صدمة نفسية
من حوالي أسبوعين ذهبت لطبيب أمراض تناسلية لأني قرأت كثيرا عن موضوع دوالي الخصية بمحض الصدفة خصوصا أني من قبل ذهابي للطبيب بأسبوع قد زرت فتاة طيبة وتمت خطبتها ومن بعدها جاءتني الكثير من الأفكار حول العادة السرية التي كنت أقوم بها وهل لها من تأثير عليّ في المستقبل في الحياة الزوجية وواجباتها ثم ملاحظتي لبعض الآلام في الخصية وقراءتي لهذا الموضوع ومواضيع أخرى متعلقة بالجانب الجنسي والعلاقة الزوجية..... المهم هذه هي الأسباب التي دفعتني للذهاب للطبيب؟
وأنا في طريقي إليه كنت في منتهى القلق والتوتر من أن تكون مخاوفي صحيحة ومن أن أكون بالفعل مصابا بهذه الدوالي خصوصا أني قد عرفت أنها قد يكون لها تأثير على الإنجاب.
المهم بالفعل بعد عمل الكشف الطبي تأكد أني مصاب بها فعلا وعند هذه اللحظة شعرت بصدمة غريبة وكل ما جاء بفكري أنني ما عدت أصلح للزواج وفكرت أيضا بالتراجع وفسخ خطبتي وشعرت أنني ما عادت عندي رغبة جنسية ولا رغبة للنظر إلى الفتيات أو التطلع حتى لهذه العلاقة الجنسية في خيالي يعني ما كنت عليه قبل كدا زيي زى أي شاب طبيعي من وجود رغبة جنسية لديه يشعر مثلا بإثارة من رؤية مشهد مثير أو بنت لابسة لبس ضيق أو مكشوف والأمور ديه يعني.
أنا حسيت أني مش بقيت كدا وبقى معنديش رغبة خالص في الأمور ديه حتى أني بدأت أني أتعمد النظر لكي أشعر بالإثارة ومن ثم الانتصاب لكن مكنتش بحس لا بإثارة وده خلاني أقلق من أني حتى لو قررت الاستمرار في خطوبتي قلقت من أن مثلا ليلة الدخلة ألاقي نفسي في نفس الحالة... يعنى أتذكر موضوع الدوالي ده الذي ضايقني وألاقي نفسي مش عندي رغبة جنسية وبالتالي ميحصليش انتصاب ولا قدرة على الجماع.
أنا تهاجمني أفكار كثيرة دلوقت كل مضمونها القلق من أني فقدت رغبتي وبالتالي مبقاش فيه حاجه بتعملي إثارة وبالتالي أني في زواجي ستكون عندي مشكلة في الجانب ده،
أنا عارف أن دي حالة نفسية بس أنا مش عارف أعالجها ازاي, أرجو الإفادة.
11/08/2006
رد المستشار
الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على موقع مجانين، صدقت حين أسميت مشكلتك بالصدمة النفسية فما حدث لك يقع حتى الآن على أغلب الظن في إطار ما نسميه اضطرابات التأقلم Adjustment Disorders وهي حالات من الضيق الشخصاني Subjective Distress والاضطراب الانفعالي Emotional Disturbance، وغالبا ما تسبب التشويش على النشاط والأداء الاجتماعيين، وتظهر الحالات في غضون فترة التأقلم مع تغيير رئيسي في الحياة أو مع عواقب حادث حياتي مسبب للكرب (بما في ذلك وجود أو احتمال حدوث مرض جسمي خطير) وقد يترك الحادث أثرا في تكامل الشبكة الاجتماعية للشخص (العزاء بموت عزيز، تجربة انفصال)، أو في النظام الأوسع من الدعامات والقيم الاجتماعية (كما في حالات الهجرة، أو اللجوء لبلدٍ آخر) وقد يتضمن الحادث الشخص وحده أو قد يشمل أيضا جماعته أو مجتمعه.
والاستعداد الشخصي والقابلية للتأثر يلعبان دورا كبيرا في احتمال ظهور وتشكيل مظاهر اضطرابات التأقلم أكثر مما يلعبانه في الحالات الأخرى من اضطرابات التفاعل للكرب الشديد Disorders of Reaction to Stress . ومع ذلك فالمفترض أن الحالة ما كانت لتحدث دون وقوع الحدث المسبب للكرب، وفي حالتك أنت من الواضح أن لديك نزوعا للقلق وشعورا دفينا بالذنب وشكاًّ في القدرات وغيره مما يتعلق عادة بعواقب ممارسة العادة السرية خاصة في مجتمعاتنا.
وتتباين مظاهر اضطرابات التأقلم، وتتضمن المزاج الاكتئابي والقلق والانزعاج (أو خليط منها)، والإحساس بعدم القدرة على الصمود، أو التخطيط للمستقبل، أو الاستمرار في الوضع الحالي، مع بعض الاختلال في الأداء اليومي، وقد يشعر الفرد بأنه معرض للسلوك الدرامي أو لانفجارات من العنف، ولكن هذه نادرا ما تحدث. ومع ذلك فقد تكون اضطرابات التصرف (على سبيل المثال السلوك العدواني أو المعادي للمجتمع) من الملامح المصاحبة للحالة، وخاصة في المراهقين).
ولا يكون أي من الأعراض في حد ذاته على درجة من الشدة أو البروز بحيث يبرر تشخيصا أكثر تحديدا. أما في الأطفال فتحدث ظواهر نكوصية (قهقرية) Regressive Phenomena مثل العودة إلى التبول في الفراش أو التحدث بطريقة صبيانية أو مص الإبهام، وهذه تكون في العادة جزءا من أعراض الحالة.
ويبدأ الاضطراب غالبا خلال شهر من وقوع الحدث المسبب للكرب أو التبدل الحياتي، ولا تتجاوز مدة الأعراض عادة ستة شهور إلا بالنسبة للتفاعل الاكتئابي الطويل أو المديد Prolonged Depressive Reaction وإذا استمرت مدة الأعراض أطول من ذلك فإن على الطبيب النفسي تشخيص الحالة اضطرابا نفسيا آخر حسب الصورة المرضية الموجودة في الشخص.
فإذا كنت أنت تتحدث عن أسبوعين فإن الأمر غالبا لا يعدو أن يكونَ اضطراب تأقلم في صورة أعراض قلق واكتئاب مختلطة أو اضطراب تأقلم مع غلبة الاضطراب في الانفعالات الأخرى، وفي جميع الأحوال فإنني أنصحك إذا زادت مدة الأعراض التي وصفتها عن شهرٍ واحدٍ أو أثرت على أداءك الاجتماعي أو الوظيفي بشكلٍ واضح (كأن تجد نفسك تأخذ إجراءاتٍ حقيقية في موضوع الانفصال عن من خطبتها، أو تتنقل بين الأطباء لإجراء الفحوص أو غير ذلك) أنصحك بأن تطلب مساعدة طبيب نفسي يستطيع علاجك معرفيا وسلوكيا من خلال توضيح الأمور لك ومساعدتك على الخروج من الأزمة سالما إن شاء الله، وأهلا وسهلا بك على مجانين فتابعنا بأخبارك.