لِمَ يشتم الموقع السعوديين!!
الدكتور وائل السلام عليكم؛
أرسلت لكم ثلاث رسائل بشأن المشكلة المعنونة بـ"مسلم عربي يشتم مشاركة (5)" ولم يُنشر الرد؛ مما آلمني وآلم الكثير من الإخوة السعوديين الذين يكبرون هذا، ويعدونه موقعاً علميًّا إسلاميا رصيناً، ولكن الذي أزعجنا هو الآتي:
عندما ينشر شخصٌ مجهول شتماً في دولة –أي دولة- بما تحويه هذه الدولة من حكام وعلماء وشعب، وينشر هذا الشتم؛ فنحن –بلا شك- أمام خلل في منهجية العمل في الموقع. وأنا أزعم أنني سأكتب الكلام نفسَه لو وجِّه هذا الاتهام إلى مصر أو سوريا، أو أي بلد.
هذا الشتم وجِّه للسعودية، وهو ليس الأول!!، واتهم السعوديين باللواط والقذارة، وهذه التهمة ترددت في موقعكم كثيراً.. وأنا أزعم أن هذه "الفرية" التي وجّهت للسعوديين من اختراع أجهزة الإعلام المصرية قبل عشر سنوات تقريبا؛ حين حدثت مشكلة حد القذف لرجل اتهم مدير المدرسة باللواط؛ فهبت الكاريكتيرات المصرية، وأخذت تلصق بالسعوديين هذه الصفة.. وأعتقد أن الكثير من المواقع روجت لهذه التهمة، ولا أستثني موقعكم!
وأقول: والله إن المجتمع الذي تتخيلون أنه مجتمعنا لا نعرفه.. والله ثم والله إننا لا نعرف هذه الصفة المقيتة؛ وقد نشأت –بحمد الله- في جو صحي، ولم أتعرض قط لأي تحرش جنسي، على الرغم من تمتعي بالشكل الوسيم.. ولم أعرف أحداً يتصف بهذه الصفة من الأصدقاء أو الأقرباء أو المحيطين.. ومع ذلك أقرأ في موقعكم أن امرأة تخاف أن يخرج ابنها لأنها تعيش في مجتمع السعودية.. وهو مجتمع مخيف (حسب رأي موقعكم!).
عندما تتحدثون عن العائدين من الخليج، وتصفونهم بصفات معينة.. لا ألومكم؛ فهذا كلام علمي، ولاسيما أن مجتمعنا لا يوجد به اختلاط مثل المجتمع المصري الشقيق.. أما أن يكون موقعكم مكاناً لتسويق التهم ضد السعوديين، أو غيرهم، فهذا ما لا نقبله، ولا أعتقد أن أحداً سيقبله.
ونحن لا ندّعي العصمة؛ فبيننا من يخطئ، وبيننا من ينتهك الحرمات.. ولكن المجتمع –في مجمله- مجتمع مسلم، محب للخير، يساعد المسلمين في كل مكان. ولا يعني هذا أننا نفترض أن الجميع يحبنا؛ فهناك من تعرض لمواقف سيئة من سعوديين أو خليجيين، كما أن كل ذي نعمة محسود.. وأرجو ألا تغضبكم هذه الحقيقة؛ فثمة من يحسد الخليجيين لأنهم يملكون الثروة، وهناك من يحسد من يملك الصحة... إلخ.
يهمني أن أقول إننا لسنا ملائكة، ولكننا –بكل تأكيد- لسنا شياطين.. واعتراضي ليس موجهاً لشاب مراهق يكره السعوديين، ولكن اعتراضي موجه لموقع يرعى ذلك، ويسوّق هذه الكراهية، ويساعد في إلصاق فرية عظيمة على شعب مسلم مسالم. كما أن الموقع استغل رسالة ذلك الشاب الغاضب "مسلم ويشتم" لكيل الشتم للسعوديين، وهذا ما نستغربه من موقع اعتقدنا أنه يتصف بالموضوعية والاتزان.
وسبق أن قلت: لو أرسل شاب رسالة وقال فيها إن المصريات كلهن بغايا -وحاشاهن عن ذلك- فهل كنتم ستنشرون رأيه؟ وتناقشونه، وتحاولون إقناعه أن هذه تهمة غير صحيحة؟! ولو فعلتم ذلك؛ لكنت أول من يعترض ويغضب.. فكما أننا لا نرضى على أنفسنا الافتراء؛ فلا نرضاه على أشقائنا.
ملحوظة ليست للنشر: سبق أن اتهم شابان ليبي وسوداني المصريات بهذه الفرية، ولما لاحظت إصرارهما؛ أعرضت عنهما، وكانت تلك آخر محادثة لي معهما.
أخي الكريم.. والله لو ناقشتم أموراً يعاني منها مجتمعنا لحمدنا ذلك لكم؛ فنحن –ولله الحمد- نملك الشجاعة لنعترف بمشكلاتنا، ولكنكم تتحدثون عن أشياء غير صحيحة، وتسوّقون لتهم رخيصة لا يقرّها عاقل.
يا أخي الكريم.. يلحظ أن بعض الردود ملغمة –بقصد أو بدون- بشتم أو انتقاص للسعودية والسعوديين.. وهذه الرسالة ليست الوحيدة، ولكنها الأوضح. وأنا أدعوكم –بكل ترحاب- إلى مناقشة ما يعانيه المجتمع السعودي أو الخليجي من مشكلات نفسية وأمراض اجتماعية، وسنناقشكم ونحاوركم، ونؤكد ما يقع حقيقة.. ولستم بحاجة إلى التعريض والشتم واختلاق أمور غير صحيحة! والشرط الوحيد هو أن تكون هذه المشكلة خاصة بالمجتمع الخليجي أو السعودي.. أما إن ناقشنا مشكلة المخدرات أو الزنا أو غيرها؛ فلا يخلو مجتمع منها.
نقطة أخيرة ومهمة، وإن كانت خارج الموضوع، وهي أن هناك من المراهقين من يمرر قصصاً جنسية في زنا المحارم، وهي قصص مؤذية لكل ذي فطرة سليمة، ويقوم هؤلاء المرضى بتسويق هذه القصص عبر موقعكم الذي ينشرها بكل ترحاب.. مع أنها من بنات خياله كما هو واضح، وكما اعترف أحدهم. فرجائي من هذا الموقع المتزن ألا يسوق الرذيلة دون أن يشعر، وأن يمحّص الصحيح من الخاطئ.. وأنا أتقبّل لو ناقشتم أسباب اختراع هؤلاء المراهقين لهذه القصص والأكاذيب؛ أعني: الأسباب النفسية الكامنة في نفوس أولئك المرضى، أما أن يأتي أحدهم، ويختلق قصة يعلم الجميع من أحداثها أنها مختلقة، ثم تناقشونها على أنها حقيقية؛ فقد يكون ذلك مناسباً في جلسة علاج، ولكنه –حتماً- غير مناسب لأن ينشر في موقع.. ولا شك أنني أنزّهكم عن البحث عن الإثارة، واستجداء القراء عبر قصص مثيرة.
أخيراً: لابد أن أقول إن الأسطر السابقة تبيّن أنني قارئ متابع لموقعكم، وقد استفدت منه كثيراً، وأرجو أن يظل مثالاً للتحليل العلمي النفسي المبني على رؤى إسلامية منهجية، وأن تتقبلوا النقد بصدر رحب، وتنشروه كما هو.
26/05/2006
رد المستشار
السلام عليكم؛
الإيجاز من البلاغة ولذا أرد على رسالتك بكلمة عامية "محصلش" وهي بالمناسبة رد يكفيني لكل ما جاءت به رسالتك وبارك الله فيك وفي صحبك الذين يرون ما ترى، لكن لنفي تهمة التحيز التي تبدو راسخة لديك أزيد في مناقشتك فأقول ما زالت رسالتنا في الحياة والتربية ونشر الوعي مستهجنة لأنها ببساطة تعارض ما تعودنا عليه من إنكار وتجاهل لما نعانيه وكأن ما تتجاهله ينساك بدوره!!
زنا المحارم موجود ولا بد لنا من التنبيه من مغبة الوقوع فيه وفي مد يد المساعدة لمن يحوم حوله, قد لا ترغب مثلي يا أخي في التعامل معه فرغم كل ما لدي من موضوعية لم أستطع أن أكمل قراءة رواية "مائة عام من العزلة" الحائزة على جائزة نوبل في الأدب لما تحويه من زنا المحارم.
بالنسبة لذلك الفتى الذي افترى القصة وعاد فأنكرها فالله وحده أعلم أي الروايتين كانت أصدق!! وإن لم تكن تلك الأحداث حدثت بالفعل ليس لأنه لم يفكر فيها ولكن لأن الله سلم وستره كان أوسع, ولابد أنك تعرف أن العين تزني والفكر يزني ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه، زنا المحارم بالمناسبة مشكلة موجودة وفيها حد شرعي وهو القتل وكذلك الشذوذ وبإمكانك البحث عنه ضمن مواقع الإفتاء ولكننا نتحدث عنه من الناحية النفسية والاجتماعية.
يشبه موقفك بالمناسبة ما تعيبه علينا ما لم تفصل!! من الأساليب العلمية تجنب التعميم وهي نصيحة كررتها لكل من شارك في المشكلة الأولى ظلم الناس للدين وما استجرت من مشاركات فما رأيك أن تبدأ بتمحيص تلك الاستشارات التي ترى أنها تهاجم السعوديين كي يكون لي فرصة توضيح ما قد يكون التبس عليك أو أن أرجع عما أخطأت فيه, لا أعرف من ضمن مبادئنا ولا أهدافنا كموقع ومتطوعين أي موقف سلبي من شعب أو وطن ولا حتى يا أخي دين غير ديننا فقناعتنا أن كل الناس جديرة بالاحترام وأن ما يرفض هو أفكار أو سلوكيات تضر بالناس لا بشر أو أرض.
أخي أنظر إليهم يكتبون يومياتهم يشاركونا أفكارهم وحياتهم البعيدة عن المثالية ألم تقرأ ما كتب عن الانتخابات المصرية على الموقع من خلال المدونات!! هل كانت تعكس رؤيا مثالية لمجتمع كامل؟
كراهية الحمية لا تكون بالكلمات ولكن بالفعل نحن ننشر من يسبنا ويعارضنا بموضوعية فلا نرى أننا كأفراد فوق النقد ولم نتوقف عن العمل فلا تتوقف عن الاستفادة من موقعنا الذي يتيح للناس فرصة للتعبير عن معاناتهم مهما كانت وأينما كانت, أما من أين تأتي المشكلات فتلك قضية لسنا مسئولين عنها وإن كنت لم ألحظ زيادة عدد قرائنا أو من يستشيروننا من السعودية وهذا السبب الوحيد الذي قد يكون وراء ما وصلك من تقصدنا تصيد عيوب مجتمعك ولكن لاحظ أننا نتعامل مع حالات لا مجتمع, وكوننا موقع استشارات طبيعي ألا يرسل لنا أحد يمدح شيء سره وبالتالي ورود مشكلات من بلد ما لا يعني أنه سيء أو خالي من المزايا ولكنا بحاجة لمن يظهرها لنا فلم لا تكون أنت مرسال النواحي المشرقة من مجتمعك عن طريق المقالات أو المدونات ولك من موقعنا منبر مرحب فأهلا بك بين المجانين رغم أنك لم تذكر أسمك.
أعانكم الله أخي على شكر النعم وأجاركم شر الحاسدين, وما النعم لخير في نفس من أتاهم الله إياها بقدر ما هي امتحان بصون النعمة والقيام بحقها مثلها كالفقر الذي هو أيضا مجرد امتحان من الله ونحن نؤمن بأن الله قسم بيننا معيشتنا إدراك برضا ولأننا مؤمنين بحق نوقن بأن الله لا يظلم ولا ينسى أحد من فضله وإن اختلف شكل العطاء.
عندما تتولى أمانة لك مطلق الحرية في التصرف ومسئوليتنا ترى أن علينا مناقشة وتقبل من تصفه أنت بالمراهق لنهدئ من روعه ونعينه كي يستعيد موضوعية التفكير لا أن نتجاهل ألمه حين يرى أن مجتمعه فاسد بأكمله فكيف تعتقد أن مثل هذا الفتى قد يعيش وهو يشك ويبغض أهله ومن يعيش بينهم.
لن نستثني ملاحظتك فنحن نتبع منهج الشفافية والوضوح في التعامل ولا نجهل إلا ما من شأنه يضر بالحالة حفاظا على خصوصيتهم ولذا فليشتم الشعب العريق المعطاء من يشتم ولكنه لن يغير حقيقة ما له من دور رائد في ثقافة الأمة العربية قديما وحديثا ولن يكون العالم أحمد زويل الذي نال جائزة نوبل في العلوم آخرهم إن شاء الله ماذا قد نقول في حق شعب أنجبه وغيره في سنوات الجدب العربي!! لن تنقصهم شتيمة فهم راسخون بأفعالهم منشغلون عن سفه القول بالعمل.
للإثارة طرق سهلة تعرفها والجميع لكنها ليست ضمن أهدافنا لنبحث في طرقها وموقعنا لن يستجدي القراء فاستشاراته مجانية كما تعرف وإن أجرنا إلا على الله. حياك الله دائما وأبدا وجعلك وكل كلماتنا في ميزان حسناتنا يوم لا ينفع مال ولا بنون وأبقى معنا دائما قارئا مشاركا بما هو مفيد.
ويتبع>>>>>>>>>>>: لِمَ يشتم الموقع السعوديين؟ مشاركة
ويتبع>>>>>>>>>>> محصلش؟ بل حصل! م