هل أصارحه بحبي؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أولا أود أن أشكر أ.إيناس مشعل على سعة صدرها ومشاركتها في إبداء رأيها اتجاه مشكلتي... في بادئ الأمر عندما قرأت مشورتك امتعضت قليلا كنت أتمنى أن أجد عزاء أو بمعنى اصح عذر لهذا الحب اللاوجود له من ناحيته....
فيما سبق أخذت رأي والدتي في تلك المسألة مع العلم أنها دكتورة في علم النفس.. ووالدتي نصحتني أنه إذا أراد أن يظهر هذا الحب وهذه المشاعر فلا صعوبة أمامه وخصوصا أن والدتي مرحبة به لأنه من أبناء أصدقائها ولها سابق معرفة به.... ولكن والدتي أرادت أن أعيش تجربتي وبيدي الاختيار.. مع العلم أنها واثقة جدا!! من قراراتي وأني لن أفرط في كرامتي ولكنها أرادت أن أتحمل المسئولية الكاملة....
لا أخفي عليك يا أستاذتي لن أقول مدى تعاستي ولكن بمدى حزني وألمي على مشاعري التي اتجهت في اتجاه خاطئ ولكن كان عزائي أن الله معي وأنه هو الذي منحنا تلك المشاعر وهو أيضا القادر أن يمحو تلك المشاعر من قلبي وكنت أصبر نفسي ومشاعري بأن "الطيبون للطيبات" وأن الله سيمنحني الخير حيث كان..... ولكن بعد قراءتي لمشورتك وإحساسي أنى متقيدة بقيود حب من طرف واحد بكيت إلى الله بحرقة وسألته أن يساعدني... وكان الله في مساعدتي.
اعذريني على استطالة رسالتي ولكن الذى أريد أن أقوله أن من توكل على الله في أي مهام حتى لو كانت بالهينة فإن الله سيقضيها.... سوف أقص عليك سيدتي كيف اهتديت إلى القرار الصحيح في اليوم الذى بكيت فيه إلى الله وطلبت منه أن يساعدني قمت بصلاة استخارة بعد الفجر وكنت معتادة على أني إذا سألت الله طلبا بعد صلاة الفجر ونمت أراني الله الخيرة في أحلامي.... وعندما نمت رأيت أطفال صغيرة تلعب مع بعضها ورأيت أيضا طفلين طفل وطفلة يلعبون ويمرحون في براءة وإذا فجأة أرى يد الطفل تقطع وتستبدل بيد حديدية ذات سن حاد تنغمس في صدر الطفلة الصغيرة...... وهذا والله ما رأيته بالفعل، ولكن أتعرفين سيدتي من يريد أن يلتمس عذر أي شيء.... فكان رد فعلى أنى قلت أنها أضغاث أحلام فقط ولكن في نفس اليوم وبعد رجوعي من الجامعة اتصلت بإحدى صديقاتي لأطمئن عليها مع العلم بأنها مع من كنت أحب في نفس الكلية.
ولما اتصلت بها وجدتها في حالة مشوشة لا تستوعب كلامي ولا تحياتي وصوت ذكر بجوارها وضحكات منه وهمسات... وإذا أسألها ما بك؟؟ أجدها تتلجلج في الكلام وتقول كلام غير متزن وأجابتنى بأنها إحدى صديقاتي ولكنها وجدت في كلامي عدم الصدق فأخبرتني أنه هو وليست صديقتها واكتشفت أنهما جالسان في منطقة ليست محترمة بالمرة.... لا أستطيع أن أوصف لك سيدتي بمدى المرارة التي شعرت بها في هذا اليوم، واستعجبت.... هل كوني فتاة محترمة هو الحجر الذى يغلق طريق حبي؟؟؟ هل دائما!! المحترمات اللاتي لا محل لهن من الحب؟؟؟ وكم هل طرأت على ذهني.... لكن في الآخر واسيت نفسي وقلت إن الله سيمنحني أفضل منهم، وأن ليس كل شيء القلب هو الذى يتحكم به ولكن أيضا العقل.... وأحمد الله على ما حدث.
أعتذر عن الإطالة ولكن أردت أن أخبرك بما جرى وأشكرك على مشورتك الطيبة وأدعو الله أن تكون في ميزان حسناتك يسر الله يا أستاذتي كل أمورك إلى ما يحبه ويرضاه....
وشكرا
27/4/2006
رد المستشار
أهلا ومرحبا بك مرة أخرى؛ لقد سعدت حقا عندما قرأت رسالتك هذه فبالرغم من مرارة الإحساس إلا أنه في الاتجاه الإيجابي، فإدراكك للموقف هذا الإدراك المتزن وقدرتك على التعبير عنه بهذا الشكل يعد خطوة ايجابية تمام.
عزيزتي أنا لا ألومك على حبك كنت أريدك فقط أن تنزلي هذه الحب منزلته دون إفراط أو تفريط، وها هو الله كان معك في كل شيء فأنت الآن لست بحاجة لمشورتي فأنت معك الله فلقد أخلصت نيتك وأحسنت ظنك بربك فقد كانت هذه مكافأتك ولم يرد الله أن تعمى عينك عن الحقيقة أكثر من ذلك، لا تفكري فيما حدث فأنت لست مسئولة عن مشاعر الآخرين ولا عن مشاعرك فمن ذا الذي يقدر أن يعنفك على مشاعر هي قمة الإنسانية يصعب على كثيرين الإحساس بها.
نعم عزيزتي ليست كل الناس قادرة على الحب والعطاء، انظري هناك نقطة إيجابية بالرغم من مرارة التجربة لا تندمي ولا تأسي على نفسك وقولي دائما لنفسك هذه مجرد تجربة وخبرة تعلم، كان يجب أن أمر بها لأتعلم وابحثي عن الإيجابيات حتى في أسوأ المحن التي نتعرض لها هناك دوما شيء إيجابي فنحن نتعلم أعظم دروس حياتنا عندما تزداد الأشياء سوءًا وصعوبة ولولا المحن ما تعلمنا ولا عرفنا أين الحق من الباطل..
سيأتي يوما من يقدر حبك ومن يتمناه فانتظري عطاء الله فهذا قانون واجب التطبيق صدقيني، وسيأتي يومٌ تتذكرين فيه كلامي، من كل قلبي أتمنى لك السعادة وخابريني دوما بأي شيء تريدينه ولا ترددي في مراسلتي وقتما تشائين.