السلام عليكم ورحمة الله،
يعنى هو أنا مش حقول مشكلة أوي.. بس هو حاجة غريبة بتحصل لي يعني مثلا ألاقي نفسي وأنا بفكر إني حخرج.. ألاقي نفسي بفكر إن في أتوبيس كبير يروح جى بسرعة ويفرمني مثلا.. وعندي واحدة صاحبتي عندها طفل.. بتخيل إنها وهي جايالي تقع في المترو وابنها كمان.. هل ذي وساوس فقط.. ولا مثلا ده ايه؟؟
عادي أنا مش قلقانة يعني.. متأقلمة مش تعبانة أوي.. بس غريب جدا كل ما أفكر في حاجة ألاقي فكر غلط يجي لي كده.. بس ده مش بيأثر على الموضوع في حاجة.. يعنى لو عايزة أنزل وافتكر موضوع الأوتوبيس اللى بيفرمنى ده عادى بنزل برضو..
بس إيه الهدف من الأفكار دى مش عارفة.. وهل المفروض أعمل حاجة معينة علشان أتخلص منها ولا عادى؟؟!!!
شكرا
28/7/2006
رد المستشار
أختي العزيزة
واضح من المعلومات القليلة التي أرسلتها عن نفسك أن لديك على الأقل شخصية وسواسية، ولكي تكون الأمور واضحة فلابد أن نفرق بين ثلاثة مستويات من الوساوس التي قد تُقلِق صاحبها أو من حوله:
1_ السمات الوسواسية Obsessive Traits
مثل الدقة وحب النظام والترتيب ودقة المواعيد بصورة مبالغ فيها، والبعض يحب عد كل شيء، والبعض قد يجمع أشياءاً لا قيمة لها، والبعض تجده يصر على تناسق أي شيء أمام عينيه حتى وإن لم يكن يمتلكه، ولكن على العموم ما يوجد لدى الشخص عدد قليل من السمات وغالبا لا تسبب للشخص نفسه أو من حوله أي مشاكل، وعلى العموم لا أتصور أي طبيب ناجح لا يكون لديه بعض السمات الوسواسية مثل النظام والترتيب وخوفه من التقصير في حق مريضه.
وبصراحة لا أعتقد أيضاً أن من صمم بناء الأهرامات لم يكن لديه بعض السمات الوسواسية بحيث أنه وضع أدق الاحتمالات لأسوأ الأشياء في الطبيعة من رياح وأمطار وعواصف وزلازل حتى تبقى هذه الأهرامات لأكثر من 5000 عام وحتى اليوم، هل تعلمون أن الوزير قراقوش حاول أن يأخذ من حجارة الأهرام لكي يبني قلعة صلاح الدين، ولكنه وجد أن ثمن الهدم باهظاً جداً فكف عن ذلك، لذلك أقول بثقة أن من صمم بناء الأهرامات كانت لديه سمات وسواسية عالية (ولم يكن حلواني كما يقولون!!!) ومن اللطيف أن يُطلِق بعض الأطباء النفسيين عن هذه النوعية من الأشخاص "الشخص العادي المُغترِب".
2_ اضطراب الشخصية القهرية Compulsive Personality (أو القسرية Anankastic Personality):
وهنا نتكلم على مستوى اضطراب نفسي يتعلق بالشخصية ، فلا يوجد لدى هؤلاء الأشخاص بداية معينة لهذا الاضطراب، بحيث لا يستطيع الشخص أن يتذكر بداية حدوث أعراض الوسواس القهري، كذلك فالسمات الوسواسية لدى هؤلاء الأشخاص متعددة بحيث تكون مزعجة للشخص ذاته ومن حوله من الأهل والأقارب والزملاء والأصدقاء، فهو يُعاني وهم يُعانون من الأعراض، وقد لا يشعر الشخص نفسه أنه مصاب بأعراض اضطراب نفسي، وهذا وارد في عدد كبير من الحالات، فما باقي أعراض اضطراب الشخصية القهرية؟؟ على الأقل خمسة أعراض من الأعراض التالية:
1- التعلق الشديد بالنظام والترتيب والدقة والنظافة.
2- الطلاب منهم يقضون أوقاتاً طويلة في عمل جداول وتنظيمات وترتيبات أكثر من وقت المذاكرة نفسه.
3- الاهتمام بتنفيذ اللوائح والنظم والقوانين ولو على حساب الإنجاز النهائي أو هدف العمل.
4- شراء زوج "صورة طبق الأصل" من كل شيء يُعجِب به الشخص صاحب هذه الشخصية.
5- وحجته دائماً: "لو ضاع أحدهما أجد الآخر".
6- جمع أشياء لا قيمة لها وتافهة كعلب الدواء الفارغة وكفرات السيارات القديمة والأجهزة التالفة عديمة الجدوى.
7- مع عدم التفريط فيها.
8- حُبْ السِمِترية والتناسق فلو هناك لوحة على جانب من الحائط فلابد من وضع أخرى في الجانب الآخر من الحائط.
9- والحرص على تناسق المفارش في أي بيت يدخله الشخص صاحب الشخصية القهرية.
10- وشراشيب السجادة لابد أن تكون مرتبة حتى في غير بيت الشخص الذي لديه اضطراب الشخصية القهرية.
11- الحرص في المعاملات المادية.
12- ولا أقول البخل.
13- فكل شيء يرده بالمثل لا بزيادة ولا نقص.
14- زيادة يقظة الضمير بصورة مزعجة للشخص نفسه.
15- ولمن حوله؛ مثلا قد يؤنبه ضميره لسنوات أنه ركب الأتوبيس ولم تتح له الظروف من الازدحام أن يدفع ثمن التذكرة.
16- الأشخاص ذوي الشخصية القهرية لديهم درجة عالية من التردد وعدم الحسم وعدم القدرة على اتخاذ القرار؛ لذا هم لا يصلحون للأعمال القيادية الإبداعية.
17- فلا يُعقل لصاحب الشخصية القهرية أن يعمل كجراح أو كرئيس جمهورية مثلاً (لأن تردده يُتلِف جميع قراراته)
18- السرية العالية والتكتم.
19- وأحياناً الرغبة في الغموض وهذا قد لاحظته في رسالتك.
20- التوتر والقلق يكون واضحاً على أصحاب تلك الشخصية مع التشاؤم وتوقع الأسوأ غالباً.
3_ اضطراب الوسواس القهري Obsessive Compulsive Disorder
هذا الاضطراب لابد له من بداية؛ بعد موقف صعب أو ضغط نفسي أو..... إلخ، والمريض غالباً ما يعاني من عرض أو أثنين لأكثر من ساعة يومياً، بحيث يؤثر هذا الاضطراب على حياة المريض العملية أو الأكاديمية، كما يؤثر هذا الاضطراب على حياة الشخص الاجتماعية.
لا يكون الاضطراب ناشئاً عن أسباب عضوية مثل استخدام بعض العقاقير أو أورام معينة أو إصابات بالدماغ "المخ" في مناطق معينة. وينقسم هذا الاضطراب إلى
أ- وساوس:
وهي أفكار متكررة مسيطرة وملحة على فكر المريض ولا يستطيع إيقافها، مثل أفكار ملحة عن التلوث، أفكار دينية، أفكار جنسية، أو اجترار ما حدث في أثناء النهار قبل النوم يومياً وكأن ما حدث للمريض بالنهار شريط سينما يتكرر بإلحاح على ذهن المريض في المساء، أو أفكار دينية، أو أفكار غريبة عن الجسد وعن إصابة الشخص بالأمراض، أو المسؤولية عن حدوث مصائب ومشاكل للنفس وللآخرين، أو توقع حدوث هذه المصائب بصورة ملحة ومزعجة، وأعتقد أختي العزيزة أنك تشتكين من مثل تلك الأعراض ولكن بصورة بسيطة كما تقولين ولأقل من ساعة يومياً (هذا هو معنى كلامك)، وبالتالي لا نعتبر هذا اضطرابا وسواسياً، وبالذات إذا كنت تسيطرين عليه ولا يمنعك من ممارسة حياتك العادية، ولكنك بالتأكيد تعانين من أشياء أخرى لم تذكريها!! ، وهذا هو إحساسي الشخصي النابع من خبرتي من رسالتك.
على العموم إذا كانت الوساوس لديك بهذه الصورة فقط فيكفيكِ إيقاف الأفكار كلما راودتك.
ب- الأفعال القهرية "القسرية":
مثل كثرة الغسيل والاستحمام والتنظيف والتطهير بالمطهرات المختلفة، ومثل إعادة التأكد من غلق الأبواب والنوافذ والمواقد لمرات عديدة يومياً.
أو تكرار بعض الأفعال الجنسية أو القيام بعمل طقوس معينة أو عد كل شيء، أو إعادة الوضوء والصلاة أو قراءة الفاتحة لمرات عديدة، أو الخوف من أذية الآخرين (بعد إشعال سيجارة؛ أن أعواد الثقاب المستخدمة قد تشعل حرائق!!).
ج- التجنب Avoidance :
مثل تجنب استخدام أشياء استخدمها الآخرون رغم كونها تم تعقيمها وتطهيرها، مثل الفرش والأغطية والحمامات والتليفونات من الشخص الموسوس في الفنادق الخمس نجوم مثلاً .
سعدت بالرد على استفسارك وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين.