مش عرفه أنا بكره نفسي
أنا مش عرفة فين المشكلة بالضبط، أنا من صغري خجولة جدا جدا وانطوائية، ودا سبب لي مشاكل كثيرة، أنا مبعرفش أبص في وش حد ولما حد ببصلي بتوتر،ولما كنت في المدرسة مكنتش بعرف أرد لما أسمع اسمي في الغياب ومبعرفش أسأل أسئلة ووشي يحمر لما المدرسة تكلمني. كنت بتضايق لما حد يقول إني بتكسف وماما وبابا كانوا ديما يقولوا قدام الناس إني بتكسف فكنت بحس بالإحراج.
وكتير بحس إني بكره أهلي، عمري ما عرفت أتكلم مع حد بصراحة، مكنتش بحس بالمشكلة الأولى لأني كنت عايشه في السعودية ومكنشي عندي معارف كتير وطبيعة الحياة منغلقة هناك، لكن رجعت مصر وأنا عندي15 سنة وهنا كرهت حياتي، الحياة هنا مختلفة وأنا مقدرتش أتكلم. أنا الآن في الجامعة بتكسف جدا وبخاف أمشي لوحدي مبعرفش أقول كلمتين على بعض، مليش أصحاب مقربين وبحس إني ببعد الناس عني لأني لا أستحق حب أحد، ديما أحس أني ولا حاجة والناس بتعتبرني عبيطة، أنا بطلت أحضر محاضرات لأني مبحبش أقعد وحدي، وديما بخاف لأكون بفرض نفسي على حد.
ديما بخاف من حقيقة شعور الناس ناحيتي، ولما حد يقول حاجة أقول أكيد بيتريق عليّ، التفكير هايقتلني، ساعات بحس إني بكره الناس كلها وبكره أهلي كلهم، بحس إني بتعذب وأني تايهه ومليش حد وبعيط تقريبا كل يوم، مش عرفه أثق في حد, كل يوم بقول لنفسي أنا بكرهك، مش عرفه أنا مين ولا عايزه إيه، مليش أي هدف وإيماني بدأ يضعف، أنا مش عرفة أوصف شعوري ,مبعرفش أعبر عن إحساسي، أنا مش قادرة أستحمل أكتر وكل ما أكبر مشاكلي بتزيد.
thanx for ur time
14/4/2006
رد المستشار
لا أدري هل لك سابق اطلاع على إجابات سابقة تعرضنا فيها للخوف أو الرهاب الاجتماعي، أم لا؟!
ما أتكلم عنه هنا في حالتك هو نوع من أعراض القلق والتوتر الشديد يصيب الإنسان حين يتعرض للناس، وأنت مصابة بهذه الأعراض، وغالبا لا يكون وحده، إنما يأتي مصحوبا بأعراض اكتئابية كالميل للعزلة والانطوائية، وضعف تقدير الذات أو التقليل من شأنها، أي أن حالتك هنا تبدو مثالية لشرح هذه المجموعة من الأعراض، وهذا الجانب يحتاج إلى علاج على يد طبيب أوطبيبة متخصصة. كيف حدث هذا في حالتك؟!
نرى الطفل خجولا منذ الصغر فنحاول علاج هذا في الطفل الذكر، ولا نهتم به أو بعلاجه في الفتاة أو الطفلة لأننا نخلط بين الخجل والحياء.
الأول مرضي ومعيب ومشكلة، والثاني خير كله، الأول مطلوب علاجه والتصدي له مبكرا، والثاني ما أجمله في سلوك الرجال قبل النساء، ومن مدائح صفات النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان أشد حياء من العذراء في خدرها، ولم يكن حياؤه إلا في عفة اللسان وعدم الصخب أو المسافهة، وسيرته العاطرة واضحة في هذا، فماذا حصل لنا من بعده!!
حصل أننا نعتبر الطفل ساكت مؤدبا، والطفل الشقي المتكلم مشاغبا، فما بالك بالبنت!! البنت التي تتلعثم في نطقها أمام الناس، وتتعثر في مشيتها بحضرة الرجال، وتنطوي على نفسها في غرفتها فلا تنطق، ولا تهش ولا تنش بلهجة المصريين، هذه الفتاة هي المثالية والمؤدبة في أعرافنا غالباّ!! ثم قد تكتمل الدائرة في مجتمعات مغلقة لا يتفاعل فيها الناس في مجال عام يضم الأجيال والأجناس والجنسيات في صعيد واحد، ويكون من شأن هذا زيادة ومضاعفة الجانب المرضي عند الخجول ثم تكون الصدمة عند الانتقال سياق آخر وبيئة مختلفة، فيها بعض التفاعل والاحتكاك، فيظهر القصور أكثر، ويوجع أكثر، وتنقلب المشاعر السلبية لتنتج كراهية للذات وللآخرين، وميلا للهروب من المواجهة، أو التواجد في جمع، أو الدخول في حوار، أو الثقة بأحد، أو حتى الإيمان بالله!!
وكل هذا يحتاج إلى إعادة ترميم تبدأ من الانتظام في العلاج النفسي، مصاحبا لتدريب متدرج لاكتساب مهارة أو مهارات التواصل والتعبير التي تآكلت مع إهمالي لسنوات وسنوات، والوقت أمامك لم يمر بعد- لتقومي بما ينبغي القيام به، وتفيدك الدورات التي أصبحت تملأ البلد عن التواصل وعن معرفة الذات والآخرين.. الخ
سواء بمنهج"NLP"أي البرمجة اللغوية العصبية أو غيرها، وتابعينا بأخبارك.
واقرأ أيضًا:
عائدة من الخليج: العادي والمتوقع والمنتشر
العائدون من الخليج: عبور الفجوات مشاركة
الحياء الشرعي والرهاب المرضي
أريد التخلص من خجلي: برنامج علاجي
مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات