العادة والآم البطن
أنا فتاة أبلغ من العمر 19 عاما مشكلتي هي أنني أمارس العادة السرية وأصبحت أشعر بنبضات غريبة في البطن، وبعد ممارسة هذه العادة القبيحة أشعر في اليوم التالي بزيادة في الوزن وشعور عميق بذنب.
ما تفسير هذه الحالة وما الحل لترك هذه العادة السيئة، وجزاكم الله خير الجزاء مع دعواتي لكم بتقدم والنجاح.
طلب: لا أريد إرسال الرد عن طريق البريد الإليكتروني بل عرضها
وشكرا.
01/10/2003
رد المستشار
الابنة السائلة العزيزة، أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في موقعنا استشارات نفسية، الحقيقة أن إفادتك متبوعةً بطلبك أن نعرض المشكلة وقولك بالحرف الواحد (لا أريد إرسال الرد عن طريق البريد الإليكتروني بل عرضها وشكرا) هذا التسلسل جديدٌ علينا، ولا أخفيك سرًّا أنه كان صادما ومستفزًّا، فما اعتدناه من البنات هو أن يطلبن عدم النشر أو على الأقل إخفاء المعلومات وتجهيل البيانات وما فعلته أنت عكس ذلك.
لكنه يبدو والله أعلم أن كون تلك الإفادة متبوعة بذلك الطلب جاءتنا من فتاةٍ عربيةٍ تستقبحُ العادة السرية، وتشعر بالذنب بسببها، وتطلب الحل لها باعتبارها مشكلة تود الخلاص منها، وهيَ في نفس الوقت تريد أن ننشر تلك المشكلةَ وردنا عليها، وكأنها تقول لنا بما أنكم موقعٌ اعتاد على نشر قلة الأدب (ولو بصورةٍ طبية نفسية وضمن إطار شرعي!! لا تدري كيف!!؟؟)، بما أننا كذلك فإنها تود أن تقول كل شيء على المفتوح وأن نرد عليها بالمفتوح، وبما أننا في هذا الموقع الذي لا نآخذُ عليه، لأنه موقع مجانين على أغلب الظن، بما أننا نتكلم في قلة الأدب حتى ولو بالطب النفسي الإسلامي كما ندعي، بما أننا نفعل ذلك فعلاً، فإننا سنستجيب إلى طلبك أيتها الأخت التي نرى فيها من جوانب الخير أكثر بكثيرٍ مما قد يراه البعض من جوانب السوء.
إن ابنتنا ذات التسعة عشر ربيعا تمارس ما نسميه نحن في هذا الموقع: استرجاز البنات، أو الاسترجاز اختصارًا لكي نميز العادة السرية عند الأولاد عنها عند البنات باعتبار أن البنات ليس لهن مني أو لا يفرزن منيا مصاحبا للإرجاز (وهو لفظ معرب من Orgasm)، بينما يفرز الرجال منيا مصاحبا لوصولهم للإرجاز، ولذلك جاز أن تسمى العادة السرية في الأولاد أو الرجال أو الذكور بوجه عام استمناءً، بينما كانت تسميتها استمناء في البنات أو النساء أو الإناث بوجه عام، تعبر ظلما للإناث باستخدام ألفاظ ذكورية لوصف سلوكهن.
وبما أننا لا نتهم الإسلام أبدًا بأنه فعل ذلك بل نحن متأكدون من صحة هذه المقولة، إلا أننا نتهم اللغة العربية التي وصلتنا عبر أجيالٍ هي السبب في تحوير اللغة وإبقاء كلمات ونسيان كلمات، باختصار لأننا لم نصل إلى اللفظ العربي الذي كانت تسمى به العادة السرية عند الإناث، اللهم في كلام لابن القيم عن بعض فقهاء السنة سمحن للمرأة التي غاب عنها زوجها أن تستخدمه أثناء ممارسة جنسية مع نفسها وستجدينه منشورًا على صفحتنا استشارات مجانين في ردود سابقة سنحيلك إليها بعد قليل.
المهم أننا لذلك رأينا أن تعريب Orgasm إلى إرجاز تعريبا مقبولا لنا وإن لم نكن أصحاب التعريب، وقمنا بعد ذلك باشتقاق على وزن استفعال من أرجزت إرجازًا فكان اشتقاقنا استرجازًا، ولكي نشرح لك الإرجاز ونسرف في تسليتنا المملة لك تلك (إن كنت تعتبرينها كذلك) فإننا نقول لك: الإرجاز يعني الوصول إلى قمة النشوة الجنسية أو ذروة الشبق أو اللحظة التي تدور فيها دورة العملية الجنسية إلى أن تصل ذروتها ثم تعود بعد ذلك إلى الهبوط التدريجي لتترك الإنسان في سرور عظيم، مع تأكيد أن هذا السرور العظيم لا يستطيع إنسانٌ سوي الفطرة أن يستشعره بعد الممارسة الجنسية إلا مع محبوبٍ في الحلال، أو حتى محبوبٍ يتخيل المحب معه أنه حلال حتى ولو كان بمثابة من ينطبق عليه في لحظتها قول الله تعالى:بسم الله الرحمن الرحيم {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ} صدقَ الله العظيم [النمل :24].
بكلمات أخرى نقول أنه لابد لكي يحس ذي الفطرة السليمة بسرور عظيم بعد إشباع رغبته لابد أن يقتنع أن من يمارسه معه حلال بالنسبة له، ولا ينفي هذا أن هناك من يمارسون الجنس كحيوانات، ولكنني بسرعة وكطبيب نفسي مسلم يؤمن أن الغيب داخل الإنسان مثلما هو خارجه، وأن جهل الإنسان بالغيب الذي داخله يكاد يكونُ مماثلاً لجهله بما هو خارجه من الغيب، وأن مستويات وعي الشخص تختلف من فترةٍ لأخرى، أستطيع أن أقول لك أن الإنسان الذي يشعر بالذنب بعد ممارسة العادة السرية هو إنسان يمتلك وعيا حيا بأن الفعل الجنسي والوصول إلى ذروة المتعة الجنسية لابد أن يكونَ مشمولاً برضى الله عنه، ولذلك فأنت تشعرين بالذنب بعد الاسترجاز.
تخيلي أن ما أقوله هذا سيرفضه كثيرون حتى من زملائي الأطباء النفسيين، لكنني لما كنت قد حملت أمانة الكلمة أمام الله، فإنني سأقول وهذا الكلام في النهاية فرض أنا صاحبه وقد يصح وقد لا يصح، فهو اجتهاد من طبيب نفسي مسلم ليس أكثر وهو: أن صاحب الفطرة السوية يحتاج لكي يشعر بالسرور العظيم بعد وصوله للإرجاز من خلال الفعل الجنسي الكامل أو غيره فإنه لابد أن يحس أن ذلك كان مع محبوب حلال،
لأنه يحس داخله أن الله سبحانه وتعالى لابد أن يكونَ راضيا عن ما يفعل وأن الفعل الجنسي السليم يجب أن يكونَ مع محبوب، صحيح أن وعي الإنسان بذلك ليس دائما وعيا كاملاً أو حاضرا، بل هو في أغلب الأحيان غير واع بذلك، لكن النتيجة هي أن الوصول للإرجاز من غير الطريق الذي يرضى عنه الله (حسب منظومة الشخص الفكرية)، يجعل الشعور بالضيق وبالذنب بديلا للشعور بالسرور العظيم والراحة.
وفي نفس هذا الإطار (أي إطار الشعور بالذنب) يمكنُ أن يجيء إحساسك بآلام في البطن، وإن كان قولك في إفادتك: (وأصبحت أشعر بنبضات غريبة في البطن وبعد ممارسة هذه العادة القبيحة أشعر في اليوم التالي بزيادة في الوزن)، خاصةً فيما يتعلق بإحساسك بزيادة في الوزن فهذا الكلام يوحي لنا باحتمال رجوع أمر النبضات في البطن والشعور بزيادة الوزن إلى حدوث احتقان في منطقة الحوض Pelvic Congestion، وهو ما قد يكونُ ناتجا إما عن استمرار الإثارة الجنسية دون إفراغ كامل أي دون الوصول إلى الإرجاز وهو ما قد يحتمل في حال كونك لا تكملين استرجازك لسببٍ أو لآخر، أو قد يحدثُ نظرًا للإثارة المستمرة لسبب أو لآخر، ولعل في المشكلات التي سنحيلك إليها ما يبين لك ذلك.
وأما سؤالك عن الحل لترك عادة الاسترجاز فإننا نحب أن نؤكد لك أولاً أن الميل للجنس الآخر في مثل سنك أمر طبيعي، وكثيرا ما كنا نرشد الشباب لتقوية علاقتهم بالله، ونحثهم على غض البصر، واستثمار أوقات فراغهم، وممارسة الأنشطة المختلفة الفكرية والرياضية والاجتماعية، ولكن كثيرا ما يفهم البعض أننا ندعوهم لممارسة الأنشطة المختلفة لمجرد شغلهم!
ولكن الواقع أننا نهدف إلى توسيع مدارك الشباب حتى يدركوا أن الحياة لا تنحصر في الجنس، فيتعاملوا معه في حجمه الطبيعي بين باقي الأدوار التي يقوم بها الإنسان، وتحقق له السعادة، فنريد من الأنشطة روحها ولا نريد أن تؤدى بشكل روتيني يجب عمله حتى نصرف الشباب عن التفكير في الجنس حتى يأتي الوقت المناسب الذي يستطيعون فيه الزواج ، أي أن ما نرجوه هو أن يشغل الشباب روحه وعقله قبل أن يشغل وقته، وصدق القائل:"نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر". واعلمي –أختي- أن طريقك للزواج لن يتأتى ما لم تُنهِ دراستك، فكوني إيجابية مع نفسك، وركزي فيها، ويمكنك مراجعة المشاكل التالية على صفحتنا استشارات مجانين لتعرفي منها ما تجب معرفته عن الاسترجاز وكيفية التخلص منه:
الاعتداءُ على الوسادة والسحاق والاسترجاز
الاسترجاز بالشيء وغشاء البكارة متابعة.
غشاء البكارة والاسترجاز البريء
الاسترجاز بالشيء وغشاء البكارة
وفي النهاية نكررُ قولنا لك أننا نرى فيك من جوانب الخير والصلاح أكثر مما نرى من جوانب الشر والفساد، ولهذا السبب قبلنا طلبك الغريب بأن نعرض المشكلة، ونتمنى أن تجدي في ردنا عليك كثيرًا مما يساعدك إلى أن ينعم الله عليك بالزوج الصالح الذي تسكنين إليه، وأهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك وشاركينا بآرائك.
ويتبع>>>>>>>>>>>>> الاسترجاز وأصل الشعور بالذنب بعده م