السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب من الجزائر عمري ثلاثة وثلاثين سنة أعمل وحالتي المادية متيسرة والحمد لله متزوج ولي طفل في السنة من عمره. مشكلتي بدأت مباشرة بعد زواجي إذ أصبحت أشك في عذرية زوجتي لأني لم أرَ نزول الدم أثناء الجماع الأول إلا حوالي قطرة واحدة اختلطت بمادة لزجة صبيحة اليوم الثاني من الزفاف، ولأني اكتشفت أن فرجها عريض بعض الشيء بالنسبة لعضوي أكرمكم الله.......
الأمر الذي قلل من المتعة مما جعلني أعيش التعاسة في كثير من الأحيان، وراودني الكثير من الشكوك خلال سنتين كاملتين أعطتني الرغبة الكبيرة في التطليق أو الزواج من أخرى. أما الآن وبعد الاطلاع والاستفسار فقد زالت الشكوك لكن آثارها مازالت تراودني.
أما زوجتي فقد أصيبت بالنحافة وقد ازداد ذلك بعد الولادة ولم نجد لها حلا رغم استشارة الكثير من الأطباء، أحيانا يكون عندها أوجاع في الصدر وضيق في التنفس، والمعدة أيضا... وبعد مراجعة الأطباء لا نجد أي شيء يدل على المرض. كما أصبحت كثيرة العناد وعدم الاعتراف بالخطأ وكثيرة الجدال من أجل الجدال، وتكرار مخالفة الأوامر وأصبحت أضربها ضربا مبرحا يوشك بها على الموت دون جدوى هل هذا سحر أم ماذا؟
أفيدونا بارك الله فيكم
وجزاكم عنا كل خير.
9/6/2006
رد المستشار
الأخ العزيز أحمد أهلا وسهلا بك، وشكرا على ثقتك، وصلتني رسالتك من غير الطريق الصحيح لاستشارات مجانين، ووجدت في نصها ما يستلزم كثيرا من الكلام السليم لتصحيح المفاهيم التي ما يزال وجودها بين كثيرين صادما وأليما، ولذلك قررت الاشتباك مع نص رسالتك هذه وعرضها على الموقع لأنها تمثل جزءا كبيرا من واقعنا الفكري المعاصر كأزواج مسلمين لزوجات نتمتع بالقوامة عليهن، رغم أننا في كثير من الأحيان لا نحسن الإحساس بهن ولا فهمهن ولا المعرفة عنهن! نقصر بحق في إيفاء القوامة حقها، وفي نفس الوقت لا نكاد نسمح لهن هن حتى بالقيام بما نقصر فيه تخيل أن ما أقوله حقيقة؟؟؟ وأن ما ذكرته أنت في سطورك هذه مثالٌ صارخ على ذلك؟؟
لم تكن أنت تعرف أن قطرة دم واحدة اختلطت بمادة لزجة تعني أن زوجتك بكر... واحتجت سنتين لتعرف يا سلام يا أخي!، الحمد لله أنك عرفت! وليست هذه هي الحكاية كلها بل أنت وجدت فرجها عريضا بالنسبة لذكرك فعزز ذلك من شكوكك واحتجت أيضًا سنتين لتتخلص جزئيا من تلك المشكلة التي جعلتك تعيسا من الناحية الجنسية -على الأقل!!- حتى أنك فكرت في تطليقها أو الزواج بأخرى، فهل كان ذلك كله وأنت تعاملها كعروس اخترتها وأخذتها من بيت أهلها لتكون زوجا قواما؟ بالطبع لا مع الأسف، فلابد أنك سقيتها العلقم الأمرّ وأطعمتها الحنظل باتهامك وسخريتك وإعلانك عن عدم استمتاعك وعدم اكتفائك فضلا عن شكوكك التي ما تزال تعاودك!
الحمد لله أحسب أن جزءًا كبيرا من ذلك انتهى حسب إفادتك!، وأنك عرفت الآن أنك كنت مخطئا في ظنونك وشكوكك لأنك ببساطة لم تكن تعرف! وأن معلوماتك عن كيف تكونُ البكارة وكيف يكون الجنس كانت مبنية على تخيلات بعينها الله أعلم بأساسها من أين جئت به وأنك أردت أن تطبق ذلك النموذج المتخيل على الزوجة، هل عرفت فعلا أنك كنت مخطئا؟ أم أنني أتوهم ذلك أو لا أستطيع تخيل أنك ما زلت لم تعرف؟؟
تقول بعد ذلك ما معناه أن المشكلة الحالية هي زوجتك نفسها التي أصيبت بالنحافة خاصة بعد الولادة –الحمد لله أنها تحملت حتى وضعت حملها- وأنها كثيرا ما تصاب بأعراض أمراض جسدية متعددة وأن الأطباء لا يجدون بها أمراضا عضوية أو تفسيرات عضوية لأعراضها، كذلك هي تغيرت جدا معك وأصبحت (كثيرة العناد وعدم الاعتراف بالخطأ وكثيرة الجدال من أجل الجدال، وتكرر مخالفة الأوامر)، وأنا أسألك صادقا ألا ترى علاقة لما كنت تعيشه أنت بما يحدث لها؟؟ هل تفترض أنها لا تعي ولا تحس؟؟ ألا تستطيع تقمص مشاعرها هي ولو في الخيال!
ما تعاني منه زوجتك يا أخي هو على أغلب الظن اضطراب الاكتئاب الجسيم، وأما الأعراض الجسدية التي لا يجد لها الأطباء تفسيرا عضويا فهي أعراض الاكتئاب الجسدية، وأما زيادة المشكلات بعد الولادة فأمرٌ طبيعي لأسباب متعددة منها أن قابلية المرأة بوجه عام للاكتئاب تكونُ أعلى بعد الولادة.
إذن فالمطلوب هو أن تأخذ زوجتك إلى أقرب طبيب نفسي ليصف لها ما يناسبها من طرق علاج الاكتئاب، ولو أنها مريضتي فقد أنصح بـالعلاج الكهربي للاكتئاب إذا ما تأكدت من أنها تعاني اكتئابا جسيما من الدرجة الشديدة أدى إلى نحولها الشديد بالشكل الذي يستدعي ذلك، ثم أتبع ذلك بالعلاج العقَّاري والعلاج المعرفي السلوكي، معنى هذا أن زوجتك يا أخي الفاضل تحتاج إلى علاج لا فقط لأعراض الاكتئاب الموجودة والتي ستزول سريعا بإذن الله بالعلاج، ولكنها أيضًا ستحتاج بعد ذلك إلى جلسات علاج معرفي لترميم ما أحدثت من شروخ في مشاعرها وأفكارها.
أما أنت فأحسب أنك بحاجة لقراءة كثير عن مفهوم القوامة، وما هي واجباتك تجاه الزوجة قبل حقوقك عليها، فأنا بصدق أراك تحاسبها ولا تحاسب نفسك ولا ترى هول ما فعلته أنت على مدى سنتين بنفس الوضوح الذي ترى به مرضها هي هداك الله، وأحسب أن قراءة كثيرٍ مما كتبناه على مجانين وغيرها من قبل ستفيدك في هذا الموضوع،
أهلا بك وتابعنا بأخبارها الطيبة.