صديقتي مسيحية فهل أنا مذنبة؟
السلام عليكم؛ أنا عندي 13 سنة وأنا متفوقة أوي في المدرسة بس عندي إحساس أن كل أصحابي بيحقدوا عليه الوحيدة اللي حسيتها بتحبني مسيحية
أنا بجد بحبها أوي ولكن خايفة أكون بغضب ربنا أرجوك قولي أعمل إيه؟
13/5/2006
رد المستشار
ورطني أخي وزميلي د.وائل في دفعة من المشكلات المتعلقة بشريحة أصغر سنا، ربما أراد أن يختبرني أو أن يصقل خبراتي، وقد اخترت بعضها لأنني أحببت موضوع السؤال، وأرجو أن يكون جوابي نافعا.
إذا كنت قد فهمتك صح فإن مشكلتك تكمن في أن الصديقة الوحيدة التي تستريحين إليها هي مسيحية الديانة، وأنك خائفة أن تكون في دائرة غضب الله بسبب هذه الصداقة. ولا أدري من أين وصلك هذا التخوف؟! هل قرأت شيئا في هذا المجال!! وما هو؟!
الحقيقة أن الإنترنت ممتلئ بكلام كثير غير محقق، وغير منضبط علميا ولا فقهيا، فتاوى من عصور وأحوال سابقة، أو اجتهادات من مشايخ بضاعتهم في معرفة الدين أقل مما ينبغي، وبضاعتهم في فهم الدنيا أكثر تواضعا، للأسف الشديد!!
وأتأمل معك: أي حرج يمكن أن يتحرك في نفس إنسان مسلم يرى من يتواصل معه بالحب والثقة والمودة فيتبادل معه البر والرحمة والتواصل الطيب طالما لم يضره بسوء، ولكل واحد دينه واحترامه لهذا الدين، إذن المعيار ليس ديانة صديقتك فالمسيحية هي دين نسبة غير بسيطة من المصريين، وهم جزء من مئات الملايين المؤمنين بها بطوائفها المختلفة حتى أصبحت الديانة الأكبر إتباعا في العالم، إذا ضممنا إليها كل من يقول بأنه مسيحي!!
وسؤالي: هل جرحتك صديقتك هذه يوما في دينك أو دنياك؟! هل رأيت منها خيانة أو أنانية أو غير ذلك مما يفسد الصداقة بين اثنين؟! هل وصلك منها غير الإحساس؟!
والقرآن يقول: "هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ" (الرحمن:60).. هذه هي الأسئلة المهمة؛ ولا أدري في أية ملة أو عقلية أو ظروف يمكن أن نقول للإنسان لا تحب من يحبك، ويحسن إليك، لأنه يدق صليبا على ساعده؟! هل يمكن وضع أي مجموعة من الناس في سلة واحدة ثم نحكم أنهم جميعا أصدقاء مخلصون أو خونة أو أي حكم؟! هل يمكن القول بأن كل المسلمين رائعين، وكل المسيحيين كأصدقائهم أشرار أو العكس؟!
راقبي أخلاق صديقتك وتربيتها وتهذيبها فإن المرء على دين خليله- أي أخلاقه وطباعه- وواصلي في علاقتك بها إذا تأكدت لك شيمها الطيبة، وأنها بالتالي صديقة مناسبة، وابتعدي عن ذات الخلق السيئ التي تضحك في وجهك، وتطعنك من وراء ظهرك، ولو كانت تصلي وتصوم، وتزعم أنها مسلمة، لأنها ليست صديقة مناسبة، وحساب الجميع عند الله، فهو يحاسب على الديانة، في يوم الدينونة كما أسموه. لا تتركي صداقة هذه البنت لمجرد أنها مسيحية، ولا تربطي صداقة مع إحداهن لمجرد أنها مسلمة، فإن للصداقة معايير وشروط، واختيار الصديقة فن أرجو أن أكون قد أفلحت في شرح بعض معالمه وتفاصيله لك وتابعينا بأخبارك.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي؛ ابنتنا الغالية ليس لدي خيراً مما تفضل به مجيبك الدكتور أحمد عبد الله سوى أن أحيلك إلى بعض الروابط التي سوف تساعدك على فهم أوقع للصورة وأهلا بك معنا.وأهلا بك معنا.
واقرأ أيضًا:
ذكرياتي في حارة الكنيسة(1)
ذكرياتي في حارة الكنيسة (2)