في حب كوريا وشعبها
السلام عليكم
أنا بحب كوريا حب شديد واللغة الكورية والكوريين وبتعلم اللغة الكورية من النت
ومنزلة باردو صور كتير لكوريا وللممثلة الكورية اللي بحبها ومنزللها يجي200 صورة ده غير اللي شيلتهم
وأنا في إعدادية ومش عارفه أذاكر من كتر ما بفكر فيها أعمل إيه؟
23/5/2006
رد المستشار
فارق كبير بين أن يعشق أحدنا شيئا أو بلدا أو أحدا عشقا طاغيا يدفعه إلى الاهتمام بكل ما يمت إليه، وبين أن يتحول الأمر إلى ما يشبه الوسواس القهري الذي يقتحم تيار التفكير الأساسي الصحي السليم فيحل محله، ويحتل الذهن مانعا من كل تركيز أو تفكير إلا عن موضوعه، فأيهما الذي لديك يا ابنتي الكريمة!
أرى أنه في غياب معرفة حقيقية بتاريخنا وحضارتنا ولغتنا العربية، وكذالك بضعف معلوماتنا عن حاضرنا في أقطارنا وفي مهجرنا فإنه من الوارد بل والشائع أن يحصل لبعضنا هذه الحالة من الوله- أي الحب الشديد- عن بعد بثقافات وحضارات وبلدان وبشر نرى فيهم مالا نراه لدينا من نجاح وتحقيق، وإنجاز وتقدم، فتعشق ابنة أخرى الأمريكان، وقد أجبنا عليها في: من الآخر أريد أن أكون الآخر وأنت معجبة بكوريا تتعلمين لغتها، وتجمعين صورا عنها، ولبس عندي أية مشكلة مع من يريد أن يتواصل مع غيرنا، بل أنا ممن يشجعون مثل هذا التواصل والتفاعل الثقافي والحضاري، فهو التعارف الذي ذكره القرآن: "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".
وستجدين في أقطار مختلفة من العالم عشاق للحضارة المصرية القديمة، ويقرئون من الروايات، ويجمعون من المعلومات ما يذهل أحدنا، ويزيد على ما يعرفه عن بلده الأصلي أضعافا وأضعافا، ومعرفة الآخرين وثقافتهم هو اهتمام جيد وأحبه! وأقول: ليس لدي مشكلة مع هكذا اهتمام، ولكن إذا كانت هذه الفضيلة هي من النوافل، أو حتى فروض الكفاية على أحسن تقدير، فإن فرض العين، والواجب الأهم هو أن نعرف ذواتنا ولغتنا وتاريخنا، لأننا حتى لو أردنا أن نتواصل مع العالم من حولنا، أو نتبادل المعارف والمنافع فإن ذالك لن يحدث إلا بين طرفين لكل منهما شخصيته الثقافية والحضارية حتى يكون للتبادل محل ومعنى، فلماذا لا تجربي البحث عن ذاتك الحضارية، وتتواصلي بما تجدين مع الكوريين والكوريات؟!
تبقى نقطتان بمناسبة رسالتك سبق وأن تحدثت فيهما، ولكن لا بأس من الإعادة إن كان فيها إفادة:
الأولى: إن طبيعة المرحلة العمرية التي تمرين بها تكون مصحوبة باندفاع واستعمال عاطفي ونوع من التطرف في المشاعر، فإذا أحب المراهق فإنه يحب جدا جدا، وقد يكون هذا هو التفسير الأمثل لشدة تعلقك بما تحبين.
المسألة الثانية:أن النجاح الذي أحرزته ثقافات مثل الكورية والصينية واليابانية، وطبعا الأمريكية وغيرها في تقديم نفسها حتى يصل الإعجاب بنا إلى هذه الدرجات العالية، هذا أمر ينبغي أن نتعلم منه، ونحن أصلا نعاني من تشوه صورتنا فيعيون غيرنا، ونحتاج ونحتاج إلى تقديم ثقافتنا وذاتنا، وحضارتنا لغيرنا، ونحن لا نكاد نعرفها!!
فهل نتعلم منهم أيضا فن التقديم بالصور والألوان الزاهية، والملابس وأنماط وأشكال العيش والحياة، والفنون اليدوية، والمفردات والممارسات الجذابة؟! ولنتذكر أننا سنعرف أنفسنا أكثر لو تواصلنا مع الآخرين، وبالعكس... أهلا بك دائما.
ويتبع:>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> في حب كوريا: المستشارة ابنة المستشار مشاركة