السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
بداية أرجو أن تكمل قراءة الرسالة حتى النهاية، الدكتور وائل أبو هندي، بداية أحب أعرفك بنفسي سريعا، مهندس ميكانيكا وأعمل في دولة خليجية منذ عامين بدون الرجوع إلى مصر، ولذلك أبعث بالــ E-mail بدون القدوم للعيادة.
باختصار أنا أمام مفترق طرق حيث أعاني على ما أظن من اكتئاب مزمن وتوتر من سنين، حيث أن بعائلتنا تاريخ قوي من المشاكل النفسية وخصوصا مرض الفصام من جدي لأبي وحتى أختي الكبرى.
وأنا الآن أبلغ من العمر 31 عاما ولا أستطيع الاستقرار في عمل لأكثر من عام حيث أصاب بالضغط النفسي الشديد وتتوتر العلاقات مع الجميع ويتحتم علي ترك العمل، وقد بدأت منذ فترة بالعلاج بالقرآن حيث شخص لي الموضوع على أنه مس أو سحر، وما جذبني لمصارحتك أنت خصوصا ما وجدته من خلفية قوية عن الثقافة الإسلامية والطب النفسي بجذور إسلامية، وينتابني على فترات متقاربة ضغط عصبي شديد، وباستمرار تركيزي في أضعف حالاته مما يؤثر في عملي بشدة، كما وأني تنتابني الوساوس وإساءة الظن بالآخرين بشدة ولا أستطيع مقاومة ذلك الشعور إلا لفترات قليلة، مع العلم بأني ملتحي ومنذ فترة كبيرة، ولكن مضطرب التدين بشدة وكذلك في حياتي الخاصة.
والسؤال ما هو الحل وإذا كان هناك مرض فأخشى ما أخشاه الأثر على التركيز المضطرب أصلا.
أرجو الإفادة والاهتمام
22/4/2006
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، لا يمكننا من خلال ما قدمت لنا معلومات أكثر من أن نخبرك بانطباعنا المبدئي عن ما يمكن أن يكونَ تشخيصا لحالتك، ولكن من المهم أن أنبه هنا إلى أن ارتباطنا بجذورنا -بل بتكويننا كله – الإسلامية لا يعني أننا نقبل التعامل مع معطيات عالم الغيب أو بالأحرى تفسيرات عالم الغيب لما يقع في عالم الشهادة بمعطيات غير معطيات عالم الشهادة، فنحن نحسب أن الخلط بين عالم الغيب وعالم الشهادة هو أحد أسباب خيبة المسلمين العريضة في أيامنا هذه وربما منذ انحسرت قيمة العقل في الإسلام.
واقرأ أيضًا في نفس الموضوع من على باب مقالات متنوعة:
العلاج بالقرآن من راحة سلبية إلى طمأنينة وجودية
التفكير العلمي في مقابل التفكير الخرافي والأسطوري
البركة أم اللعنة ؟! الدين ومجتمع المعرفة
المقصود من كلامي هنا هو أن مسألة أنه مس أو سحر أو حسد وأن علاجه يكون بالقرآن هو أمرٌ من قبيل التفكير الخرافي، فالموجود لديك هو بوضوح اضطرابٌ نفسي مزمن قريب بشكل أو بآخر من النطاق الزوراني Paranoid Spectrum والذي يعني خللا يصيب تأويل الإنسان لعلاقته بالآخرين وإخلاصهم له أو نواياهم تجاهه، ولعل ذا أحد أهم أسباب عدم استقرارك في عمل، كذلك فإن التاريخ الأسري المرضي الواضح كما ذكرت للفصام في أسرتك هو أحد دعائم هذا الانطباع، ويمكنك أن تقرأ أكثر عن هذا الموضوع من خلال الروابط التالية من على استشارات مجانين:
الزَّوَرُ (البارانويا) أنواع، فأيّ الأنواع أنت؟
اضطراب الشخصية الزوراني (البارانوي)
الشك في نوايا الآخرين: التفكير الزوراني
لا يشترط طبعا أن يصيبك ما أصاب أيا من أفراد عائلتك هؤلاء، ولكن معرفتنا بذلك تزيد من الفهم وتشير إلى ما يجب اتباعه من خطوات للعلاج، ومن الواضح أن ذكاءك الذي أخمن أنه أعلى من المعدل العادي هو بفضل الله ما يحول بينك وبين تدهورٍ حياتي في عملك وعلاقاتك بالآخرين أكثر مما هو حادث، وأسأل الله أن يعينك على إيجاد الطريق الصحيح لتتحسن حالتك والبداية بعد استخارة من لا يخيب مستخيروه سبحانه هي أن تلجأ للعلاج النفسي لدى من تختار من الأطباء النفسيين،
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك.