أسمعهم ولكن من يصدقني؛
منذ فترة وأنا في فترات راحة في أي وقت كان أسمع الأصوات تقترب مني ببطيء عندئذ لا أستطيع التحكم بنفسي أبدا وهكذا تتضح الأصوات ولقد كانت الأصوات تسألني ما اسم أمي وأبي واسم عمي وكذلك تخبرني بالحسنات التي حصلت عليها من عملي في الدنيا لقد أخبرني ذات ليلة تلك الأصوات إن اسم خازن النار اسمه نائل فهل هذا صحيح.
إن تلك الأصوات لها تأثيرات إيجابية وسلبية من حيث الإيجاب فإنني أستطيع أن أسمع كل من يتكلم علي في أي مكان كان وأستطيع أن أحاور من يتكلم علي دون أن يروني بالمختصر المفيد أنني أستطيع الاتصال بمن أريد دون أي حاجه إلي تليفون أو أي وسيلة ولا أستطيع تنفيذ تلك الاتصال حتى تأتي تلك الأصوات التي تؤلمني كثيرا وتزيد في أسئلتها علي.
أخبرت أهلي بما جرى لي ولكنهم لا يصدقونني لقد تألمت من أهلي ولم أعد أحب أي شخص منهم لم أعد أحتمل وجودي بينهم ولم أعد أحتمل وجودي على وجه الدنيا أرجوكم افحصوا حالتي أنقذوني قبل ما تضيع الفرصة الأخيرة أنقذوا شخصا أصبح على حافة أن يكون منبوذا من أهله وأسرته بل وموطنه.
آه لقد جرح الناس مشاعري وأحاسيسي
لماذا لا يصدقونني؟؟!
04/10/2003
رد المستشار
القارئ المستشير العزيز: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين وشكرًا على ثقتك بنا، لقد قرأت رسالتك وتألمت لما تعانى منه في هذه التجربة الصعبة. ولكن لماذا هذا الموقف من الأسرة لأنهم لم يصدقوا ما تقوله.
أيها القارئ العزيز إن من حق أي إنسان أن لا نحجر على حريته فله أن يصدق أو لا يصدق، طالما أن ما نقوله قد يبدوا غريباً وهو يبدو لك أنت إذا قدم إليك من شخص آخر طالباً أن يأخذ رأيك في هذه الخبرة الصعبة، وخاصةً أن هناك أمرضا نفسية كثيرة يمكن أن يكون سماع الأصوات هو عرض من أعراضها، ولذلك أيها القارئ العزيز أريد أن أعرف الكثير عن أوجه العلاقة بينك وبين الأسرة وإذا كان لديهم بعض الملاحظات الأخرى عليك فنرجو أن تسأل الأسرة إذا كانت تُلاحظُ عليك أعراض أخرى مصاحبة مثل تزايد الشكوك في الآخرين فتعتقد أنهم ينظرون إليك نظرات غريبة أو أنهم يسخرون منك أو يتقولون عليك من وراء ظهرك. وكذلك يبدو الإنسان غير متسق من الناحية الانفعالية فقد تنتابه بسهولة حالات مثل القلق والخوف والغضب والارتياب وأحيانا يبدوا بلا انفعال على الإطلاق.
وفى حالات أخرى نجد أن الشخص يظهر حالة من الانسحاب النفسي العام وفقد القدرة على الاهتمام والمشاركة في الأحداث، فهو يعيش داخل قوقعة لا تتجاوز حدود عالمة الشخصي.
لا تنزعج أيها القارئ من هذه الأسئلة فهي ضرورية لاستكمال الصورة حتى يتسنى للطبيب تقييم الصورة بصورة أكثر دقة وبالتالي معرفة أكثر لكيفية التعاون الذي يمكن أن أقدمه لك والذي غالباً تكون له استجابة جيدة تظهر آثارها عليك وستكون سريعة بإذن الله.
وأود أن أقول لك أن ليس معنى أن الأسرة لا تصدقك نظراً لغرابة التجربة وعدم معرفتهم بكثير من الأعراض التي يمكن أن تصيب الإنسان ليس معنى ذلك أنك أصبحت منبوذاً وحيداً وتتمنى حسب فهمي الموت أو تسعى إليه ولكن الحل هو أن تتعاون مع الأطباء النفسيين تعاونا قويا نابعا من ثقة بأنهم لا يعملون إلا لكي تعيش أكثر استمتاعاً بهذه الحياة وأكثر تأقلماً مع ما تمر به من تجربة نفسية قابلة للعلاج والشفاء. ونصيحتي لك هي أن تنغمس أكثر في واقع الحياة والدور الواقعي الذي تقوم به وأن تقاوم استمتاعك وكذلك انشغالك بهذا الصوت أو الأصوات التي تبعدك عن عالمك وعن الأسرة التي تعيش معها.
فكلما انشغلت عن هذه الأصوات كلما أعطيت المساحة الأكبر للحياة الطبيعية الواقعية لكي تستمر وذلك بدون شك يجب أن يشترك معك فيه طبيب نفسي.حتى يتسنى لك أن تتخلص من هذه الآثار السلبية التي تعانى منها.
** ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الأخ السائل الحقيقة أن الأخ الزميل المستشار د.طارق ملوخية قد استفاض في تحليله لحالتك كما قدم لك الخطوط العريضة لما يتوجب عليك فعله من اللجوء بعد الله إلى أقرب طبيب نفساني، ولكنني أود فقط أن أنصحك بقراءة الاستشارات السابقة التي تناولت موضوعات شبيهة بموضوعك والموجودة على صفحتنا استشارات مجانين تحت العناوين التالية:
اكتئاب أم فصام وهل هناك احتمالات بارانويا؟
الـزَّوَرُ (البارانويا) أنواع ، فأيّ الأنواع أنت؟
الفصام المزمن وأعراضه السالبة
بين الوسواس القهري والفصام!!
وفي النهاية نرحب بك صديقا لصفحتنا وندعوك إلى متابعتنا بأخبارك ومشاركتنا بآرائك وفقك الله ودمت لنا سالما.