السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحببت زميلة لي في العمل منذ سنتين وحتى الآن، وهي على خلق وعلم ودين وجمال، ولكن دونما أن أخبرها بذلك وهي تبادلني الود، ولكن دونما أن أختلي بها أو أسير معها أو أن أحدثها سرا فليس هذا من طباعي طوال حياتي، لا طالبا ولا شابا ومتزوجا.
وأنا الآن في حيرة من أمري، فأنا أحسبني من الدعاة إلى الله، ومتواضع الحال، ومتزوج ولدي 4 أولاد أسأل الله أن يحفظهم لي، ولا أكره زوجتي فهي ليست سيئة، وأسأل الله أن يبارك لي فيها، وهناك نوع من عدم الإشباع الجنسي نظرا لتأخر إثارتها عني بكثير، وهناك إهمال كبير من الجانب العاطفي نظرا لميلها كلية تجاه أولادها.
ولكن لم أستطع نسيان هذا الحب الذي أتعبني كثيرا، كلما تناسيت عدت كأن لم يكن شيئا وكنت سألت من قبل في هذا الأمر أحد المستشارين فقال لي: اترك العمل أو انقل من القسم وهذا بالنسبة لي مستحيل، لأن فرص العمل صعبة جدا وقليلة.
فماذا أفعل بهذا الحب الذي ألقي في قلبي ولم أستطع منه فكاكا.. وكأني بالشاعر الذي يقول:
وكنت وعدتني يا قلب أنـي *** إذا ما تبت عن ليلى تتوب
وها أنا تائب عن حب ليلى *** فما لك كلما ذكرت تـــذوب
ولكن ما الخلاص والفكاك، لقد شرع الله الزواج الثاني، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم أر للمتحابين مثل النكاح".
وأنا لا أتعمد ظلما وأعوذ بالله أن أظلم أو أن أجره إلى مسلم.
20/4/2006
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك، أحسب أن استجابتك لذلك الميل القلبي بالزواج –إن قدره الله لك- وإن لم تخالف الشرع إلا أنها ستخلق من المشاكل كثيرا، فأنا أراك لا تفكر إلا بقلبك العاشق، فلا أنت حسبت حساب زوجتك وأم أولادك الأربعة وأي موقف ستتخذ من تعلقك وزواجك أخرى، ولا أنت حتى تفكر في أن الأخرى قد ترفض الارتباط بك، كل ما يشغلك هو أن تعالج عشقك وميلك بالوصل الحلال، وكأن كونه حلالا يكفيك لتفعل!
ما أراك إلا ناسيا لارتباط تحليل الزواج الثاني –والحلال عموما في الإسلام- بالمسئولية، فأنت لم توضح لنا إن كنت تمتلك القدرة المالية أم لا ولا فكرت في العواقب التي قد تنتج عن رفض زوجتك، وموقف أولادك ومستقبلهم، بل ولا حتى فكرت في عواقب رفض الأخرى للزواج من متزوج وأب لأربعة، ليست المسألة أحلاما وردية إذن، ثم من أدراك أن الثانية ستكون أسرع استثارة من زوجتك الحالية؟ ومن أدراك أنها لن تميل لأولادها وتهملك عاطفيا؟
إن من حكمة الإسلام أن اشترط تحليل الزواج الثاني بالقدرة على العدل، والعدل يعني كثيرا والكلام الفقهي في العدل بين الزوجتين معروف، وأرى أن حكمة الإسلام في علاقة الزوج بزوجته تتطلب من الزوج أن يكون كل الرجال في رجل واحدٍ لزوجته أو هي تلزمه بذلك لأنه صاحب القوامة، بينما لا تتطلب من الزوجة أو لا تلزمها بأن تكون كل النساء في امرأة واحدة لزوجها، ويتضح ذلك لمن يحسن التدبر في مفاهيم كالعدل والقوامة، وبالتالي فإن عليك أن تدبر وتحسن تفهم كثيرٍ من الأمور قبل أن تندفع بحثا عن من قد تكون أدفأ جنسيا من زوجتك، وأنصحك بأن تقرأ ما يلي من روابط:
الزواج الثاني : تساؤلات مشروعة
الزواج الثاني المباح الحرام تكمله
في علاج العشق ، تلخيص ابن القيم
وسواس الحب بحذافيره
وراجع نفسك إذن وفكر وتدبر، وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بأخبارك.