لصقلها وزيادتها، بينما أرى مسار الأحداث، وحركتك في الواقع يجنح بك إلى مزيد من العزلة والانكفاء، والاكتفاء بلوم الزمان. وأنا معك تماما في أن اليوم ليس مثل الأمس، وأن الظروف تغيرت، وأن رجال الحاضر ليسوا مثل رجال الماضي، لكن أيضا أغلبية نساء الحاضر لسن مثل نساء الماضي!!
ولا تخلو أي فتاة من تقلبات وصدمات، ولكن أن تكون الحياة عبارة عن سلسلة من الإيذاءات المتعمدة في العمل، وعدم الوصول لعلاقة ملائمة عاطفيا أو بالأحرى، مشبعة ولو جزئيا، أو عدم وجود أصدقاء يخففون من قسوة الحياة، وتلخيص العالم في زميل واحد فقط، أعتقد أن هذا تضييق يؤدي إلى الضيق، وغيره أن تنفتحي فتنظري على الناس بوصفهم بشرا يخطئون ويصيبون، وبداخلهم الخير يحتاج إلى إثارة وتنمية واستخراج، لأن الكثير مما حولنا يثير الشر فينا فيخرج وينتشر ويعم ويغرق ويهلك الحرث والنسل، وتأملي معي من حديث المصطفى الذي يعد فيه بالجزاء الأوفى لمن هو مفتاح للخير... مغلاق للشر، أي أن الخير مثل الشر يحتاج إلى مفاتيح.
لك طبعا –بمنتهى الحرية والمسئولية– أن تقرري عدم الزواج اجتنابا للمخاطرة بزواج غير ملائم أو لا يؤدي على السعادة التي تريدينها، ولك أن تقبلي بشروط أخرى لتجربة أو خبرة أخرى تتواصل مع من يرغب في التواصل معك، ولن يرغب أحد في مثل هذا التواصل إلا إذا رآك أو استمع إليك، ولن يحدث هذا في إطار العمل وتنافساته إنما ممكن أن يحصل في دوائر أخرى أخشى أنك لا تتحركين فيها كثيرا!! وللسعادة أشكال وألوان ووصفات عديدة، كما الناس متعددون، ورائعون، ومزعجون. تحياتي وللحديث بقية.