اكتئاب
مرحبا أنا عمري 29 سنة من أثر صدمة عاطفية قبل ثمانية أشهر أصبت بالاكتئاب تدريجيا بالرغم أن المشكلة انحلت ولكن أنا للآن أعاني من الاكتئاب واكتئابي يتمثل في (عدم تناول الأكل، الغثيان والتقيؤ في الصباح، عدم الاشتهاء بتاتا عدم الحركة والنشاط، دائما أحب أن أسترخي عدم المبالاة وعدم الاهتمام بالنفس وحتى لا أريد النظر في المرآة تساقط شعري باستمرار وشيبته، خسران وزني 17 كغم منذ ثمانية أشهر، عدم الذهاب إلى العمل منذ ستة أشهر ولكن أذهب وأتنزه وأروح للحفلات والسهرات ولكن دائما ضيقة الصدر، عدم الإدراك والشعور بالأشياء كأنني عائشة في زمن ماضي وكأنما في الخيال لا أحس بوجودي، إحباطي كثير قوي، عدم التركيز والتشخيص حتى في معرفة الناس، عدم الرغبة والمتعة في الحياة).
زرت الطبيب النفسي حتى أخذت مضادات الاكتئاب بس دون جدوى حتى لا أستطيع قيادة السيارة لا أتذكر الأشياء، أفرغ عن ما في نفسي ولكن أشعر أن عقلي ودماغي ضعيفة جدا صداع وأوجاع الرقبة والعضلات وتشنجه أحب الموت لولا إيماني القوي لانتحرت مع أنني مؤمنة جدا الآن أقرأ القران كأنما سطور لا أكثر وأشغل نفسي الآن بالإنترنيت، جفاف جلدي وأحيانا أشعر بأنني لا أرى جيدا ومن حيث رائحة أنزعج بكل الروائح والعطور لا أتقبله وعدم الإدراك والانزعاج حتى يدق أمامي وينفجر قنبلة ومن ناحية السمع لا أسمع جيدا صرت عجوزة.
هذا كل أحوالي ومن المضادات التي أخذتها (لوديوم تريفولينين وسيرترالاين وليبريوم اولديوم) مجموعة أخرى لا أتذكرها فهل لي حل بديل والآن آخذ طب الأعشاب بس دون جدوى هل لي حل
أرجوكم ساعدوني حتى الآن أحس أنا في الخيال عندما أكتب لكم
وشكرا.
1/9/2006
رد المستشار
أختي العزيزة
مرحباً بك على موقعك، وأعتقد بالفعل أنك تعانين من اكتئاب جسيم بحاجة إلى علاج نفسي متخصص وعاجل، ولا أنصح في مثل حالتك بالاستشارة من الإنترنت وحسب، في مثل حالتك أيضاً أنصح بعمل فحوص بالدم كصورة الدم ونسبة السكر ووظائف الكلى والكبد، ولا مانع من عمل أشعة مقطعية على المخ.
أختي الفاضلة: من الواضح أنك ملولة من العلاج بالعقاقير النفسية، ولديك تحفظات وكره لاستخدامها وهذا أدى إلى عدم التحسن خلال ثمانية أشهر من العلاج!!!، وأدى أيضاً لتسوقك من محلات العطارة والطب الشعبي علك تجدين فيها الشفاء من هذا المرض المؤلم!!!، وقد يدفع ذلك البعض للذهاب للدجالين أو الشيوخ الطيبين أو حتى الموتى من الصالحين والقديسين بحثاً عن شفاء من هذا الاضطراب المظلم المزمن، وهنا لابد لي من وقفة حازمة معك كمريضة اكتئاب، فلابد أن نعرف أن مضادات الاكتئاب -التي ذكرت بعضها في رسالتك- تحتاج إلى أسبوعين على الأقل كي تبدأ في التأثير على المخ، وذلك باستخدام جرعة مؤثرة وفعالة يصفها لك الطبيب النفسي، وتصل مضادات الاكتئاب إلى قمة تأثيرها بعد ستة أسابيع، فهل استخدمتها بهذه الصورة؟؟!!، أعتقد تماماً لا.
وإذا أحدث مضاد الاكتئاب بعض التأثير العلاجي ولنقل بنسبة 40% خلال هذه الفترة يضيف الطبيب المعالج أدوية أخرى مثل مضادات الذهان أو المهدئات الصغرى بجرعات بسيطة أو مثبتات المزاج -وفقاً للأعراض الغالبة على المريض- كي يصل تأثير العلاج إلى 70% مثلاً أو أكثر، وباقي العلاج يعتمد على التشجيع والعلاج النفسي والإيحاء ولا مانع عندي في هذه المرحلة من الذهاب لرجل الدين طلباً للرقية والبركة وترديد بعض الأذكار الشافية، وكما قيل: "لو اعتقد ابن آدم في حجرٍ لشفاه"، ولا مانع من استخدام بعض الأعشاب المبهجة مثل عشبة القديس جونز من محلات GNC وبعض الصيدليات مع بعض أنواع عسل النحل، المهم الالتزام بتقليل كميات الأعشاب المستخدمة وتقنينها لأن لبعضها تأثيرات سامة على الكلى والكبد وتفاعلات غير حميدة مع العقاقير الأخرى.
ولا مانع من أن نبدأ بكل تلك الطرق العلاجية في آن واحد، وذلك في بعض الحالات الصعبة مثل حالتك، ومن سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه رقى أحد صحابته، ثم طلب له الطبيب فتعجب الصحابة من ذلك "وتفله صلى الله عليه وسلم شفى عين الإمام علي الرمداء يوم خيبر، ولم تمرض حتى استشهد بعد أكثر من ثلاثين عاماً"، فرد عليهم صلى الله عليه وسلم قائلاً "تداووا عباد الله فإن الله لم يخلق داء إلا وله دواء إلا الهِرَم". يعني الشيخوخة. أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
ومن باب الأمانة العلمية فلابد لي من أن أذكر أن هناك أنواعا أخرى من العلاج للاكتئاب منها الحديث ومنها القديم، وذلك وفقاً لدرجة الاكتئاب:
حالات الاكتئاب البسيطة: استخدام بعض الزيوت العطرية (يمكن السؤال عنها في محلات البودي شوب)، والرسم وبعض تمارين الاسترخاء.
حالات الاكتئاب المتوسطة: استخدام العلاج المعرفي والعلاج الجمعي والأسري.
كما تم ابتكار لصقات علاجية تحتوي على "مثبطات الأمينات الأحادية" تشبه لصقة النيكوتين والتي تساعد المدمنين في الإقلاع عن التدخين.
حالات الاكتئاب الجسيم وغير المستجيبة للعلاج بالعقاقير النفسية قد نلجأ للعلاج بجلسات الكهرباء Electro-convulsive Therapy، وهو علاج ناجع وفعال وسريع (وذلك التقييم من خلال ممارساتنا له كأطباء نفسيين)، وليس كما يُشاع عنه في الأفلام أنه مؤلم ومؤذي، ولكن من المستحسن أن يتم في مستشفى وتحت مخدر عام بواسطة طبيب تخدير. كذلك تم استخدام العلاج بالاستثارة المغناطيسية للمخ Transcranial Magnetic Stimulation ولكن نتائجها محدودة ولفترات قصيرة.
يتم حالياً زرع جهاز تحت جلد الرقبة لاستثارة العصب الحائر Vagal Nerve Stimulation في الحالات المزمنة والمستعصية من مرضى الصرع والاكتئاب، ولكن ما يزال الجهاز غالي الثمن "حوالي عشرة آلاف دولار" وهناك محاولات تحت التجريب لعلاج حالات الاكتئاب والوسواس المزمنة والمستعصية باستخدام الاستثارة العميقة لخلايا المخ باستخدام مجسات الليزرDeep Intracranial Stimulation
واقرئي من على مجانين:
هدى والاكتئاب والعلاج بالكهرباء
الكهرباء........علاج.......أم تعذيب
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.