إلى الدكتور الفاضل وائل أبو هندي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أخي الدكتور الفاضل وائل أبو هندي، أنا مريضة بالوسواس القهري عمري 34 سنة، غير متزوجة، متدينة، تعددت الوساوس لدي، من وسواس الطهارة إلى وسواس العقيدة، ووساوس الأفكار الجنسية التي أصبحت أكبر هاجس يؤرقني راجعت أخصائية نفسية منذ فترة لكن لم أتحسن، أنا ممن يبحث عن العلاج السلوكي، ومتوكلة على الله أولا وأخيرا في هذا لا أستطيع أن أذكر كل الوساوس التي أعاني منها في رسالة واحدة لذلك أريد أن أبدأ بطرح أصعب الوساوس التي تؤرقني، علني أتوصل إلى العلاج تدريجيا إلى أن أتخلص نهائيا من هذا المرض.
أخي الدكتور، سأحاول شرح هذا النوع من خلال المثال التالي:
هذا الوسواس ينتابني عندما أجلس وملابسي مبللة على كنبة أو كرسي كان شخص ما يجلس عليها أو أن أتناول طعام معين لمسه أحد الأشخاص، أو بعض الحالات الشبيهة بذلك تأتيني وساوس جنسية مع هذا الشخص وأفكار قبيحة إذا قلنا أن الأفكار قهرية ولا نستطيع التحكم بها ماذا عن المشاعر؟
أتصور أنه يجب أن أشعر بالقرف من تلك الأفكار خاصة وأنها تحدث أحيانا مع رجال وأحيانا مع والدتي وبنات جنسي ما يؤرقني أنني أشك بنفسي عندما لا أستطيع أن أستحضر الشعور بالقرف من تلك الأفكار، وأيضا لا أستطيع أبعد شعور آخر والعياذ بالله، قد يكون شعور بالاستحسان أعوذ بالله هذا يتسبب لي بمشاعر، تتعقبها نزول إفرازات، يضطرني للاغتسال دائما وتطور معي الحال كثيرا أصبحت أتجنب هذه المواقف بتنشيف ملابسي قبل الجلوس، وعدم تناول أي شيء بعد شخص ما لكن ما العمل إذا تطور الوسواس أكثر.
صدقني يا دكتور أشعر بأني غير طبيعية، ودائما أشعر بالذنب
جاوبني يا دكتور ماذا أفعل للتخلص مما أنا فيه بالعلاج السلوكي فقط ومن غير أدوية.
15/04/2006
رد المستشار
المبتلاة العزيزة،
أهلا وسهلا بك، أسأل الله أن يوفقني في إحسان إرشادك إلى ما تريدين طلبا للشفاء.
عندك وسواس قهري لم تذكري مدته الزمنية وإن بدا أنها مدة طويلة من خلال تعاقب الوساوس عليك من وسواس الطهارة إلى وسواس العقيدة، ووساوس الأفكار الجنسية التي أصبحت أكبر هاجس يؤرقك الآن، وأنت جربت علاجا لدى أخصائية نفسية ولم تستفيدي حسب ما ترين الآن ولا نعرف طبعا لا شكل ولا نوع العلاج النفسي الذي قدمته هل كان معرفيا سلوكيا أم كان تحليليا؟
ثم تعرضين واحدا من الوساوس الحالية وهو شكل من أشكال الوساوس الجنسية والتي حين تصحبها المشاعر في مثل سنك وحالتك الاجتماعية تصبح إلى حد ما متوقعةً لأن لديك بالطبع حاجات جنسية غير ملباة، ليس هذا منطقة كاملة لعلاقة الأفكار التسلطية بالأفعال القهرية لأنها كثيرا ما تكون غير منطقية، ولعل هذا واضحا في نص إفادتك فأولا ماذا تقصدين بأنك مبللة في قولك: (هذا الوسواس ينتابني عندما أجلس وملابسي مبللة على كنبة أو كرسي كان شخص ما يجلس عليها، أو أن أتناول طعام معين لمسه أحد الأشخاص، أو بعض الحالات الشبيهة بذلك)، ما كم التفكير السحري هنا؟ كثير بالطبع ... والتفكير السحري تفكير غير منطقي! ولكن انصياع المشاعر بالنشوة فيما تقول قيمك ومعرفياتك أنه يجب أن يكونَ القرف؟ ولا أدري لماذا القرف تحديدا؟ لماذا لا يكونُ الدعاء بالشفاء من هكذا ابتلاء؟؟
ثم ليست الأفكار قهرية بل هي تسلطية أي تتسلط وتلح بشدة على وعيك فلا تملكين لها دفعا إلا معرفيا من خلال عدم الالتفات لها باعتبارها مما لا يصح الاجترار فيه واستعيني على ذلك بالاستعاذة بالله من الشيطان، وكثير من مرضاي الملتزمين يفعلون هذا وينجحون، أسأل الله لك شفاء مثل شفائهم إن شاء الله وأيسر، وإما أن تدفعيها عنك بعدم السقوط في شرك الاجتناب كأن تتجنبي الجلوس وأنت مبلولة أو قبل تنشيف ملابسك أو أن تتجنبي تناول أي شيء كما تقولين (أصبحت أتجنب هذه المواقف، بتنشيف ملابسي قبل الجلوس، وعدم تناول أي شيء بعد شخص ما) هذا تفكير سحري يؤدي بك إلى أفعال التجنب القهرية، فالأفعال هي التي توصف بأنها قهرية.
من غير المعقول أن تظني يا عزيزتي أن علاج حالة كحالتك يمكن أن يتم من خلال الإنترنت فليس أمامنا ما نقدم في مثل هذه الحالة إلا: برنامج العلاج السلوكي الذاتي للوسواس القهري بأجزائه الأربعة، كما أنصحك بقراءة المقالات المعروضة في باب طيف الوسواس القهري وكذلك ما تجدين من مشكلات تقارب 200 مشكلة على استشارات مجانين، وأختار لك منها:
وسواس الطهارة عند المسلمين
فتوى مجانين : في وسواس الطهارة
الأفكار الكفرية: ذلك صريح الإيمان
ممتلكات الشيطان (متابعة) .
وأما مسألة أن يكون العلاج سلوكيا معرفيا فقط أو مع الاستعانة بعقاقير الم ا س ا فأمر يرجع إلى ما تتفقين عليه أنت وطبيبك النفسي المعالج وهذا إن حدث يتطلب منك ما قد يفوق قدرتك،
إذن استخيري وتوكلي على الله واطرقي بابا من يستطيع تقديم العلاج وتابعينا بأخبارك.