السلام عليكم؛
أنا شاب في الثالثة والعشرين من عمري، أعتبر نفسي طموح ومجاهد لأنني استطعت أن أتغلب على جميع الصعوبات والضغوطات التي واجهتني وأنهيت دراسة الحقوق هذه السنة رغم الوضع المادي الرديء الذي أعانيه...
غير أن مشكلتي تكمن في أنني صرت في 23 من عمري ولم أكون أي علاقة مع أي فتاة، وقد يعود السبب الأساسي في ذلك إلى الوضع المادي... وما يزيد المشكلة تعقيدا ً أن الشهوة الجنسية تسيطر على حياتي وتحد من مقدراتي على كافة الاصعده، فالعادة السرية أصبحت تحتل الجزء الأهم في حياتي فما اختليت بنفسي إلا ومارستها وما رأيت فتاة اثارتني إلا وسارعت ممارستها في أقرب فرصة...
ومن المفيد ذكره إنني أحببت فتاة منذ فترة 6 سنوات لمدة 3 سنوات حبا ً من طرف واحد، وأنا ألان عند رؤيتي لأي ثنائي اشعر بشعور غريب وأتساءل: لماذا هذا الشاب يملك حبيبة وأنا لا؟ هل أن جسمي السمين سبب في ذلك؟ وإلي ما هنالك. غير أنني أعود واقنع نفسي بأنني ما فعلته حتى ألان عظيم وانه سيأتي يوم أعوض فيه كل ما فاتني ولكن العادة السرية تبقى المشكلة الأبرز عندي....
هذه هي مشكلتي باختصار أتأمل من حضراتكم أن تنظروا اليها بعين الرعاية وأتأمل منكم لا أقول حلا جذريًا ولكن نصائح تساعدني على حلها،
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام...
جازاكم الله كل خير.
14/04/2006
رد المستشار
أخي العزيز..... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
ربما يكون امتلاء جسدك وشعورك بأنك سمين (كما ذكرت) يكمن وراء ابتعادك وخوفك من العلاقة بآخرين أو أخريات، وجعلك تفقد الثقة بنفسك، وعلى الرغم من محاولاتك التعويضية الإيجابية بنجاحك في الحياة ومواجهة الصعوبات المادية التي اعترضتك إلا أنك لم تتغلب بعد على شعورك بأنك غير جذاب وغير جدير بإقامة علاقة طبيعية مع فتاة تحبها وتحبك وتقوم بينكما علاقة زواج سعيدة، لذلك تلجأ إلى وسيلة الاستمتاع الذاتي وهى العادة السرية تخرج من خلالها طاقتك الجنسية، ومع تكرار الممارسة تعودت على هذه الوسيلة لتفريغ الطاقة، وزادت عزلتك العاطفية ووصلت إلى حالة من اليأس في أن تكون طبيعيا مثل بقية الناس.
وللخروج من هذا النفق يستلزم الأمر إعادة رؤيتك لنفسك بشكل موضوعي وقبول ذاتك شكلا وموضوعا، وإذا كان لديك بعض الزيادة في الوزن فإما أن تمارس بعض أنواع الرياضة التي تكسبك رشاقة وجمالا أو تقبل جسمك كما هو فليس هناك مقاييس محددة للجسم البشرى وكل جسد له مواصفاته وله جماله وله محبيه بشرط أن نقبل نحن أنفسنا ونوظف خصائصنا بشكل جيد، فتقديرنا لأنفسنا يؤثر بشكل كبير على تقدير الناس لنا. ومن المفيد أن تعرف أن المرأة بشكل خاص تولى اهتماما أكثر بشخصية الرجل ونجاحه وقدرته على العطاء وإحساسه بالمسئولية تجاهها ورعايته لها.
وأنت تحتاج لمزيد من التحكم في ممارسة العادة السرية حتى لا تستنزف فيها طاقتك وتزيد بها من عزلتك وتستكفي بها عن العلاقات الغيرية، وحين تتراكم الطاقة الجنسية بداخلك (دون الإسراع بتفريغها) فإنها تدفعك للاقتراب الطبيعي أو محاولة الاقتراب من المرأة بشكل مشروع، وهذا يشجعك على التفكير الجدي فى الخطبة والسعي لتوفير احتياجاتها، ولا تقلق بسبب ضعف الأحوال المادية فمن المعلوم شرعا أن الله يعين من ينوى الزواج لكي يعف نفسه (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم: مكاتب يبغى القضاء وناكح يبغى العفاف ومجاهدة فى سبيل الله)، وهناك الكثير من الفتيات يقنعن بالقليل ويرضين بالكفاح مع الزوج لتكوين عش الزوجية بشكل بسيط ومتدرج.
وحين تتاح لك فرصة الخطبة فإن مشاعرك تتجمع وتتوجه نحو خطيبتك (بدلا من بعثرتها أو توجيهها نحو ذاتك)، وإلى أن يحدث ذلك حاول أن توسع من شبكة علاقاتك الاجتماعية وأن تعطى عملك ونجاحك جهدا أكبر وتستمر أيضا في ممارسة هواياتك الممتعة حتى لا تصبح فريسة سهلة للأفكار الجنسية وحتى لا يكون طريق المتعة الوحيد في حياتك هو ممارسة العادة السرية التي لا تسمن ولا تغنى من جوع فهي أشبه بمن يشرب من ماء البحر ولا يرتوي أبدا بل ربما يزداد عطشا. يضاف إلى ذلك أن تحد من تعرضك للمثيرات الجنسية حتى لا تضع نفسك في أتون الاحتياج والضغط الجنسي الذي ربما يفوق قدرتك على التحكم والضبط.