السادة مستشاري الموقع.. أتوجه بخالص شكري وتقديري إلى مساعيكم الجادة نحو خلق بيئة خصبة للتخاطب والاستفادة والتعلم.. وهذه ثالث مشاركة ليه عندكم نظرا لضيق الوقت عندي ولكن أخذت أتقلب مشاكل القراء سريعا إلى أن جذبتني هذه المشكلة القليلة الأسطر البسيطة.. الغنية في مضمونها. ولكم كنت أتشوق وأتلهف أن أتحدث وتتناولون ذلك الموضوع على صفحاتكم.. ولكم أتمنى أن يخصص قسم وباب خاص لمساندة الشباب والشابات في التخطيط لحياتهم وبناء فرد صالح..
ربما يعتقد القارئ البسيط أني أبالغ في أمنيتي هذه ولكني أؤكد وعن تجربة أننا كشباب عربي نحتاج وبشدة إلى من يخطط لنا ويفكر معنا خطوة بخطوة بل ويعلمنا كيف نخطط لحيواتنا حتى نصنع من أنفسنا أفرادا ناجحين.. قادرين على التبادل والتفاعل بإيجابية مع المجتمع.. قادرين على الإنتاج.. بنائين..
كم أنا حزين على ما أرى حال شبابنا فيه هذه الأيام وكم يزداد حزني حينما أشعر أن ذلك التيه والتخبط وفقدان الكيان إنما سببه عدم وجود قدوة وأساس للتعلم والتخطيط والتوجيه.. طاقات تهدر.. وعقول تضمر هذا إن لم تنتهي بتحولها إلى عامل سلبي يهدم في المجتمع.. ولست أُحمل أي جهة سياسية تبعة ذلك.. كل الجهات مسئولة ومشتركة فيما نحن فيه.. لقد سافرت بلدان أخرى ورأيت بعيني مجتمعات أكثر فقرا منا ورغم ذلك أقل ما يقال أنهم أفراد بناءون منتجون، على الأقل يؤدي الفرد منهم الحد الأدنى من دوره كإنسان منتج لنفسه ولأسرته ثم لمجتمعه ككل..
صدقوني ما تفعلونه من توجيه للشباب شيء جميل ومثمر إن شاء الله ولكن نحتاج أيضا إلى تطوير أكثر في أدائنا كموجهين- ولا أقصد أني منكم- أتمنى فعلا أن يتم عمل قسم خاص بإدارة طموحات الشباب وتفعيلها ويتم تطويره بين الحين والحين.. أتمنى أن يسع صدركم حديثي هذا وما سأقوله إسنادا لوجهة نظري:
بحكم طبيعة عملي مر علي كثير من الموظفين مصرين أو عرب أو أجانب بصفة عامة وفي بلدان خارج مصر وكانوا تحت إدارتي.. بصفة عامة كنت أحاول المقارنة بين سلوكيات المصريين والعرب الآخرين والأجانب أيضا ولكم كنت أجد الفارق الكبير بينهم والذي يبدأ من انتماء الموظف للعمل والنابع من إحساسه بنفسه في العمل والذي لم يفرض عليه.. أعتقد بدون الإطالة في تلك النقطة فهي ستكون واضحة للجميع،..... كان دائما يتأكد لي أن الإنسان المصري يعيش بدون هدف.. بل ربما لم يخطر بباله إطلاقا أنه لابد وأن يكون له هدف حتى يحقق النجاح!
الكثير من الشباب كان يفاجأ حينما أتحدث معه وأسأله هل لديك هدف؟ الغالبية تجيب بنعم ثم أخوض الحوار معه تفصيلا وأكتشف أنه إما كانت إجابته إجابة حفظا لماء الوجه أو أنه يملك هدفا وهميا.. ربما لأنهم يعتقدون أن كلمة الهدف هذه تعني شيء خيالي لا يمكن تحقيقه بالتالي يصنعون لأنفسهم هدف ليس له علاقة بواقعهم وإمكانياتهم تماما وبالتالي يعتبر في النهاية يعيش بدون هدف.
منهم الكثير أيضا من لا يعرف قدر وجود هدف في حياته ولا يتخيل كيف ستكون حياته إذا عاش بهدف وخطط إلى هدفه بصورة منظمة.. في نهاية حديثي معهم كنت أرى علامات انبهار وحماس في أعينهم مما أكد لي أنهم مفتقدون للتوجيه..
ربما لأنهم جيل لا يهوى القراءة بالتالي لا يتمتعون بقدر كبير من خصوبة الخيال والقدرة على الوصول لحقائق مثل هذه ولكن نعترف بأنه أصبح واقعا..... فعلينا أن نجد حلولا بديلة لتخصيب خيالهم بالقدر الكافي القادر علي إعانتهم لكي يصبحوا أفراد منتجين، معادلة النجاح التي دائما أكررها لنفسي ولغيري، النجاح = هدف + طموح + إرادة + مثل أعلى.
حينما يفشل أحد الموظفين بالشركة في تحقيق النجاح في عمله كنت أسأله.. هل أنت راضي عن نفسك؟ هل ترى أنك فعلت كل ما عليك.. كان يقول "نعم" أعود وأسأله إذاً من أين الفشل.. يجيب الظروف ووووو.. ثم أعود وأقول له هل تحب مهنتك هذه.. كان يجيب بنعم.. فأسأله وبسرعة هل لديك مثل أعلى؟ يجيب لا.. فأقول له إذاً لا تحب مهنتك وهي مفروضة عليك.. وكان لا يعارضني.
وفي النهاية أقول له ولأي شخص مكانه.. ليس لديك المثل الأعلى أي لا ترى صورة للنجاح ولا ترى طريقا يسلكه الآخرون للنجاح ولا ترى كيف تكون العقبات ولا ترى حتى ما ثمرة النجاح في شخص آخر.. إذاً فأنت لا تملك المعايير التي تجعلك قادرا على الحكم على نفسك إن كنت أديت واجبك أم لا.. أعتقد أنه لا يمكن لأي إنسان أن يجادلني في ذلك.
إن وجدت شاب يريد النجاح فغالبا ما يمتلك جزءًا من المعادلة والآخر لا يعرفه بالتالي لا تكتمل مقومات وعناصر النجاح لديه وأنا موقن بأنه لو فقدت المعادلة جزءا واحدا من أجزائها فالنهاية فشل..
الحياة صعبة والنجاح صعب والمنافسة قوية جدا وتحتاج إلى إعداد نفسي وإعداد بدني وإعداد عقلي والأهم من كل ذلك إن يكون إعدادا منظما وإعمال الفكر والعقل فيه هو الجزء الأكبر المحرك كل جزء من أجزاء المعادلة يحتاج إلى معلم وموجه يدير الشباب.. هي عبارة عن مراحل وقرارات يجب أن تؤخذ بعد دراسة متأنية للنفس مثلا الهدف.. معظم الشباب لا يعرفون من أنفسهم إلا ظواهر الأمور وهذا هو الفارق الكبير بيننا وبين الغربيين.. فهناك هم يهتمون بالأطفال ويوجهون طاقاتهم نجو اكتشاف بواطن أمورهم.. شيء الطفل غير قادر على اكتشافه بنفسه ويحتاج إلى مساعد له ولذلك نجدهم ذوى كيان..
للأسف.. كل هذا يحتاج من شبابنا خصوبة خيال لإدراكه ولكن لا تأتي من فراغ إنما بالقراءة.. قراءة تعني فكر جديد تعني مجموعة من الآراء المستخلصة تعني تكوين شخصي جديد تعني أيدلوجية للحياة منظمة.. أين نحن من ذلك؟؟
سافرت إلى الصين.. وجدت أن للبنت دورا كبيرا جدا في المجتمع.. حتى في أكثر المناطق فقرا.. هي فقيرة ماديا ولكن غنية بفكرها وثقافتها.. أولا بقراءتها ثانيا مساحة الحرية في حياتها تجعلها قادرة علي تكوين شخصية مكتملة أما الفتاة المصرية.. فمن أين تبني شخصية ذات كيان ليها؟؟ فلا ثقافة ولا قراءة ولا حرية.. علما بأنها إذا أرادت أن تصنع ما شاءت وهي مقيدة فستصنع ما يحلو لها إذاً في النهاية فهي محبوسة داخل قفص رجعي من الأفكار التي تؤمن بأن التربية هي أساس السلوك القويم.. علما بأن التربية إن حالت دون سقوطها مرة أو اثنتين فلن تحول للمرة الثالثة.. إنما الدافع وراء صمودها هو الثقافة..
فلا جدال بأن الفكر والثقافة يحملان خلفهما الروح والإخلاص والوفاء ولا جدال بأن الثقافة هي الجزء الأكبر والاهم في التربية وإنني أرى أن الإخلاص والوفاء الذي دافعه الفكر والثقافة لا تستطيع الفتاة أن تقنع نفسها بنسيان أيهم أو نكرانه.
لا أود أن أطيل أو أخوض في مواضيع أخرى قد تجعلني أحيد عن هدفي من مراسلتكم.. نريد شباب منتج.. نريد شباب يعرف نفسه.. نريد شباب يعرف طاقاته وإمكانياته.. نريد شباب ينجح.. ولكن الجو العام سواء الدراسي أو السياسي أو الاقتصادي يعوقهم تماما.. إذاً نريد حل.. نريد عوامل خارجية مساعدة متمثلة في أناس يفهمون ويقدرون ذلك.. يمدون لهم يد العون في صورة عمليه.
قسم خاص يعد إعداد نموذجي يسمح لأي شاب أو شابه بالاشتراك فيه بملء استمارة تعد من قبل متخصصين بالتعاون.. تكون قادرة علي تحليل شخصيته وحياته.. ويتم مساعدتهم في الوصول إلى أنفسهم وقدراتهم ويتم التخطيط لهم في حياتهم ورسم خريطة نجاح لهم ومتابعتهم من خلال تواصلهم معكم إلى أن يصبحوا أعضاء فعالين.. صدقوني أنا جربت ذلك مع بعض الشباب ولمست نجاحا والحمد لله وأشعر بأنها لابد أن تكن رسالة لكل إنسان قادر.. فلنكن أداة لصناعة الحياة.
أشكركم كثيرا على رحابة صدركم لي
ويفعل الله ما فيه الخير.
1/6/2006
رد المستشار
أهلاً وسهلاً بك صديق لموقعنا مجانين، فهذه مشاركة ثالثة منك أسعدني لأنها تنم على متابعتك واهتمامك المستمر، وعلى أن هناك شباب صاعد واعد يشخص مشكلات المجتمع ويدعونا جميعا كقراء ومستشارين أن نعمل على علاجها، فمشاركتك الرائع توضح أن هناك مشكلات بعينها قد تكون أكثر انتشاراً من غيرها وتحتاج إلى بذل جهد من جانبنا لزيادة الوعي فيما يتعلق بالوقاية والعلاج، ومن أهمها هي المشكلة التي تشاركنا برأيك فيها والتي نشرت بعنوان عدم القدرة على أخد القرارات وقد عرضت رأيك في أسباب المشكلة بشكل ممتاز وحللتها إلى نقاط فرعية أتفق معك عليها ولا تحتاج إلى إضافة من جانبي.
أحب أن أعلق على معنى ذكرته يدور حول أن الشباب في حاجة إلى من يخطط له، فهذا صحيح فيما يتعلق بالحكومات ومؤسسات المجتمع المدني والمفكرين والعلماء، فلا بد أن يكون لكل دولة مجموعة خطط لتشغيل الشباب والمحافظة على صحتهم الجسمية والنفسية ومن ثم الوصول إلى التنمية، ولكن علينا نحن الشباب أيضاً أن نخطط لحياتنا!
وقد نشر د.صلاح الراشد مادة علمية على هيئة (أو شرائط فيديو) بعنوان كيف تخطط لحياتك وهو مفيد للغاية، ويشير إلى أهمية التخطيط لحياتنا في المجالات المختلفة!! فما الذي تطمح إليه –أيها الشاب أو الفتاة- على المستوى الاجتماعي والعلاقات بالآخرين، وماذا تتمنى أن يكون مستواك العلمي؟ هل فكرت في تنمية الجانب الروحاني لديك؟ ما العمل الذي تتمنى أن تعمل به؟ هل فكرت كيفية التخطيط لمشروع صغير يدر عليك دخلاً؟.... وهكذا يشرح بسلاسة وأمثلة وتطبيقات عملية كيفية التخطيط والتنفيذ... فالتغيير يبدأ من الداخل.
عنواننا مطلوب مراسلين لمجانين... أعتقد يا سيد أسامة أنه من خلال خبراتك في عملك وأسفارك يبدو أنك قابلت نماذج ناجحة من الشباب، أرجو أن تمدنا بمجموعة مقالات حول هؤلاء الشباب، لقد وضعت معادلة للنجاح... فكيف حققها كل منهم؟ وكيف تغلب كل منهم على العقبات التي واجهته؟ هل شعر فترة بالإحباط؟ وهل كان نجاحه سهل؟ هل فشل عدة مرات قبل أن يحقق أهدافه؟ وكيف وضع لنفسه أهداف أصلاً؟
هذه الأسئلة وغيرها يمكن أن يكتب فيها زوار الصفحة مجموعة من المقالات المتنوعة إضافة إلى خبراتهم الشخصية ولتكن سلسلة مشاركات جديدة –من كل أنحاء العالم العربي- على موقعنا، نفكر معاً في عنوان لهذا السلسلة كأن يكون: كيف تخطط لحياتك، أو شباب ناجح، أو غير ذلك من العناوين الجذابة... لنبدأ بمشاركة رابعة منك لصفحتنا، فأنت –ما شاء الله- أصبحت مدير ماليا وعمرك 28!!
ولتكن مشاركتك القادمة عن نجاحك هي الشرارة الأولى لتطوير صفحتنا نحو مساعدة الشباب الذين تخطوا مشكلاتهم التي قمنا بالرد عليها، وأيضاً كي ينضم لنا زوار جدد من المتفوقين الناجحين النابغين في حياتهم أو أحد مجالات حياتهم، وينضم لنا أيضاً كل من يرغب أن بتعلم كيف يحدد أهدافه وكيف يتغلب أو يتكيف مع أحداث الحياة الضاغطة ومع العقبات التي يمر بها، ولتكن كتاباتنا جميعاً في ميزان حسناتك بإذن الله، جزاكم الله خيراً.
ويتبع >>>>>>>>>>: مطلوب مراسلين لمجانين م