القرف من الرجالة

رد المستشار

ابنتي: لولا أن مشكلتك جاءتني بعد مشكلة عجيبة أخرى لامتنعت عن إجابتها فحقيقة أنا لا أريد أن أدخل في هذا النطاق من الردود.... ربما لأنه في رأيي المتواضع صاحب نسبة ضئيلة جدا من القناعة والإقناع ولكن بعد أن رأيت ما سبق... نويت أن أتحدث إليك.

استوقفتني كلمة أو جملة كتبتها عرضا...... "وكل اشويه أقول في نفسي إذاي ماما اتجوزت بابا هي مكنتش بتقرف منه وده لأن ماما نضيفة جدا جدااااااااااا وبيضة جداااااا لأن بباها أصله تركي يعني بجد نضيفة أما بابا فهو أسمر يعني هو أفتح من أحمد زكي حبتين وعلى فكرة أنا وأخواتي لونا قمحي وفاتح".
 
ارتبطت عندك النظافة باللون..؟؟؟؟.... هذا هو مربط الفرس إذن؟؟... فأنت تجزمين أنك غير مصابة بوسواس نظافة وواضح أنك مبتقرفيش من ماما.... مع أنه ليس هناك ما يثبت أنها تغسل يديها بالليفة أو اللوفة أو كما تحبين أن تسميها... ولا تشعرين بالقرف من أختك كذلك...
 
ولم تذكري أخا لك حتى يظهر إذا كانت الفكرة موجهة إلى الرجال بوجه عام... أم إلى الرجال ممثلة في أبيك الأسمر قوي... والسمر يا بنتي مبيبانش عليهم نظافة..... كنت أعرف أم شابة شقراء تزوجت من قاض أسمر فكانت ابنتها كوكاكولا خالص... وكانت تحممها يوميا وتظل تدعك في جسدها الصغير بكل شيء على أمل أن يصبح لونها أفتح مما هو عليه.
 
هل ماما كانت تربط زمان أيام الطفولة الأولى بالنظافة وبأنكن حتبقوا نضاف وبيض وحلوين؟؟؟؟ فالتصق المعنى في ذهنك!!!!! هل رأيت أو لنقل شممت من أبيك رائحة كريهة تثبت أنه لا يغتسل كما ينبغي؟؟؟ 
 
لابد أن هناك ما فتح باب الفكرة ثم أخذت ترتع وحدها في رأسك لأنك لم تقاوميها وهى تعطيك إحساس بالتعالي والسمو والمقام الرفيع، زمان أصابتني فكرة أكثر غرابة.... كنت بقرف أستعمل ماء الصنبور... وهذا في زمن لم تكن هناك فيه مياه معدنية لأنه قبل الإنفتاح بمراحل.... وامتنعت عن استعمال الحنفية وبدأت أتعامل بالكولونيا.. ولن أطيل عليك كم الالتهابات والجفاف والتقرحات التي أصابتني ولكني سأشرح لك لماذا... في لحظة مراهقة مجنونة تخيلت شكل مواسير المياه من الداخل..... وكنت قد رأيتها أكثر من مرة حين يأتي السباك لإصلاحها... وقفت أمام الحنفية ولم أستطع أن أتعامل معها,,, وأصابني قئ و,,, و.... المهم الحمد لله الذي عافانا.
 
أقول لك يا ابنتي..... لو عندك دليل مادي أن أباك ليس على مستوى النظافة الشخصية المطلوبة منا جميعا.. فالفتي نظر ماما لتتحدث إليه في ذلك فهي قديرة أكيد على ذلك... ولكن لا تفقدي حبه وحنانه... وتشعريه بأنه أقل شأنا ودون المستوى برفضك التعامل الجسدي معه.... في يوم الأيام  قد تبكي دما أنه ليس لديك ذكرى لدفء حضنه وهو يربت علي جسدك بكفيه الكبيرتين.... فيمنحك الآمان والحنان والهدوء والسكينة.
 
في يوم من الأيام قد تشتاقين لهذا الشعور ولكنك لن تجديه في صندوق الذاكرة لأنك منعت نفسك عنه... ولحظتها قد تقولين..... إنت فين يابابا..... ولا من مجيب.

ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك إلا أن أسجل تساؤلي -وتوجسي وقلقي- من أن تكون لك طقوس معينة في النظافة والتنظيف لم تذكريها، وذلك أن كل من قابلت ولهن نفس شكواك كن في حقيقة الأمر مريضات بالوسواس القهري، فمن فضلك يا ست زوزو تابعي ووضحي. 

المستشار: د. نعمت عوض الله