قمة وعقلانية م
أختي الصغيرة اسمحي لي أن أناديك أختي، إنني أؤيد رأي المستشارة وعن تجربة اسمحي لي أن أوجزها لك، لأنني أنا أيضا كنت أصف نفسي بالعقلانية مثلك ولكن رأي المستشارة نبهني إلى أنني كنت اصف نفسي وصفا ليس فعليا، لقد مرت بي ظروف شبيهة كثيرا بمشكلتك فانا أيضا خريجة إحدى كليات القمة وأيضا والدي كان يرفض ارتباطي طوال سنوات الدراسة الممتدة بحجة ألا أتعطل عن المذاكرة حتى انه كان يرفض دون حتى أن يخبرني إلى أن أعلم بالصدفة ولكنني على عكسك قد فاتحته في رغبتي أن يكون لي رأي وأنني اشعر انه قد آن أوان الارتباط وكنت في السنة قبل النهائية وعمري 22 عاما وكل الناس وهو منهم يشهد لي برجاحة العقل ولكن كلامي راح سدى وظل متمسكا برأيه.
وفي السنة النهائية وقبل امتحاناتي بشهر اكتشفت أني أعاني من مرض عضال اضطرني لتأجيل الدخول للامتحانات وعشت فترة عصيبة بين العلاج وآثاره والبعد عن صديقاتي المقربات لأني اضطررت للانتقال لكون بالقرب من مكان العلاج فكنت أعاني من فراغ شديد وخصوصا أن علاقتي بوالدي ووالدتي لا يوجد بها أي نوع من أنواع التواصل وأنا اصغر إخوتي وكلا منهم قد تزوج وانشغل بحاله، فدخلت لأول مرة في حياتي إحدى غرف الدردشة وأنا اعلم تمام العلم ما يحدث فيها بل وكنت معارضة بشدة لإحدى قريباتي تعرفت من خلالها على أشخاص وكنت دائمة النصح لها بان هؤلاء الشباب كاذبون مخادعون ولكن للأسف فراغي الشديد دفعني للدخول للتحدث مع أي شخص مع تنبيهي لنفسي إنني سأتخذ كل المحاذير لأمنع أي علاقة بيني وبين أي أحد، وكان هو أول شخص أحادثه وأول ما أخبرته به عن نفسي أني في فترة نقاهة من هذا المرض العضال وأخبرته كل شيء وكنت أتعمد أن اخبره مساوئي قبل حسناتي وبعد فترة من الوقت قررنا أن نتقابل فكان اللقاء في المستشفى التي أتابع بها العلاج لأني بالطبع لن اقبل أن أقابله في أي مكان عام، هل تصدقي هذا؟
لقد كنت افعل ذلك حتى لا يفكر في أن يكون له بي أي علاقة شخصية عدا الصداقة التي كنت احتاجها بشدة ولكن حدث ما كنت أخشاه فلقد دفعني تمسكه بي وآرائي عني بعد كل ما افعله إلى أن أحبه أنا، ولكنني كتمت مشاعري خوفا من أن يكون كل هذا بدافع الشفقة ولكنه صارحني بحبه لي ولا استطيع أن أنكر انه وقف بجانبي حين خضت امتحاناتي النهائية والتي صارعت خلالها حتى تخرجت بتقدير جيد جدا عالي مع كل هذه الظروف ولكنه ,واعذريني في الإطالة وسرد كل هذه التفاصيل، برغم كل تأكيداته لي بحبه الذي لم ولن ينتهي وأنني أمله المنشود في الحياة وانه لن يستطيع العيش بدوني وكل ما يمكن أن يقوله محب مدله في الحب قد تركني........ نعم لقد تركني في البداية بحجة انه ستواجهنا مشكلات عديدة لن نستطيع مواجهتها وانه يخشى علي ولكنني للأسف اكتشفت بعد ذلك انه قد حدث أول معاكسة جاءته عن طريق الموبايل بعدما أنهى علاقته معي لأنه ببساطة شديدة هذه المعاكسة كانت مني لأعلم هل مازال يحبني أم لا وواجهته بهذا فلم يستطع طبعا الإنكار ولا الرد.
ثم اتصل بي بعد فترة ليعتذر لي ولكي لا أطيل عليك أكثر من هذا فقد مرت هذه العلاقة بشد وجذب كثير انتبهت بعده انه يريدني تلك الفتاة ذات المبادئ صاحبة العقل الراجح كما عرفني ولا يضر شيئا أن كنت أحبه أيضا ولكن دون أدنى التزام منه فلقد خطب بعد اقل من سنة من قطع علاقتنا بل ولقد علمت أيضا بالصدفة انه لا يزال يحدث الفتيات على الشات أو التليفون حتى بعد ارتباطه، علما بأنه طالما حادثني عن حبه وإخلاصه لي وأيضا عن ارتباطنا الرسمي وماذا سنفعل وكيف؟ وعلما أيضا والحمد لله على قدر من الجمال لم يؤثر به المرض والحمد لله وقد شفيت الآن تماما والحمد لله واحمد الله أيضا أن أنقذني من هذا الذي لا اعرف ماذا اسميه؟
فابتعدي أختي عن هذين الاثنين كما نصحتك المستشارة جزاها الله خيرا لأنك من دون أن تدري تتناولين السم المحلى بالعسل واعلمي أن الشخص الذي يجذبه الجمال وحده هو الذي لا يستحققك علما بأنني واثقة انك بروحك وخفة ظلك وثقافتك جذابة لأي شخص أكثر بكثير من جميلة الجميلات ذات العقل الفارغ، كما انه يجب ألا تفكري بأنه لو ذهب هذا الشخص فلن تجدي مثله لأنك ببساطة لم تقابلي الكثيرين غيره كما انه من إدراكي انه صادق فلربما هو يعرف كيف تفكر فتاة ملتزمة مثلك فيرد بالردود التي تؤكد لكي عقله علما بأنك لم تقابليه وتعامليه المعاملة المباشرة التي تبين فعلا حقيقة الأشخاص، أرجوك أختي ابتعدي الآن لتنقذي ما يمكن إنقاذه لأنك كلما طالت فترة العلاقة سيطول عذابك في النسيان بعد ذلك،
أعتذر بشدة عن الإطالة ووفقكم الله لما فيه الخير وأعانكم على الهموم.
السلام عليكم.
5/05/2006
رد المستشار
لا تعتذري فأنت لم تطيلي وكنت بالتأكيد بحاجة لأن تشاركي أحد مقرب بما عانيته ولا أقرب من مجانين للمتألمين فأهلا بك معنا، وجزآك الله خيرا على مشاركتك لأختك وابنتنا تجربتك فمن بعض ومع بعض نتعلم جميعا.
في النظريات هناك توجهان رئيسان حول الهدف من التعلم، يرى أحدهما أن الهدف من التعليم الاستعداد للمرحلة الدراسية التالية بينما يرى الثاني أن الهدف من التعليم هو الاستعداد للحياة وتعلم كيف نعيشها من خلال استثمار طاقاتنا وقدراتنا المختلفة، ومن الواضح أن تربيتنا وتعليمنا سواء المدرسي أو الأسري لا يعدنا لكيف نعيش مكتفيا بحشو أدمغتنا بمعلومات بحجة "عندما تحتاجها ستجدها" أما كيف نتعامل مع ما يعترينا من مشكلات كيف نحلها كيف نعيشها كيف نتجاوزها كلها أمور تترك للتعلم العبثي أو التلقائي فنرى مختلف الدروس والآلام التي لابد من تجاوزها كي لا تقف بنا الحياة، والحقيقة أن الحياة لا يجب أن تقف عند محطة واحدة مهما كانت مزدحمة أو مربكة فالمحطة النهائية معروفة لنا جميعا فلم نضيع الوقت في ما لا ينفع.
سعيدة أنا من أجلك ومن تجاوزك لها ولنتذكر دائما أن لا أحد يكملنا فنحن كاملون بالفعل ولو كانت حياتنا لا تقوم إلا بالاعتماد على الآخرين لجعلنا رب العالمين مربوطين بهم كما نكون مع أمهاتنا أجنة تتوقف حياتنا عليها من خلال الحبل السري ومنذ لحظة قطعه يمكن للإنسان أن يعيش ويستمر باستغناء تمام إلا عن رب العالمين فهو إن مرضت يشفيني ويميتني وبحيين وأطمع وإياكم أن لا يفتنا وهو القادر على أن يغنينا من فضله الواسع عمن سواه فلنسأل أكرم الأكرمين.
ويتبع >>>>>>>: قمة وعقلانية مشاركة1