مشروع زواج
بداية ناجحة وواقع غير مبشر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تهانينا بموقعكم الجميل وتمنياتي بالنجاح والتفوق؛
المشكلة كالتالي: تعرفت على فتاة من أسرة طيبة لي علاقة بهذه الأسرة من بعيد، وبعد أن تعرفت عليها بأقل من شهرين تقدمت مع أسرتي لخطبتها حتى لا أبدأ علاقة تؤلم ضميري خاصة وأنا أحترمها وقد أعجبت بها فعلاً، بعد موافقة أسرتها اتفقنا على ترتيبات الزواج وأتممت الحجز والدعوات... إلخ، وقبل موعد عقد القران بخمسة أيام زارتني بمنزلي - حيث يفترض بنا أن نتزوج، وحيث أعيش وحدي، فأنا مستقل عن أسرتي منذ أربعة أعوام وحياتي والحمد لله أكثر من ميسورة وعلاقتي بأسرتي قوية جداً رغم أنى لا أعيش معهم- كانت الزيارة لإتمام بعض المواضيع الثانوية وخلال تلك الزيارة اقتربنا من بعضنا أكثر من اللازم ببعض القبل والعناق إلخ.
لكنى أفقت بسرعة ومنعت نفسي عنها ولم أرغب في أي شيء إلا بعد عقد القران فعلاً، في اليوم التالي فاجئني والدها بالاتصال بي وأخبرني أنه يريد تغيير بعض شروط الزواج مثل: المهر والمؤخر والشبكة لتصبح أعلى بكثير مما اتفقنا عليه، نعم أستطيع الوفاء بكل ذلك ولكنه أعلى مما اتفقنا بكثير ومن المتعارف عليه ومن مستوى أسرتها وحتى من الشائع في عائلتي التي تفوقهم مادياً بمراحل- الأمر الذي جعلني وأسرتي نتخوف وتحججت لتأجيل موعد عقد القران بمشاكل مفاجئة تهدد أعمالي ولم يعقد القران حتى الآن.
الآن وبعد عام تقريباً من كل ذلك لا تزال خطوبتنا قائمة ببعض الحب، صحيح أن علاقتنا غير هادئة ولكن ذلك ليس سبب عدم رغبتي في إتمام الزواج ولكن السبب هو مغالاة وتعنت أسرتها في كل ما هو مادي بشكل لا يناسب وضعهم وأخشى ومن حولي من نوايا الطمع... فكرت كثيراً واستخرت الله كثيراً ولم أصل لشيء.
سؤالي هو: هل أنا مخطئ إذا ما لم أتم هذا الزواج؟ أم انه يتوجب على إتمام ذلك الزواج لما حدث بيننا يوم أن زارتني؟
أشكركم وأتمنى لكم كل خير... السلام عليكم.
05/10/2003
رد المستشار
الأخ الكريم: نشكرك على ثقتك بموقعنا وندعو الله أن نكون عند حسن ظنك وأن يعيننا بفضله وقوته على الإخلاص وأن يبارك في جهدنا، والحقيقة أن الفيصل في مشكلتك يكمن في قدرتك على أن تتخلص من إحساسك بالذنب لما حدث بينك وبين خطيبتك من تجاوزات، فكفارة ما حدث بينكما لن يكون بأي حال من الأحوال أن تتزوجها وأنت غير مقتنع بها، كفارة ما حدث بينكما هو التوبة والاستغفار والعزم على عدم العودة إلى هذه المعاصي مرة أخرى!
وبعد أن تتخلص من عقدة الذنب هذه عليك أن توازن أمورك جيدا وتجيب لنفسك على العديد من الأسئلة، فهل أنت فعلا مقتنع بهذه الفتاة؟ هل تعرفت على عيوبها جيدا؟ وتعتقد وترى أنك تقدر على التعايش مع هذه العيوب والتأقلم معها؟ هل تتوافر فيها الميزات التي تريدها في شريكة حياتك؟ هل الفتاة على قدر من الالتزام الديني والأخلاقي؟ وإن كانت كذلك فلماذا وافقت على أن تحضر لزيارتك في محل سكنك؟ الله سبحانه أعلم بالنيات ولكن هل يمكن أن تكون موافقتها على الحضور هذه كانت للتعرف على المستوى المادي الذي تعيش فيه؟ أم أن الزيارة كانت لتوريطك في بعض التجاوزات التي تشعرك أنك مضطر للارتباط بها.
المهم أنك لست مضطرا لتقديم أي تنازلات، فإذا وجدت في نفسك ميلا وقبولا لإتمام الارتباط بهذه الفتاة فحدد موقفك مع أهلها وحدد معهم بدقة الأمور المادية حسب المتعارف عليه في عائلتكم، ولا تقبل بأي زيادة وتحت أي مبرر، كن من البداية حازم وواضح، وإن لم تجد في نفسك هذا القبول فلا تقدم على الزواج إلا بعد التأكد من اقتناعك القلبي والعقلي بها، ولا تنسى أن تستخير المولى عز وجل وتسأله التوفيق، ويفيدك أن تراجع معنا المقال التالي على موقعنا: "فن اختيار شريك الحياة (5)"
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الأخت السائلة الحقيقة أن الأخت الزميلة د.سحر طلعت قد أحاطت في تعليقها على مشكلتك بمعظم جوانب المشكلة، لكنني أود فقط أن أضيف نقطةً صغيرةً مرت عليها المستشارة على عجل وهي ما يتعلق بكفارة اللمم الذي حدث بينك وبين تلك الفتاة فتذكر قول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) صدق الله العظيم، "سورة هود الآية 114"، وما حدث بينك وبينها هو من السيئات التي تذهب بالمثابرة على أداء الحسنات، وأنصحك أيضًا بقراءة الردود السابقة لمستشارينا على استشارات مجانين تحت العناوين التالية:
اختيار شريك الحياة هل من ضابط
السن المناسب للزواج
مدافع عن حقوق المكتئبين
حبيبي، هل يصلح أبا لأبنائي؟
وجهة نظر حول الحب مشاركه
التوافق بين الزوجين: قواعد عامة.
وفي النهاية نكرر شكرنا لك على ثقتك بصفحتنا وأهلا ويهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك.