يدعي المازوخية ويحاول الإيقاع بمعبودته
السلام عليكم
R03; أنا صاحبة مشكلة "يدعي المازوخية ويحاول الإيقاع بمعبودته!" والتي قام الدكتور وائل أبو هندي بالرد عليها، ولا يسعني الشكر لإيفائك حقك لردك القيم... ولكن أجد أني أود أن أتابع معك فقد وضح ردك بعض الأمور لي... ولكن هناك بعض الأمور التي لم أذكرها صراحة وهذا خطأي مما لم يجعل الصورة واضحة.
بداية هو لم يصرح أو حتى يلمح عن علاقته بزوجته وما هي مشاكلها كما لم يصرح أنه يعاني من الاضطراب الجنسي ولكن هذا ما استنتجته بعد أن اطلعت على المشاكل المشابهة المعروضة سواء على صفحة مشاكل وحلول للشباب بموقع إسلام أون لاين أو صفحة استشارات مجانين على موقعكم هذا.
أما عن تأثيره علي... فربما بداية كنت واقعة تحت مثل ذلك التأثير لأنني لم أكن أعلم أنه متزوج وكنت أعتقد أن هذه المشاعر لابد لها أن تترجم إلى واقع... وأرجو أن لا يفهم أني لأنني وصلت إلى هذا العمر فأنا بانتظار أي شخص لأوافق عليه زوجا... ولكن هو من استطاع أن ينال إعجابي ويلفت انتباهي بنجاحه وشخصيته ومركزه بالإضافة إلي التزامه بالدين...
على الجانب الآخر وبالرغم من قلة خبرتي في هذه الناحية بالرجال إلا أنني أمتلك الشخصية القوية والقدرة على إيقاف أي رجل إذا أراد أن يتمادى متناسية كل عواطفي لأن هذا ما لا أقبل به. لك كل الحق أن تسأل ما معنى وجود مثل تلك العلاقة؟
أود أن أوضح أنه بداية: العلاقة لم تستمر طويلا ومنذ عدة أشهر شبه لا اتصال... لم يملأ مكانه أحد ولا أعتقد أن هذا سيحصل بهذه السرعة... على كل هو عاود الاتصال ثانية وإن كنت ليس كسابق عهدي بلقائه ولا أريد للعلاقة أن تعود بأي صورة كانت إلا أنني بعد أن استوضحت الصورة -أقصد أنني استطعت أن أقدر أنه ربما يعاني الاضطراب الجنسي- حيث لم يذكر هو أي شيء عن ذلك أو عن طبيعة علاقته مع زوجته أو عن حرمانه فالعلاقة أسمى من أن اسمح له أو لغيره أن يحدثني عن مثل ذلك دون وجود رباط شرعي- كل ما هنالك أن تعبيره لي عن مشاعره في معظم الأحيان كانت في صورة عبد لي وأنني معبودته والذي لا أستسيغه، فكما قدرت لست سادية فأنا أحب في الرجل قوته والتي لمستها ولكن ليس بحبه أو مشاعره...
ما أريد الوصول إليه أني أكن له مشاعر صادقة لا يحرمها الدين ولا ينتج عنها أي خطأ إن شاء الله وأرغب أن أساعده لكي أراه سعيدا مع زوجته... لأنني لا أستطيع منحه هذه السعادة ولا أحب أن أراه غير سعيد. بارك الله بكم وربما هناك بعض الأمور لم أحسن توضيحها ولكن إجاباتكم فيها من الإثراء والفائدة الكثير... وشكرا
4/10/2003
رد المستشار
الأخت السائلة العزيزة، أهلا وسهلا بك وشكرًا على إطرائك للموقع وعلى متابعتك.
جاءت إفادتك الأخيرة تلك لكي توضح لنا كثيرًا من الأمور التي لم تكن واضحة من قبل، وبقدر ما غيرت فكرتنا عن ذلك الرجل، بقدر ما ثبتت فكرتنا عن مأزقك أنت وعن تحليلنا لموقفك فيما عدا افتراضنا الذي شككنا فيه منذ البداية ونفيته أنت في متابعتك وهو كونك ذات ميول سادية.
ولكي أفسر ما أقول فإنني أولاً سأتناول حالته هو، فنحن بناء على المعلومات التي تضمنتها إفادتك الأخيرة في المتابعة نجد أن تشخيصنا لحالته بأنها مازوخية هو تشخيص مشكوكٌ فيه تماما، لأننا لا نستطيع تشخيص أي من اضطرابات التفضيل الجنسي دون تصريح وتوضيح من صاحبها، ولا يمكن أن نحكم بوجود اضطراب تفضيل جنسي معين لدى شخص ما من مجرد أنه في حديثه يستخدم أسلوبا معينا، فربما يكونُ أثناء الممارسة الجنسية عكس ما يكونُ أثناء المغازلة أو حتى الكلام العادي (وكي لا تقولي لنا أنه لا يغازلك! فسوف أضع هنا جزءًا من إفادتك الأخيرة تقولين فيه: كل ما هنالك أن تعبيره لي عن مشاعره في معظم الأحيان كانت في صورة عبد لي وأنني معبودته والذي لا أستسيغه فكما قدرت لست سادية فأنا أحب في الرجل قوته والتي لمستها ولكن ليس بحبه أو مشاعره).
المهم هنا أن هذا رجل متزوج ولا أحد يعلم لا طبيعة ولا مدى حيوية علاقته بزوجته، ولا أحد يعلم أيضًا إن كان سعيدًا في حياته مع تلك الزوجة أم الأولاد والبنات التي لم يخبرك عنها، فقط هو يقول كما ذكرت في إفادتك الأولى أنه يعتبر نفسه أعزب Single، وهذا بالطبع لا يدل على شيء أكثر من أن لديه مكانا شاغرا قد يكون لك وقد يكون لغيرك المهم أنه مكان لمن توافق!
وأما عن التزامه بالدين أو بالواجبات الدينية كما ذكرت في الإفادتين فلا ندري في الواقع، كيف يستقيم ذلك مع محاولته إقامة علاقة ولو مجرد غزل صريح متعد الحدود خاصة من الناحية العقائدية؟ وكيف يستقيم وصفه لنفسه بأنه أعزب رغم كونه متزوجا ويعول مع شخصية المسلم المحترم الذي لا يكذب؟؟؟!!!
ونأتي بعد ذلك إليك أنت، فأنت بالفعل في مأزقٍ نسأل الله أن يعيننا في مساعدتك على الخلاص منه، وذلك أنك تحملين مشاعر راقية وطاهرة تجاه رجل متزوج، ويريد أن تكونَ له علاقة أخرى (لا ندري إن كان يريدها زواجا أم على الماشي !Take Away)، وأنت تريدين بسبب الحب البريء من جانبك تريدين مساعدته، وتقولين (ما أريد الوصول إليه أني أكن له مشاعر صادقة لا يحرمها الدين ولا ينتج عنها أي خطأ إن شاء الله وأرغب أن أساعده لكي أراه سعيدا مع زوجته... لأنني لا أستطيع منحه هذه السعادة ولا أحب أن أراه غير سعيد).
فنحن هنا لا نجد أمامنا إلا إعادة التذكير والتأكيد على ما ذكرناه مرارا في موضوع مشاعر الحب وحكمها، لنقول أن وجود مشاعر حب لدى الإنسان تجاه إنسان آخر أيا كان هو أمرٌ لا شيء فيه لأن أحكام الشرع تتعلق بأفعال المكلفين الإرادية، والحب فعل لا إرادي فلا ينطبق عليه الكلام، لكن السلوكيات التي تنبني على ذلك الحب لا يصح إلا أن تكونَ داخل الإطار الشرعي، وأحيلك هنا إلى إجابة سابقة على صفحتنا استشارات مجانين تحت عنوان: أحبيه لا عيب، ولكن ….
وأكررُ أن العلاقة بين الرجل والمرأة في الإطار العام مطلوبةٌ وضرورية، لكن تحركها من الإطار العام إلى الإطار الخاص (الذي يسمح له بمغازلتك على الأقل) هذا التحرك هو من السلوكيات التي يحاسبنا الله عليها لأنها سلوكيات إرادية، ولا يصح أن تكونَ إلا من خلال الإطار الشرعي وهو الزواج، معنى ذلك هو أنك إن كنت تحبين هذا الرجل فلا شيء في ذلك أحبيه كما تشائين، ولكن إذا أردت مساعدته وأن تريه سعيدًا فإن عليك أن تقبلي الزواج منه إن طلب منك ذلك، بغض النظر عن الظروف والملابسات فهذا أمرٌ يتعلق باختيارك الذي ستكونين مسؤولة عنه أمام نفسك وأمام الله، ولكن لا سبيل مشروعا أمامك لمساعدته إلا الزواج، وفي غير ذلك الإطار تكونين على شفا الوقوع في ما يغضب الله.
نرجو ألا تكونَ إجابتنا محبطةً لك أيتها الأخت العزيزة، ولكننا ما دمنا تحملنا مسؤولية الكلمة فإنها والله لحمل ثقيل ولا نستطيع التفريط فيه، وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك وشاركينا بآرائك.
ويتبع >>>>>>: يدعي المازوخية ويحاول الإيقاع بمعبودته! م1