لِمَ يشتم الموقع السعوديين؟ محصلش!
الدكتورة حنان طفش _أبعد الله عنكِ الطفش- مساءٌ كله خير، وشكرًا على ردّك الضافي، ولتسمحي لي ببعض الملحوظات:
- كنتُ طلبتُ عدم نشر أحد المقاطع، ولكنكم نشرتموه دون الرجوع إليّ أو استئذاني في ذلك.. سامحكم الله!
- طلبتِ مني التفصيل، وسأخصص هذا الرد لموقفكِ أنتِ يا دكتورة حنان، فأرجو أن تتقبلي ما في هذه الرسالة، ولاسيما أنكِ من رددتِ على موضوعي، كما أنكِ من رددتِ على موضوعات عدة في هذا الجانب.
- إنَّ الحميَّة التي أنكرها النبيّ صلى الله عليه وسلم هي الحميّة "الجاهليّة"، ورسالتي، ورسالة الأخت دلال على موضوع "عربي مسلم ...وبيشتم " التي اتهمتها أيضًا بالحميّة – هي حميّة محمودة؛ لأنّها تذبّ عن أهل هذا البلد هذه الاتهامات، وكما قلتُ: لو أنّ المرسل شتم المصريين أو السوريين أو التونسيين لأرسلت الرسالة نفسَها؛ لأن الظلم غير مقبول، وما لا نرضاه لأنفسنا لا نقبله لأشقائنا.. فهل يجب أن نسكت لنكون صالحين؟
قالت إحدى المرسلات من أرض الكنانة بشأن تلك الرسالة المزعومة الموجهة من آلان الذي كفر –حسب زعمه- لأنه جاء إلى السعودية: "من أنت لتلعن السعوديين؟ من أنت لتزعم أن المسلمين يزعمون أن الإسلام دين السلام والرحمة؟" فأنكرتِ على المرسلة ذلك بقولك: إنَّ صيغة"من أنت التي كررتها بصيغة استهزاء في نقاشك مع آلان وأقول لك أنه إنسان مساوٍ لنا في القيمة البشرية لا فضل لنا عليه" هذا جميل لو كان هذا منهجك يا دكتورة، لكنك لم تفعلي ذلك مع ذلك المسلم الغاضب الذي قلتِ إنه يشتم، ونحن جميعًا لا نرى رأيه فقلت له " فمن تكون أنت لتشكك في إسلامنا؟؟" يا سبحان الله! هل أصبحت هذه الصيغة حلالاً؟ ألا يستحق من يطفئ غضبه، ويعيد إليه إدراكه الذي غاب عنه في سَوْرة الغضب؟
قال أحد المرسلين من أرض الكنانة أيضًا –أي أنها ليست حميّة حسب تصنيفك- "إن المسلم الغاضب أولى بالحلم من ذلك الكاذب آلان "وأجبتِ بأنّك"رأفة به يوم الحساب -أي بالمسلم الغاضب- حاولت أن أنهاه عن ظلمه لنا "..وأقولُ: هل ما نفعله بالذبّ عن أعراض شعب مسلم يُشتم في موقعكم حميّة جاهليّة مذمومة، وشتمكِ لمن "ظلمك" أو "انتقدكِ" نهي عن الظلم، أتفهم يا دكتورة غضبك من أولئك النسوة السعوديات اللاتي لم يفسحن لكِ المكان في الحرم، وأعلم أنك قد ترين السعودية بعض الأمور الحميدة، ولكن ثمة تحامل على السعوديين..
وأنا لا أتهمكم بالتحامل عمدًا، أو من بين ثنايا المقالات، ولكني أتهمكم بأنكم تجيزون مقالات لا يجب أن تجاز، فهل يقبل موقعكم أن ينشر من يقول "وقد فعلت وذهبت إلى هذه البلاد الملعون أهلها" أي السعودية، أو من يقول "فالسعودية أطهر بلد وأقذر شعب فهم قوم لوط وليسم بقوم محمد أول شعب يأخذ نوبل كجائزة له في انتهاك أعراض الأطفال أتنكر هذا أتنكر أن اللواطين يفوقون أعداد الشواذ في أوربا".
هل تريدين مني أن أقبل نشركم هذا الكلام، وحلمكم عليهم، وغضبكم ممن أنكر عليكم ذلك –من غير السعودية- مع غضبكم الشديد من الرجل الذي أخرجه غضبه عن مجال الإدراك، وغضبكِ مني لأني طالبت بالإنصاف؟
عندما مثّلت لكِ بمن يشتم مصر قلتِ "فليشتم الشعب العريق المعطاء من يشتم ولكنه لن يغير حقيقة ما له من دور رائد في ثقافة الأمة العربية قديما وحديثا ولن يكون العالم أحمد زويل الذي نال جائزة نوبل في العلوم آخرهم إن شاء الله ماذا قد نقول في حق شعب أنجبه وغيره في سنوات الجدب العربي!! لن تنقصهم شتيمة فهم راسخون بأفعالهم منشغلون عن سفه القول بالعمل".
وهذا كلام رائع يستحقه هذا الشعب، ولكن لِمَ لم تقولي مثله عن ذلك الشعب الذي لم نقرأ عنه إلا أنه "ملعون أهله" "وهم قوم لوط" و "أقذر شعب" لم لم تذبي عن ذلك العرض الذي انتُهك في قلتِ للأخ رأفت عبد الله الذي ردّ على رسالتي "أشكر يا أخي مشاركتك مع تذكيري بأن من ذب(دافع)عن عرض أخيه ذب الله عنه النار يوم القيامة" وأنا أقول: يا أختي الكريمة: أنا لم أخض في عرضك حتى تحتاجي إلى من يذبّ عنه!
أنا أناقشكم في منهجية عملكم في هذا الموقع، وأبيّن رأيي الذي يتمثّل في أنكم تخطئون بنشر بعض الموضوعات. فإن كنتِ تعتقدين أنني أخوض في عرضك؛ فسأتوقف عن هذا النقاش حتى لو أحسسنا بالقهر.
أما عن قولك عن تجاهلنا لزنا المحارم وعدم إدراكنا لمدى خطورته؛ فأقول: إن زنا المحارم موجود ولم أنكره، وقد قُتل يحيى عليه السلام لأنه أنكر على الملك أن يتزوج ابنة أخيه، وفي التاريخ مئات القصص، وتشير الدراسات الحديثة إلى تفشي هذه الظاهرة حتى في المجتمعات الإسلامية، وكل ما فعلته –وأرجو أن تعودوا إلى رسالتي- هو نقد المنهج الذي تعالجون من خلاله هذه الأمور؛ فليس السبيل الصحيح لعلاجها أن تفتحوا الباب لمحبي القصص الجنسية لينشروا في هذا الموقع، ويحملوا لنا غثاء القصص الجنسية، وهي مشكلة ناقشتها وسائل الإعلام كثيرًا.. أتمنى أن تدرسوا هذه الظاهرة دراسة مستفيضة، وتبينوا الأسباب والدوافع، وتوضحوا طرق تجنب هذه الأمور..دون أن يفتح الباب على مصراعيه لبعض المراهقين لتمرير خيالاتهم وقصصهم الجنسية.
- قلتِ في موضوع الشاب الذي زنى بأخته في قصة روى تفاصيلها الجنسية، ثم بيّن أنّه كان يكذب إنك لا تدرين:أي الروايتين حقيقة:هل هي القصة أو إنكاره القصة، وأقول إن كاتب القصة استدرك وقال: "وأقسم بالله العظيم أن كل ما ذكرته فيها هو كذب وتأليف من بعض المواقع الجنسية والقصص الخيالية التي قرأتها في أحد المواقع..." وقد وضَح أنَّه مراهق وقع ضحيّة لشهوة أسكرته.. فكيف تصدقونه عندما يكذب، وتتشكون في صدقه عندما يصدق؟ وكما قلتُ: لو ناقشتم: لِم يكذب هؤلاء؟ فسأشكركم.
أرسلت إحدى الأخوات"***" من أرض الكنانة رأيها في الموضوع، وقالت كلامًا منطقيًّا منصفًا، على الرغم من تعرض شقيقها لحادث اغتصاب في مكة وفي رمضان، وأتمنى من الله أن يقتصَّ من الجاني، وأعود لأقول وأكرر إن السعودية ليسوا ملائكة، ولكنهم ليسوا شياطين.. لا أعترض على من يناقش مشكلاتنا أو يبيّن مكامن الخلل عندنا، فنحن مثل كل بلاد العالم، ولكنني أعترض على أولئك المسكونين بكره هذا البلد وأهله ممن يتصورون أننا نعيش في وحل، وهم أنفسهم يتصورون أن السعوديين أناس متكبرون، يغمطون الناس حقوقهم.. وهذا ما يزعج ويقض المضجع، وأكرر: لو وجهت هذه التهمة لغير السعودية فسأقول الكلام نفسه.
ثم إن مكة تحديدًا تمتلئ بغير السعوديين ولاسيما من الإخوة الأفارقة الذين حجوا وبقوا، ويمثّل هؤلاء وغيرهم تهديدًا أمنيًّا طالما نوقش، ويوجد في مكة الكثير من عصابات غسيل الأموال والتسول والسرقات، إضافة إلى حوادث الخطف والقتل –لا أقول إنها متفشية ولكنها موجودة، ولا أبرئ بهذه الكلمة السعوديين، فهم قد يكونون أعضاء في مثل هذه العصابات، مثَلُهم مَثَلُ بقية البشر.
قلتِ "ليس معنى أنك لم ترَ أو تجرّب شيئا -وذلك من نعم الله عليك التي عليك شكرها- أن الشيء غير موجود!!!" وأقول راجعي ما كتبت يا أختي الكريمة، أما الأخ رأفت عبد الله؛ فأشكر كلامه الرائع، وأنا أعترف أن السعوديين بشر يخطئون ويصيبون، وهذا ما قلته وسأظل أردده..
قلت: "أؤكد لك يا صديقي أننا هنا في مصر وفى كافة البلدان نسمع كثيرا من أهلينا وذوينا وأصحابنا الذين شرفوا بالسفر إلى السعودية حتى وإن كان في مواسم الحج والعمرة عن قصص كثيرة مما ترفض أنت أن تعترف به وهذا أمر طبيعي وموجود في كل بلد عربي كان أو غربي.." وقلت: "لقد ناقشت هذا الأمر بالأمس مع صديق سعودي أبا عن جد ولقد اعترف لي بذلك وقص عليا بعضا مما رأى من هذا الشذوذ بين أقرانه بالفصل وأثناء الدراسة".
أما صديقك السعودي؛ فقد يكون صادقًا. أما إن قال إنه أمر منتشر، فاسمح لي أن أقول إنه كاذب، وهو أمر مستحقر في السر والعلن، ووالله إننا نملك الجرأة لمواجهة هذه الأمور لو كانت صحيحة.
أما أنّ مصر تسوّق هذه التهمة ضد السعوديين فحاشا أن أقول ذلك، ولكنّي قلت إن بعض أجهزة الإعلام المصرية سوّقت هذه التهمة في وقت خلاف نشأ بسبب تلك القضية، حتى إن أحد الكاريكتيرات رسمت أحد المغادرين إلى الخليج وقد ألبس زوجته وابنه نقابين خوفًا عليهما!
وأخيرًا أقول: أما مصر؛ فتربطني بأهلها وبها علاقة لا يمكن أن يزايد عليها أحد، ونحن نكنّ لهذا البلد وأهله كلّ الحب، ولسنا إلا لبنة من جسد هذه الأمة التي أعزّها الله بالإسلام.. ووالله إنني كما أكره أن يُشتم بلدي أكره أن يشتم أي بلد مسلم، بل لا أريد أن يُشتم أي بلد أو شعب بدون وجه حق..
وأتمنى أن يبقى الودّ ما بقي الخصامُ
11/7/2006
رد المستشار
السلام عليكم
ويسعد عمرك كله يا سيد عمرأنه طقش لا طفش – تكسير لا زهق- أما كيف جمع أهلي الحنان والكسر فتلك حكاية أخرى!!
تعيب علينا أمران وهما منهجيتنا كموقع يتبنى منحى الواقعية والتفهم وتقبل ما يقوله الناس ويطرحونه من مواضيع وما تعتقد انه موقف منحاز لبعض البلاد على حساب أخرى.
وللأسف رغم كرهي للخصام إلا أن العلم يقول أن الأمم التي لا تختلف لا تتطور فالعيب ليس في ذات الخلاف والاختلاف بل في طريقة إدارته ودرجة تقبله وأنا شخصيا بالنيابة عن الموقع أتقبل اختلافك معنا في البعدين معا لاحظ أن كلمة اختلافك معنا تشير إلى أنني أرى غير ما ترى وإن كان للموقع مؤسس يمكنه الدفاع عن منهجه أكثر مني.
سأناقش بعض ما ورد في رسالتك فهي ملغومة.
ما زلت يا سيد عمر بعيد عن التقاط خيط أفكاري, أنا مع الغيرة ولكن على الإسلام والبعض يرى فيها نوعا من الحمية فأنا مع الانحياز التام لكن لما يستحق الانحياز. أخي من البداية غيرتي موجهة نحو الدين لا البلد أنا أبغض تقسيم سايكس بيكو لنا وتصديقنا لهذا التقسيم إن ما يجمعنا أعمق وأكثر أهمية مما يفرقنا على الأقل من وجهة نظري.
تقول أن موقعنا سمح بشتم السعودية مرات ومرات ولقد ذكرت من البداية في أول استشارة مقابل خبرتك السيئة التي لا أملك علي صدقها دليلا غير كلامك لو فتحنا الباب لوجدنا مئات القصص عن مساعدات أهل وجيران الديار المقدسة للزوار والحجيج ولكننا لن نفعل.
لماذا لم ترى في كلماتي هذه دفاعا عن السعوديين!!! رغم أنها كذلك. وذكرت تشكو من ظلم الناس في ديار الإسلام ألا يكفي وصفي للسعودية بأنها ديار الإسلام تقديرا مني للبلد وأنت تعرف أن ديار الإسلام أوسع من السعودية فقط.
قليل من المنطق يا دكتورة! المنطق موجود وذكرته بالفعل أن الأول صاحب استشارة ظلم الناس للدين مريض لا أحاسبه على كلامه ولكن لو راجعت ما رددت به على مسلم وبيشتم - أرجو ألا تكون أنت- ستجد أني بدأت حديثي معه بأن أسلوبه يشبه أسلوب آلان من التعميم وفي كلامي رخصة له لو كان هو الآخر مضطرب وعندما أناقش عاقل يا سيد عمر تأكد أن أسلوبي سيختلف.
لاحظ أن الثاني لم يشتمني بشخصي -كما يلمح غيره- وإلا لسكت ليأتي في ميزاني لقد شكك في إسلامنا وهي كبيرة تأتي من عاقل مسلم هل ترى وجوب السكوت عنها!! الثاني كفر مسلما وأنت تعرف ما جزاء من كفر مؤمنا، في تعاملي مع آلان كان هدفي استخدام اللين عملا بوصية الرسول عليه الصلاة والسلام بأن لا نعين الشيطان على أخينا بل نحاول معه مرة ومرات إن كان غلبه في لحظة ضعف وهي من وجهة نظري أيضا أفضل من تجاهل رسالته فلو كانت حمية لأنفسنا ألم يكن من الأسهل تجاهل رسالة المسلم الشاتم قائلين كفى بالمرء فخرا أن تعد معايبه.
أما تعليقي على المشاركة التي كررت من أنت فقد كانت عباراتها من وجهة نظري على الأقل غاضبة تستصغر وتهزأ بإنسان مريض وهذا غير جائز. وسامحني لن أرجع لجميع ما كتبت في الموضوع فأنا لا أكاد أرتاح من هذه الاستشارة منذ ما يقرب العام!!!
ونعم أريد لهذا النقاش في موضوع التشكيك في احترامنا للسعوديين كأخوة دين أن يتوقف.
يدفعني حديث الرسول عليه الصلاة والسلام بأن الإيمان والكذب لا يجتمعان -وأنا لا أكفر أحدا هنا- لوضع خطوط حول ما يقوله من جربت كذبه مرة وستقول ولو أقسم أجيبك للأسف بنعم سأبقى أشك, وهل لي أن أنبهك أنك تخلط الأوراق فأنا وإن كنت مذنبة بتولي الرد على استشارة ظلم الناس للدين فهذه المشكلة تحديدا ليست لي ولكني علقت على موقفك منها بشكل عام.
يكذب هؤلاء يا أخي لنفس الأسباب التي يكذب الناس من أجلها عموما. وراء الكذب دوافع عديدة تختلف باختلاف الناس وإن كان أي من هذه الأسباب لا يشكل ذريعة مقبولة لأي كاذب إلا المرض -وجهة نظر شخصية - منها الخوف والرغبة في مكاسب شخصية بطرق سهلة.
أنكر غضبي منك أو عليك وأقر أني أخالفك والخلاف أبعد من مجرد ذكر السعودية من عدمه أنت لك رؤيا مختلفة عنا وجيد أنك تقر لنا نشرنا من دافع عن بلدك من غير أهلها ولو كان لنا مقصدا خبيثا لتجاهلناها.
قد أناقش أكثر ولكني اكتفيت وسأختم كلامي بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام بأن من ترك المراء (الجدال) وهو قادر عليه بني له بيت في الجنة. أخي لا تنقصك البلاغة ولا المثابرة ولتنفي عن نفسك بالفعل لا القول تهمة الحمية التي ارفضها ما لم تكن لدين الله شاركنا النقاش في غير موقفي أو موقف الموقع من السعودية والسعوديين فأنا والله أخاف وارفض أن يأتوا في ميزان سيئاتي ولا عداوة شخصية ولا دينية ولا علمية بيني وبينهم تبنى قضية أخرى خاصمنا فيها إن شئت وإن كنا بالود أولى فالمؤمنون أخوة.