السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي أني دائما خجولة ومنعزلة وكثيرة البكاء في المدرسة مع إن نفسي أصاحب واحدة زميلتي لكن أخاف الاقتراب منها رغم أنها حاولت معي كي أصاحبها لكن أنا رفضت
وهذه المشكلة منذ ثلاثة أعوام ومستمرة حتى الآن وتزداد أكثر
فما الحل؟
13/6/2006
رد المستشار
صغيرتي العزيزة أهلا وسهلا بك، وشكراً على ثقتك بصفحتنا استشارات مجانين، لم تبيني لنا في إفادتك هل الخجل والانعزال، وكثرة البكاء والخوفُ من إقامة علاقة حميمةٍ، وهي الأعراض التي تشتكين منها، لم تبيني هل ظهرت مرةً واحدةً أم بالتدريج مثلا؟؟؟
أي لم تبيني التدرج في ظهور الأعراض عليك، ولا الأفكار المصاحبة لها بشكلٍ كافٍ وهذا أمرٌ مهم، لأننا لا نستطيع تسمية هذه الحالة في عمرك هذا إلا باضطراب عسر المزاج مبكر البداية، وهو اضطراب مزمن في صورة أعراض اكتئاب خفيفة يمكنُ التعايش معها ولكن دون قدرةٍ على الاستمتاع الحقيقي بالحياة، ويحتاج الطبيب النفسي على الأقل لسنتين من استمرار أعراضه على المريض لكي يستطيع تشخيصه، وهذا يعني أنه مرضٌ يعيشُ مع الإنسان وكأنه هو الإنسان نفسه، ولا يراه الكل بين الأطباء النفسيين على أنه مرض، فبعضهم حين يواجه أعراضه في مريض يعتبرها دلعا وإن احتاج إلى علاج، وبعضهم يرى فيها سمات شخصية ربما احتاجت إلى علاج معرفي سلوكي.
لكنه في أحيان كثيرةٍ تزيدُ حدة الاكتئاب فيه لتصل إلى حدود تسمح بتشخيص نوبة اكتئاب جسيم، ويشخص بالاكتئاب المضاعف، للتعبير عن مدى الخطورة التي يحملها على حياة المريض.
نقطة أخرى مهمة هي أن ما تستسلمين له أنت انطواء ووحدة في هذه السن الصغيرة أمرًا في غاية الخطورة على تكوين شخصيتك، فالتعامل مع الناس في العالم الخارجي مهمٌ لكل إنسان أيا كان عمره، لكن أهميته تزداد كلما كان الإنسان أصغر سنا ببساطة لأننا نتعلم من خلال التفاعل مع الآخرين.
ولعل أكثر ما يقلقني هو قولك في آخر إفادتك (وهذه المشكلة منذ ثلاثة أعوام ومستمرة حتى الآن وتزداد أكثر فما الحل؟)، إذن فأنت مذنبةٌ في حق نفسك إن لم تحاولي العلاج من ما أنت فيه من معاناة قد يتولد عنها ما لا تحمد عقباه،
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك.