تحديد مستقبلي
أنا طبيبة أبلغ من العمر 26. تخرجت من حوالي عامين. وجاء تكليفي في وحدة صحية صغيرة حيث لا يوجد تعليم. ولكي أهرب من الوحدة الصحية تقدمت لنيابة باثولوجي وتم قبولي. ولكن بعد شهر شعرت بكرهي لهذا التخصص وتقدمت بتنازل عن النيابة. ونتيجة لذلك عدت للوحدة الصحية ولن أستطيع أن أتقدم للنيابات إلا بعد 15 شهرا.
أرجوك أن تساعدوني في كيف يمكن أن أستفيد من العام الذي سأقضيه في الوحدة الصحية؟ماذا أقرأ خاصة أنه لا يوجد أحد غيري في الوحدة الصحية وأخشى أني نسيت كثيرا من المعلومات التي أخذتها في الكلية، أني شخصية مترددة ولا أستطيع أن أحدد أي تخصص يناسبني لكي أتخصص به. كما أني شخصية خجولة وغير اجتماعية ولا أستطيع أن أندمج مع المحيطين بي.
أعيش بلا هدف فكيف أستطيع وضع هدف لي وكيف أحققه؟
إن زملائي قاموا بتسجيل الماجستير وامتحنوا الجزء الأول ونجحوا فيه في حين أنا لم أتقدم خطوة واحدة مما يشعرني أحيانا بأني أقل حظا منهم وأني فاشلة، كما أني أعاني من مشكلة التردد وانعدام التركيز والحركة الزائدة حيث لا أستطيع أن أجلس في مكاني أكثر من ثلث ساعة، وأحلام اليقظة حيث أنسج في خيالي حياة ناجحة لي،
أرجو أن تساعدوني فأنا محبطة جدا ومكتئبة ولا أعرف ماذا أفعل؟؟
15/09/2006
رد المستشار
الأخت الزميلة "ريهام"
أنت متفوقة دراسيا لا جدال في ذلك بدليل أنك قد قبلت في نيابة الباثولوجي، لكنك مترددة ومحط أفكار وسواسية قالت لك أنها نيابة دون المستوى فطاوعت الوسواس وتركتي النيابة التي ينتظرها الكثيرون من أقرانك!!.
ولما عدت إلى التكليف شغلت بأفكار أخرى وسواسية أيضا أنك ستنسين ما حفظت بالكلية وتكونين لا لحقت بنيابة تخصصية ولا بقيت برأسك مختلف علوم الطب. ومن هنا أرى أن الوسواس يأخذك وراءه، وأنت كارهة لذلك متمردة على كل اختياراتك وهذا هو حال التوتر الذي تشعرين به وتصفينه أنك (مش على بعضك).
"ريهام"؛
مشكلتك أنك تريدين أن تقفزي إلى القمة بين طرفة عين وانتباهتها ولم تسألي نفسك كيف الوصول إلى القمة؟، وتريدين التميز بدون أن تسألي نفسك عن مؤهلات التميز!!، وتقارنين نفسك بالآخرين غير المترددين فتشعرين بالفشل، وأعجب من هذه الكلمة أن تدور برأس، فمثلك من المتفوقين!!، وما أتى بها في رأسك إلا الوسواس، وما أعجب أنك متوترة لأنك تخشين على كل شيء حتى أن تنسى ما تعلمت، وتخافين من كل شيء حتى أن يسبقك أقران الدراسة برغم أنك كنت السابقة لهم وتعلمين أن ترددك هو الذي جعلك تفضلين البدء من نقطة الصفر في الريف المصري ووحداته الصحية المتواضعة.
الأخت الزميلة
ما يزال الأمر كله في يمينك، فمسألة الحيرة في اختيار التخصص هي أولى الأمور المحيرة التي تجر وراءها باقي الحيرات، فعليك أولا أن تقرري ماذا تتخصصين، وهذا الأمر أظنه سهلا وخصوصا أن كل الفروع الطبية تعرض عليك في وحدتك الصحية، ومن السهل أن تكتشفي الفرع الذي تميلين إليه، أقصد أنه يناسب إمكاناتك وعندها يمكنك أن تأخذي الخبرة فيه من ممارسته بالوحدة الصحية وتبدئين إعادة تذكره وقراءته بشكل ناضج بهدف التخصص والإبداع فيه.
أما شعورك بالفشل فهو مجرد وسواس أيضا سيخمد إن شرعت في الطريق الصحيح وسجلت دراسة عليا بالفرع الذي اخترته ومارسته جيدا، وأظن أن مقياس الفشل لديك غير دقيق لأنك تقدرين النجاح بالألقاب والكمية وتنسين الكيفية والإبداع وقبله الاقتناع بالعمل الذي تعملين به.
"ريهام"؛
أظن الأمر غير عسير!!!
بحيث تبدئين من النقطة الصحيحة وبعدها ستنطلقين، وإن فكرت بنضج فسترين وجودك بالوحدة الصحية بمفردك فرصة في التعلم والممارسة أكثر من أن تكوني ثانوية لطبيب أكبر يستأثر هو بكل الأعمال والمزايا.
وأخيرا نصيحتي لأختي الصغرى هي أن تحاولي كسر القيود الفكرية والاجتماعية وتتعلمي التعبير والاستفادة من الكبار وأن تفتحي كلتا عينيك لترى الحقيقة ولا تغمضي عينا وترين بالأخرى الضباب فقط.
تابعينا بأخبارك وأظنك قد لا تحتاجين إلى أدوية، فقط ينقصك أن تتعامي عن التفكير الخوارزمي الذي يبدأ من المطلوب ويتناول المعطيات ويختار أقصر الطرق وهو الخط المستقيم.
مع تحياتي
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به ابننا الدكتور أحمد الموجي غير إحالتك إلى عددٍ من الروابط على استشارات مجانين تجدين فيها مزيدا من الإجابات على بعض أسئلتك فانقري العناوين التالية:
كيف أحدد هدفي؟
التردد متى يكونُ مرضيا؟؟
تحكم في سلوكك الشخصي=تميز ونجاح(7)
وتابعي روابط المقالات السابقة على هذا الأخير من داخله. وأهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك.