السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أشكركم لما تبذلونه من مجهود كبير من خلال قنواتكم والتي إحداها موقعكم مجانين، أعانكم الله وجزاكم الله ألف خير، علماً بأني من المتابعين لموقعكم لما أراه من حلول رائعة لما يعوق حياة الناس.
لدي أخ يكبرني بسنتين، ترتيبه بين أفراد عائلتي السادس وأنا من أتيت من بعده، الآن هو والحمد لله يعمل بشركة كبيرة على المستوى العالمي، وعمره 23 عاما في فترة ما بعد الثانوية لأدرس في جامعة ليست في مدينتنا، مستوانا المادي جيد والحمد لله.
طفولتنا كانت واحدة وكانت مليئة بالمغامرات أي أننا عشنا طفولتنا كما ينبغي ليس كأطفال اليوم، الجدير بالذكر أن والدتي حفظها الله أنجبت 4 إخوة وأخوات سنة تلو السنة وكان هو الرابع، ثم مرت سنة ثم أنجبتني.
مشكلة أخي أن لديه عادة يفعلها حينما يشاهد التلفاز مندمجا أو يقرأ الصحيفة وهي أنه يتلف الجلد الذي يحيط بأظافره سواء أكانت أظافر أصابع قدميه أو يديه، إلى درجة أنها تدمي أحيانا وبعد أن تدمي يقوم بوضع المرهم المعالج عليها، علما أنها ليست المرة الأولى، سبق وأن جرح إصبع يده الإبهام، والملاحظ على أظافره أنها مشوهه قليلا وأنها منتفخة حول الأظافر حتى لو كانت في حالة جيدة فإن طبيعتها أصبحت كذلك، فبالتأكيد ذلك لما أصابها من الضرر، ولكن أرجو التفصيل باحتمالية الأذى في حال الاستمرار لأني سأخبره بذلك بإذن الله.
غير هذا أنه إذا كان هناك جلدة صلبة من باطن قدمه فإنه يعمد إلى اقتصاصها واقتلاعها مما يظهر الطبقة الداخلية من الجلد والتي تكون بطبيعة حالها وردية محمرة، وتعلمون ما قد يصاحب ذلك من ألم، وربما تجرح المنطقة ذاتها... أذكر أني سبق وقلت له أن هذه التصرفات تسمح للجراثيم والبكتيريا بالدخول في مناطق تتضرر بسرعة.
وذكرته بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم إن: (لبدنك عليك حق) أنه يسلب حقه في العناية به والمحافظة على سلامته... ولكنها عادة لديه لم يمتنع عنها إلى الآن، فما سبب هذه التصرفات، وكيف لي أن أساعده في الامتناع عنها، أترك لكم التحليل والمعرفة متمنية أني قدمت لكم معلومات وافية بقدر المستطاع لتعينكم على التشخيص،
شكرا ًلكم.
ووفقكم الله.
15/09/2006
رد المستشار
الأخت العزيزة "لبنى"؛ حالة أخيك واحدة من الحالات التي تصنف في الطب النفسي تحت فئة اضطرابات العادات والنزوات، فهي أقرب ما تكون لحالة قضم الأظافر بالأسنان، وكنت وعدت بأن أكتب مقالا عنها على مجانين لكنني أخذتني مشكلاتٌ أخرى، ولم أجد من المادة العلمية المنشورة حول ذلك الاضطراب إلا قليلا وعادة ما يتعلق بحالاتٍ تظهر في مرحلة الطفولة.
إلا أنني منذ فترةٍ بدأت التركيز على سؤال مرضاي بأي من اضطرابات نطاق الوسواس القهري عن عادة قضم الأظافر بالأسنان وتجمعت لدي مادة تصلح لتكون بداية للبحث ونشرت بالفعل على مجانين تحت عنوان: اضطراب قضم الأظافر بالأسنان Onychophagia، وهناك بالطبع من يكتفي بأكل الظفر نفسه فقط، ومنهم من يأكل منطقة الجلد المحيط به وحدها أو إضافة إلى الظفر مما يزيد الأمر سوءًا.
والمشكلة أن أحدا لا يستطيع مساعدة أخيك مع الأسف ما لم يكن هو مستعدا لذلك ويجب أن يكونَ من يقدم له العلاج متخصصا في وضع برامج العلاج السلوكي إضافة إلى درايته بكيفية استخدام عقاقير علاج اضطرابات نطاق الوسواس، لا أحسب أن بإمكانك مساعدته أكثر من أن تخبريه بما قرأته على مجانين عن ذلك الاضطراب وعن مضاعفاته كالتهاب الجلد والأنسجة الرخوة حول الأظافر وصولا إلى التهاب نخاع العظام، وكذلك عن علاقته بالوسواس كما جاء في حديث سيد الخلق صلى الله عليه وسلم في وصيته لعلي،
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك.