تعبت من الغيرة..!؟
نعم هكذا اخترت عنوان مشكلتي...، فأنا تعلقت به تعلقا غير طبيعي، وأريد أن أبتعد عنه، عن محيطه وعالمه، عن كل شيء يذكرني به، هربت وهربت، لكنه هو الواقع، فحين عرفت أن لا محال من وجوده في دنياي قررت الكتابة للدكتور وائل، على الأقل أريد أن تكون مشاعري طبيعية نحوه... كيف أجعله كأي شخص في هذه الحياة كأي شخص يعمل معي، لا أفكر فيه، لا تحرقني الغيرة من زوجته والموظفات وسكرتيرته، أستطيع منع إظهار أي مشاعر غير معقولة له، أو للآخرين، لكني أنتقم من أي واحدة تبسم في وجهها بطريقتي الخاصة، أخاف أخسر عملي كما خسرت هدوئي، الزواج منه مستحيل أو ربما لا أريده زوجا فعلا بعد كل هذه السنين، أو وضعي الاجتماعي أو العائلي.. يرفض ذلك.. ولا أعتقد أني أريد الزواج منه.. لكن، تقتلني الحسرة لأنه لم يكن لي وتقتلني الغيرة لأنه لها.
تقتلني الغيرة لأن الأخريات يرون عيونه.. ويتكلمون معه... رغم أني أكثر واحدة ترى عيونه وتتكلم معه، لكن الغيرة تقتلني.. أريده لي وحدي... كثيرا ما رددت هذه الجملة بيني وبين نفسي... ليس الحل الهروب من عالمه، لأني حاولت وجربت... المشكلة في نفسي أنا، أجن إن غاب عني فترة، لذلك أرى الحل أن يصبح هو بالنسبة لي كأي رجل كأي موظف لا يعني لي شيء..... وليس الهروب منه، العذاب يسكن نفسي...
شكرا للدكتور وائل...
وأرجوك ساعدني.
21/04/2006
رد المستشار
نعم يا عزيزتي المشكلة في نفسك أنت, في نظرتك لمن تحبين ولما تحبين على أنه شيء يجب أن تمتلكيه فيكون لك وحدك الغيرة – الحسرة.. كلها مشاعر سلبية كفيلة بقتلك فعلا.. وقد بدأت فعلا بقتلك فكان أول ضحاياها: هدوؤك، والله اعلم ماذا سيكون التالي..
أين الله يا عزيزتي من حياتك ومن تفكيرك؟ لماذا الحسرة والله تعالى قد قسم بيننا معيشتنا بالشكل الأنسب لكل منا؟ لماذا الحسرة والله تعالى لا يضيع عمل عامل منا من ذكر أو أنثى ولا صبره ولا جهاده؟
لماذا الحسرة والجنة لم تفتك بعد, وإن شاء الله لن تفوتك, الحسرة الحقيقية هناك حين يجد الإنسان نفسه وقد ضلّ سعيه في الحياة الدنيا مع أنه كان يحسَب انه يحسن صنعاً؟ هل تريدين أن تتخلصي من مشاعر الحسرة والغيرة؟
تستطيعين, حين تتمنين الخير لغيرك كما تتمنينه لنفسك وهذا من شعب الإيمان"لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يحب لنفسه" جربي, حاولي, وستنجحين في ذلك, وستصلين إلى المرحلة التي تسعدين فيها لخير غيرك أكثر مما تسعدين لخير نفسك.
أين الإيمان بالقضاء والقدر والذي هو ركن من أركان الإيمان تماما كالإيمان بالله تعالى؟ ألم يعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم:"واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك, وما أخطأك لم يكن ليصيبك".. بل لقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في الكلمات التي علمها لعبد الله بن عباس رضي الله عنه: "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك, ولو اجتمعت على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك, رفعت الأقلام وجفت الصحف".
ادعي له بالهناء والسعادة, فدعاء المؤمن لأخيه المؤمن بظهر الغيب لا يرد, ستقولين: هو يتهنى ويسعد مع زوجته وأنا أجتر آلام وحدتي, أما علمت بأن حين ندعو هناك ملك يؤمن على دعائنا ويقول: ولك مثله.. إذا كنت تحبينه حقاً فستسعدك سعادته حتى ولو كان بعيداً عنك, أما إن أتعستك فاسمحي لي أن أقول أنت لا تحبينه بل تحبين نفسك.. تخشين أن تفقدي عملك, وأنا أخشى عليك مما هو أكثر من ذلك: إيمانك وآخرتك, فمشاعرنا تجاه الآخرين وتعاملنا معهم ما هو إلا انعكاس عما في قلوبنا من إيمان أو غير ذلك..
تريدين الخلاص من هذا العذاب, نعم معك حق, فمن حقك أن تعيشي حياة هادئة هانئة, وكل ذلك بيدك وأنت قادرة بعد الاستعانة بالله عز وجل وسلوك الطريق الصحيح على فعل ذلك..وفقك الله وأعانك.. وتابعينا بأخبارك..