قمة وعقلانية
أولا أشكركم على الرد، ثانيا أريد توضيح بعض الأشياء:
1- اعتراض سيادتكم على قول عقلانية وأقول أنى فعلا كذلك ولكن فجأة أحسست بالضيق من ذلك فأحببت أن أكون مثل ما في سني أفكر بعواطفي وأعيش سني حيث أني دائما ما كنت أكبر من سني في التفكير.
2- أما عن تعلقي بمن أكلمهم بهذه الطريقة فذلك بسبب الفراغ العاطفي الذي أنا فيه وكليتي التي لا تسمح لي بالارتباط بسبب الشغل العملي(صيدلة) وهذا سبب اعتراض أهلي للارتباط و ليس لأني لست ناضجة.
3- أما عن كوني أقول أني غير جميلة فأنا لم أكن أعير ذلك اهتماما ولكن من حولي يصرون على ذلك حتى ترسخ ذلك داخلي وصدقته وفعلا كما قلت (الرغبة في قبول الآخرين كما يرى أصحاب نظرية الذات مطلب أساسي لكل الناس ولكن المبالغة في السعي للحصول عليه يصبح مصدرا للاضطراب حين ينكر الفرد قناعاته الحقيقية ليرضي جميع الناس) فأنا الآن لا أجد شخصيتي الحقيقية فقد ضاعت من كثرة محاولتي إرضاء الناس مع أني بفضل الله محبوبة جدا وليس معنى ذلك أن مبادئي قد ضاعت لا وإنما أصبحت لا اظهر وإنما أخفيها للتعامل مع من يشبهون تفكيري وغير ذلك فأنا أتعامل بأسلوب الآخرين حتى أريحهم حيث أني فعلا سعادتي في راحة من حولي وكان في الماضي السبب أني أريد كل من حولي سعيد ولكن الآن الأمر بدأ يتحول إلى راحتهم حتى لا يتعبونني أنا وليس لأني أريد لهم الراحة فما عادت تفرق معي.
4- أقسم أني لست أنانية كما تصفينني ولكني تعودت دائما على الجرح ممن أحبهم ألا يكفي ذلك يا أمي في رأيك واسمحي لي أن أقول لك يا أمي لإحساسي بقربي منك ألا يكفي ذلك لوضع بعض النقاط السوداء في قلبي وأنا لا أنكر وجودها ولكن الله وجده يعلم كم أبكي حتى يخرج هذا الشعور من قلبي وأرجع كما كنت محبة للخير ولكل الناس ولا تعتقدي يا أمي أن ذلك يدفعني لأذى من حولي وإنما هو فقط شعور داخلي أشعر معه بالضيق مما تسبب في أذى لمشاعري، وصدقيني يا أمي أن الرد سبب لي الألم الشديد لأني لم أتخيل أبدا أني بهذه البشاعة ولكنني لم أكن كذلك هم من أوصلوني لذلك وبعد ذلك أعاملهم بكل لين فهل تتخيلين كم أعاني بداخلي فقد وصل بي الأمر أني أبكي بطريقة غير إرادية وممكن أن يحدث هذا وأنا أسير في الشارع أو في قاعة المحاضرات أو أي مكان ووصل بي الأمر تمني الموت فانا من كانت ابتسامتي عون لكل من حولي أصبحت لا أبتسم وأوضح لك أن حاجتي للحب فقط والاهتمام وليس إلى الجنس أو ما شابه ذلك، وجزاك الله خيرا على الاهتمام والرد على رسالتي وأسألكم الدعاء وأن ينجيني ربي من الفتن،
والسلام عليكم.
2/05/2006
رد المستشار
وعليكم السلام؛
لا يمكن لابنتي أن تكون بشعة إطلاقا تناولت في حديثي مواضيع شكواك وهي نقاط غير مضيئة في إنسانة متميزة نريد لها المزيد من النجاح وتناولي لها جعلك تدركين كلامي تركيز على النواقص دون أن تدركي إشارتي إلى الايجابيات فأنا حين أقول افعلي كذا فأنا بطريقة غير مباشرة أشير لقدراتك واعتمد عليها في التغيير للوصول لمزيد من الرضا والاستقرار، من عيوب تربيتنا الحدية هشاشة مفهوم الذات فما لم يكن ما نسمعه مديحا فهو قدح وضدنا, ومن العجيب أيضا أننا حين نسمع المديح لا نصدقه لضعف ثقتنا في أنفسنا وغيرنا، كتابتك لمشاركتك الأولى ومتابعتك وردي عليها لا يعكس في حقيقته سوى سعينا لتزويدك بمزيد من الرضا والراحة فهدفنا إيجابي ولو استعنا ببعض الآلات الحادة اقصد الانتقادات.
لم أصفك بصفات سلبية فمن الخطأ أن نصنف الناس بصورة كلية حسب الصفات من شر أو خير فأنا أصف السلوك لا أنت عزيزتي وكل إنسان قد يكون مصيب في سلوك وخاطئ في آخر, لا أريد أن يسيطر عليك نمط من السلوك أرى أنه غير مريح ولا ولن يفرحك بدليل بكائك بعده حتى لا يصبح خصلة أساسية في نفسك لست أنت عزيزتي الأنانية ولا غير العقلانية أنها سلوكيات تصدر عنك.
مرة أخرى لا يجوز لك القول بأنك تتصرفين بعقلانية أكبر من سنك فمتى بلغ المسلم فهو مكلف ومتوقع منه أن يلتزم الحدود الواضحة وإن كنت تشيرين إلى تأخر النضج الشائع فهذا لا يجعله صوابا على الإطلاق كقلة التزام البعض فهل يا ترى نجعل من سلوكهم نماذج لنا أم نسعى لنكون نحن النموذج.
قولي بأن رضا الآخرين عنا حاجة أساسية فهو صحيح ولكن باقي الجملة تقول أن المبالغة في محاولة الحصول عليه بأي ثمن تفقده قيمته, لا يجب أن تكوني كما يريدون منك عزيزتي كي لا تصلي إلى مرحلة من احتراق الذات والحزن فتبكي دون إرادة في مواقف غير ملائمة بسبب ما تعانينه من شحنات انفعالية.
من قال أن الزواج فقط حاجات حسية!! هل تعرفين أن ما يحافظ على الزواج بعد إشباع الحاجات الحسية هي الحاجات النفسية وما يوفره الزواج من رفقة متفهمة ودودة (المفروض يعني) وكثير من الناس يتزوجون بدافع حاجاتهم النفسية دون أن يعني أن الزواج لحاجات حسية أمر معيب فالمعيب حقا هو أن يسعى الإنسان لإشباع حاجاته بطرق غير لائقة مخالفة لشرع الله والأخلاق فلو لم نكن من المتدينين تبقى هناك قيم مستقلة عن الدين وإن كانت مستقاة من أصوله.
قراءتك الأولى لإجابتي لم تفدك أرجعي لها عزيزتي، استجرت رسالتك بعض المشاركات أرجو أن تسعدي بها وأن توفر لك رفقة وخبرة مباشرة قد تتقبلينها ممن هم في مثل سنك أكثر من كلام والدتك، رغم أني أسعد بأن أكون أمك بالفعل إلا أني أبقى أم متخصصة في علم النفس أوظف علمي بحيادية لتحقيق مصلحة أولادي بعيدا عن مشاعري، لا تبكي بنية ولا تتركي الآخرين يملون عليك حياتك فمن لا يحبنا أو لا يرى جمالنا أو من يخالف قيمنا لا يعنينا طالما نحن ضمن حدود شرع الله المقبولة. والدتك- النفسية- ليست جميلة ولكن شكلها لا يعنيها فهي تعيش الحياة بعقلها هل تريدين أن تكوني مثلها!؟ ما حرمناه من شكل خارجي لا بد أن نحصل عليه من نواحي أخرى قد تكون العقل وقد تكون محبة الناس وقد تكون اليقين بأن ما عند الله خير وأبقى.
ستتزوجين بنيتي إن شاء الله بعيدا عن كل الأسباب التي تظنين ولكن حتى يأتي ذلك وهو غير مرتبط بوقت محدد استغلي وقتك وطاقاتك كلها فيما إن فات وقته صعب تعويضه وهو دراستك وبناء مستقبلك مع دعائي بأن يجعل الله خيرك فيما تحبين.
ويتبع >>>>>>>: قمة وعقلانية مشاركة