السلام عليكم ورحمته الله وبركاته؛
أشكر جميع العاملين علي هذا الموقع، وأدعو الله أن يوفقكم في إصلاح الشباب أما بعد ....
لقد بدأت مشكلتي عندما كنت في الصف الأول الإعدادي ولكن لا عارف هل هي مشكله أم مصيبة؟؟! المشكلة أنني تعلمت ممارسة العادة السرية من الصغر وعندما لم أكن بلغت في هذا الوقت ومازلت أمارسها حتى صارت إدمانا لي!
إنني أيها الأخوة أمارسها كل يوم وأحيانا أمارسها أكثر من مرة في اليوم ولا أعرف كيف أبطلها أو أتوقف عن ممارستها ولقد مللت من حياتي وأحيانا أريد أن أقتل نفسي بأي طريقة!، والذي جَـدَّ هو أنني أمارسها في أي وقت دون أي شئ وأنا أيضا لا أصلي أي صلاه في اليوم ولا حتى يوم الجمعة! لأنني أحيانا أكون نجسا أو ارفض دون سبب مع أن أبي وأمي متدينان جدا ولكنهما لا يقدران علي فعل أي شئ أو أنهما قد مَـلاَّ مني!!
وعندما كنت في الصغر كنت أفعل بعض الأشياء الذي لا أستطيع ذكرها مع أقرب الناس لي السؤال هو ماذا أفعل لكي أبطل هذه العادة السيئة؟، وبالعلم أن أصدقائي كلهم يمارسونها ولكن أنا أكثر واحد فيهم ماذا أفعل إنني أفعلها علي أي أحد أراه حتى أخوات أصدقائي الذين هم أقرب الناس لي ولقد ذهبت إلى دكتور نفسي لأني عندما كان أبي مسافر خارج البلاد بدأت المشاكل مع أمي وأخوتي لدرجة أنني في بعض الأحيان كنت أضرب أمي وأخواتي البنات
أرجو منكم أن تردوا علي مشكلتي بسرعة لأنني مدمر داخليا
أشكركم وأعتذر عن الإطالة.
3/10/2003
رد المستشار
الابن العزيز السائل؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا وسهلاً بك وشكرًا على إطرائك لموقعنا وعلى ثقتك بصفحتنا،
لقد خلق الله فينا الغريزة الجنسية لتكون سببا في عمران الحياة، وذلك حين تدفعنا للاشتياق إلى الجنس الآخر، وتجعلنا نحلم ونتمنى الاقتران به وفقا لما شرعه الله من نظام لهذه العلاقة، ثم بعد ذلك تتكون أسرة ينعم الأطفال فيها بالرعاية والحنان في ظل هذا الكيان الأسرى الهادئ.
وقد حثت الأديان على التبكير بالزواج حتى تتوجه هذه الطاقة الوجهة الصحيحة وتسخر في تكوين لبنات أسرية صالحة تصلح وتعمر بها الحياة، ولكن الذي يحدث في الواقع أن الوظيفة الجنسية تنشط قبل أن تتاح الفرصة للزواج بسنوات طويلة، ولهذا تكون ضاغطة على صاحبها يحاول أن يجد لها منصرفا، وتكون ممارسة العادة السرية خيارا قريبا منه خاصة إذا كان من الشخصيات المنعزلة اجتماعيا والتي ينقصها الاهتمامات الرياضية أو الثقافية أو الروحية التي تملأ فراغ النفس وتحول طاقاتها إلى مسارات بناءة.
وأحيانا تنشأ هذه العادة حتى قبل البلوغ حين يجرب الفتى ملامسة أعضائه فيشعر بلذة، فيعاود ذلك حتى تتمكن منه العادة ولا يستطيع التوقف عنها بسهولة خاصة إذا كان يعيش حياة تعسة خالية من أنواع اللذة المباحة، فهنا تصبح هذه العادة هي مصدر اللذة الوحيد في حياته.
والعادة السرية كما ذكرت أنت منتشرة بين نسبة كبيرة من الناس، وهى أكثر في الذكور من الإناث، ولذلك تعرض لها علماء الدين والأطباء وكل ينظر إليها من منظوره، أما علماء الدين فقد اختلفوا فيها بين الكراهة والحرمة، وأباحها بعضهم في حالة الضرورة فقط إذا كان الخيار بينها وبين الوقوع في الفاحشة، أما الأطباء فعلى قدر المعلومات المتوافرة لديهم من الأبحاث فإنهم يوصون بمحاولة التحكم فيها وتجنب الإسراف على أساس أن الإسراف في أي شئ يتبعه الضرر.
وقد تحدث فرويد عن حالة الإنهاك النفسي التي تنتج عن ممارسة العادة السرية وسماها الوهن العصبي Neurasthenia، حيث وجد أنها تستنزف الطاقة الجسدية والنفسية وينتج عنها حالة من ضعف العزيمة وضعف السيطرة وإحساس بالإنهاك والخور، مع كثرة الشكوى الجسدية والنفسية، وهذا ما نراه فيمن يمارسون هذه العادة بكثرة، حيث يكونون زائغي البصر خائري القوى ضعاف الإرادة، وليست لديهم طاقة كافية لفعل أي شئ مفيد.
وعلى العكس فإن التحكم في هذه العادة والتسامي Sublimation بالرغبة الجنسية حتى يصل الشخص إلى إشباعها عن طريق الزواج، هذا التسامي يحول هذه الطاقة إلى مسارات جيدة من الإبداع الرياضي أو الثقافي أو الفني، وربما نعجب إذا علمنا أن أجمل الأعمال الفنية والأدبية والعلمية كانت نتيجة هذه الحالة من التسامي بهذه الرغبة، لأنها حينئذ تتحول إلى طاقة مفيدة. وعلى العكس فان استنزافها أولا بأول يجعل الشخص أشبه بشبح فارغ.
وبناءا على ما علمته من رأى ديني ورأى طبي نفسي أنصحك بمحاولة التحكم فيها والتسامى بها وفتح مجالات جديدة ومفيدة لتصريف الطاقة مثل عبادة الصلاة (التي أتمنى أن تبدأ في أدائها من الآن) والرياضة والأنشطة الاجتماعية والثقافية والخيرية، فهذه العادة لا تتمكن إلا من نفس منعزلة خاوية، وبعد قليل من الوقت ستنفتح أمامك منابع هائلة من اللذة المباحة في كثير من الأنشطة المفيدة.
أما إذا عجزت عن هذا وأصبحت لذة العادة بديلا عن كل لذة أخرى، أو أصبحت تمارسها بشكل قهري، أي ما نسميه بالاستمناء القهري Compulsive Masturbation، والذي لا تستطيع مدافعته فعليك بمعاودة عرض نفسك على طبيب نفسي يصف لك دواءا يخفف من هذا السلوك القهري، ويساعدك من خلال برنامج علاج سلوكي في التغلب عليها،
*وأخيرا أقول لك استعن بالله ولا تعجز، واستعن بالصبر والصلاة، واحرص على ما ينفعك في الدنيا والآخرة.
** ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الابن العزيز السائل:
الحقيقة أن الأخ الزميل المستشار د. محمد المهدي، قد استفاض في تحليله لسلوك الاستمناء الذي تمارسه، وأنا أولاً أريدك أن تطلع على ما سبق نشره على هذه الصفحة استشارات مجانين فيما يتعلق بموضوع عادة الاستمناء لكي تعرف كل ما تحتاج إلى معرفته عنها، وذلك تحت العناوين التالية:
الاستمناء وشماعة الجهل التي ذابت
الاستمناء والاحتلام والوسوسة
الاستمناء القهري أم الاستعراء القهري؟!
صديقي الجميل ورطوبة القضيب!
الرغبة الطبيعية وعقدة الجنس!
وأما النقطة الأخرى التي لفتت نظري في إفادتك، فهي ما أشرت إليه بقولك (وعندما كنت في الصغر كنت أفعل بعض الأشياء الذي لا أستطيع ذكرها مع أقرب الناس لي)، وأنا أشعر أن لهذه النقطة تحديدًا أثرٌ في اكتئابك أو شعورك الطاغي بالذنب واستسلامك لممارسة الاستمناء إلى حد أن أصبح قهريا، وهذه النقطة تتعلق أولاً بما تعتبر نفسك مجرما لأنك فعلته، مع أنه مجرد لعبٍ جنسي يحدث بين الصغار في كل المخلوقات، ولا يعني انحرافا خلقيا ولا خروجا عن الطبيعة كما تظن، ولعلك تجد ما يخفف عنك في إجابة سابقة لنا على هذه الصفحة وإن كانت ردا على بنت ولكن قراءتها ستفيدك في هذه الناحية وعنوانها هو: الاعتداءُ على الوسادة والسحاق والاسترجاز.
0وأما ما تتعلق به نقطة الشعور الطاغي بالذنب إلى حد الاستسلام فهو ثانيا: شعورك الحالي والذي لم تصرح به بأنك عندما تنظر إلى واحدة من المحرمات عليك وتكون نظرتك نظرةً جنسية فإنك بذلك تكونُ مجرما وشاذا وما إلى ذلك من أفكار أحس بها تجول داخلك، فأقول لك أن وجود مثل هذه المشاعر والنزوات تجاه المحارم،
لا يعني الشذوذ وتذكر أن قابيل تزوج أخته، وأن اعتبار وجود مشاعر جنسية بين المحارم أمرًا شاذا هو في الأصل ليس طبيعة بشرية وإنما هو ناتج تطور اجتماعي وتهذيب خلقي أجمعت عليه الأديان، معنى هذا أن وجود مثل هذه المشاعر قد يحدث، ولولا ذلك لما أمرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأن نفرق بين الأخوة في المضاجع، إذن ما هو الطبيعي؟
الطبيعي هو أن تقاوم مثل هذه المشاعر إذا حدثت وأن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ولا أريد أن أطيل أكثر فقد أخبرك أخي المستشار د. محمد المهدي، بكل ما يتوجب عليك فعله، وفي النهاية نكرر شكرنا على ثقتك وندعوك لمتابعتنا.