أنا عندي مشكلة ونفسي تردوا عليا وتحلوها لي
هي مشكلة أغلب شباب مصر بس بجد المشكلة دية مؤثرة على نفسيتي جدااا لدرجة أني فكرت في الانتحار ولكن ربنا ستر.
أنا خريجة كلية علمية منذ عام ولم أجد شغل حتى الآن، والمشكلة أني مش اجتماعية خااااالص فطول النهار والليل قاعدة في البيت مع العلم أن جميع أخواتي متزوجين وأنا عايشه مع والدتي فقط وهى سيدة كبيرة تنام من بدري ولا أستطيع التفاهم معها في أي موضوع
أيه هو الحل أنا نفسي أشتغل أو أني أبقى اجتماعية أعرف أتعامل مع الناس ومش أبقى مكسوفة للدرجة الرخمة دية
أرجو الرد سريعاااااااااا.
17/05/2006
رد المستشار
الأخت العزيزة..... السلام عليكم ورحمة الله،
لقد أقلقتني جدا عبارة وردت في بداية رسالتك وهي: "عندي مشكلة حلوها لي"، وأعتقد أن هذه العبارة هي مفتاح المشكلة فأنت تنتظرين أن يأتي الحل جاهزا من الآخرين، أما أنت فليس مطلوب منك شيئا، ويبدو أن كونك البنت الأصغر وتعيشين في كنف الأم وأتوقع أن الأم تلبى لك كل احتياجاتك أو على الأقل أغلبها فإنك تعودت أنك غير مسئولة عن فعل شيء وأن الآخرين دائما هم المسئولون، فهم مسئولون في البحث عن عمل لك وهم مسئولون عن إخراجك من عزلتك وهم مسئولون عن علاج خجلك.
ونحن لا ننكر عليك احتياجك للمساعدة وطلبها من الآخرين ولكننا ننكر تلك الحالة من الاعتمادية السلبية التي تنتظر الحلول دائما من الخارج دون أن نقدم شيئا أو نقوم بمحاولات أو نعلن استعدادنا للمشاركة الإيجابية في الحل، وهناك قانون إلهي في حياة الناس مؤداه أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فأنت لن تتغيري من العزلة إلى الاجتماعية ومن الخجل إلى الجرأة إلا إذا قمت ببذل جهد شخصي، وأخذت بزمام المبادرة في الخروج إلى الحياة ومحاولة البحث عن عمل ومشاركة الناس أنشطتهم وأفراحهم وأحزانهم والاهتمام باحتياجاتهم.
والخطوة الأولى في هذا الطريق هي أصعب الخطوات ولكن عليك أن تقومي بها وساعتها ستجدين أن الخطوات التالية أكثر سهولة وأن الناس من حولك يدفعونك، ابدئي بأمك فاهتمي بها وتحدثي معها في أي شيء ثم ادخلي في دائرة أخواتك فاهتمي بهم أو بهن واندمجي في دائرة الأقارب، ثم انتقلي لدائرة صديقاتك القدامى خاصة في مراحل الدراسة المختلفة، ولكي تنجحي في الاندماج في المنظومة الاجتماعية قدمي أنت للناس شيئا، قومي بالسؤال عنهم والاهتمام بهم وباحتياجاتهم، استمعي لهم أكثر مما تتكلمي، قدمي لهم الهدايا في المناسبات والأعياد، وحاولي أن تستمتعي بالعطاء لهم وبوجودك بينهم ورؤيتك للسعادة على وجوههم.
وإذا نجحت في هاتين الدائرتين (الأقارب والأصدقاء) انتقلي إلى الدائرة الأوسع وهى دائرة المجتمع إما من خلال العمل (الذي سوف تداومين البحث عنه والسعي إليه) أو من خلال الأعمال الخيرية وهى كثيرة ومتعددة (يكفى أن تزوري أي جمعية خيرية وتعرضي عليهم استعدادك للمساهمة في نشاطات الجمعية).
إياك أن تقولي حاولت ولم أنجح، أو تقولي لا أستطيع، لأن هذا سيوقف حركتك ويؤكد سلبيتك واعتماديتك، بل حاولي آلاف المرات ولا تعلني استسلامك أبدا، وكل خبرة فشل اعتبريها تجربة تستفيدين منها وتطورين من خلالها قدراتك وملكاتك.
ويتبع>>>>>: أرجوكم حلوا لي مشاكلي!!! مشاركة