معذرة.. أعلم أن هذا ليس المكان المناسب لإرسال الاستشارات ولكن هذه متابعة لاستشارة سابقة وأرجو توصيلها لـ أ.سها مزيد في أقرب فرصة ممكنة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الأستاذة الفاضلة/ سها مزيد، تحية طيبة وبعد، بداية أود أن أشكرك على اهتمامك برسالتي وردك عليها، ولكن عذراً سيدتي... يبدو أنني لم أفهم ردك جيداً، تقولين إني المسئول عما يحدث لي وأني أنا من يخلق لنفسه تلك المتاعب.. ربما.. ولكني لم أفهم كيف؟ تقولين أن الحل يكمن في إعادة التفكير وتعديله!! حسناً ما دخل العقل والتفكير هنا؟ أقصد أن الخلل ليس فيه فأنا أعلم بعقلي أنه يصعب علي الزواج منها وإكمال هذا الحب ولكن هذا العقل الذي يدرك هذا جيداً لا يملك السلطة الكافية على القلب كي ينتزع منه ذلك الحب وينهيه...
ولكن من أصلاً الذي يأمر من؟!! أظن أن القلب هو القائد الأول والحاكم للإنسان، فهو مركز الإيمان أو الكفر والإلحاد، وهو مركز العواطف والمشاعر والأحاسيس، وهو من يصدر أوامره لكل الأعضاء فتطيع بلا مناقشة، وما العقل إلا مستشار ووزير لهذا الحاكم، قد يشير عليه ويوجهه ويساعده وقد يؤثر عليه أحياناً ولكن الكلمة الأخيرة هي للقلب، بل وهو أصلاً من يوجه العقل فكر في هذا تجاهل هذا انس ذاك، نعم فالمؤمن والفاسق عقولهم قد تكون متشابهة ولكن قلوبهم حتماً ليست كذلك، ثم إن الإرادة أيضاً في القلب، فكيف أقاوم هذا الحب؟!!
كيف تصدر إرادتي (أنا) والتي هي في القلب (قلبي أنا) وعقلي (أنا) أوامر لقلبي (أنا) بأن ينسى هذا الحب (حبي أنا) وينهيه كأن شيئاً لم يكن؟؟!!!! ألست (أنا) الذي أقاوم و أحاول إنهاء حبي (أنا) وذلك لمصلحتي (أنا) ؟؟!!! تباً!! أي فصام هذا؟!!! ألا يبدو الأمر كحرب أهلية؟!!! (أنا) أحاول مقاومة )أنا)!!! أفهمت سيدتي لماذا وصفت الحب بالمعركة العنيفة بداخلي؟؟!!! وأنى لي أن أجد الهدوء وراحة البال فضلاً عن السعادة وسط هذه المعارك العنيفة بداخلي؟!! أم من الذي يشعر بالسعادة أصلاً؟!! القلب أم العقل؟!!!! أيهما الذي يستشعر السعادة ثم يشعرني بها ويجعلني سعيداً ؟!! أيهما يجب أن أطيعه وأسعده كي أشعر بالسعادة؟!! أو بمعنى آخر من أنا؟!! القلب أم العقل؟!! ولماذا يصطدمان ببعضهما بهذا الشكل المروع؟؟!!!!!
تسألينني سيدتي لماذا قاومت الحب في بدايته؟ وكيف حاولت أنساها؟ ولماذا انهارت المقاومة بعد كل هذا العناء؟؟ حسناً دعيني أحدثك عن تلك الحقبة قليلاً .... كان ذلك في رمضان -أو بعده بقليل- في عامي الأول بالكلية حيث بدأت حينها لأول مرة في حياتي الالتزام الحقيقي، نعم لأول مرة بدأت أشعر بحلاوة الإيمان والطاعة، وبدأت -بفضل الله- السير في طريق الالتزام الصحيح، وكنت حينها أملك أقوى إرادة تمتعت بها حتى الآن، نعم، فقد أقلعت حينها -بفضل الله- عن الكثير والكثير من المعاصي التي لم أكن أتخيل أبداً أن أقلع عنها (مثل العادة السرية والتي أدمنتها بشراهة لأكثر من عامين وزيارة المواقع الإباحية)، ثم حينها بدأ ذلك الحب يظهر وينمو بسرعة.. أما لماذا قاومته؟؟ فلأني كنت أملك فكرة مغلوطة عن نظرة الإسلام للحب بين الجنسين.. مفادها أن هذا الحب حرام على إطلاقه، فلو تحرك قلبي ناحية أية فتاة بالحب أو الإعجاب فهذه معصية، أما لو فكرت فيها فهذه كبيرة قد تدخلني النار!!! وللأسف فإن كثيراً من الملتزمين والشيوخ والدعاة يتبنون هذه الفكرة .. ثم إني كنت أظنه مجرد إعجاب عابر!!
وصدقيني سيدتي كانت إرادتي حينها قوية جداً وطاقتي النفسية والذهنية عالية وقد حاولت نسيان تلك الفتاة وهذا الحب.. كيف؟ حاولت أن أشغل نفسي بالدراسة والمذاكرة والتفوق، حاولت أن أشغل نفسي بالالتزام والعبادة وحتى الدعوة إلى الله -عز وجل-، كانت لي علاقات صداقة مع أبناء جنسي، حاولت أن أمنع نفسي من التفكير فيها ولكن.. بلا فائدة... تسألينني عن لماذا انهارت مقاومتي بعد كل هذا العناء؟!! لأن كل هذه المقاومة العنيفة بتلك الإرادة القوية حينها كانت نتيجتها صفراً..... لا غير..... نعم سيدتي كلما ذهبت إلى الكلية أجدني راغباً في رؤيتها، أجدني ابحث عنها وأتعمد التواجد في الأماكن التي تكون هي فيها، أجدني أفكر فيها أحياناً كثيرة..
هذه هي محاولاتي للنسيان وهذه نتيجتها وكنت أتمنى سيدتي لو أتحفتني بطرق أكثر فاعلية، فحينها كنت أرغب حقاً في إنهاء هذا الحب لكني لم أستطع، أما الآن فإن مجرد فكرة إنهاء هذا الحب ونسيان تلك الفتاة في حد ذاتها تثير حزني وشجني. (أي أني لم أعد أريد من أعماقي حقاً إنهاء هذا الحب)، وإذا كنت قاومت هذا الحب في بدايته وفي مهده بتلك الإرادة القوية حينها وفشلت في التغلب عليه فأنى لي وقد ضعفت إرادتي وخارت قوتي أن أقاوم هذا الحب بعد أن طالت مدته وزادت قوته؟؟!!!!
ثم ماذا عن تلك الشعرة الفاصلة بين التحكم والضعف؟!! لم أفهم حقاً ماذا تعنين بها؟ وكيف يمكن أن أقوي من شعرة ؟؟!!! وهل أعتمد على شعرة (ساعة تروح وساعة تيجي ) كما يقولون؟؟!!!!!!
تسألينني سيدتي عن موقفها ومشاعرها نحوي... في الواقع أنا لا أعلم شيئاً عن مشاعرها وموقفها ناحيتي.. ولكن يمكن أن أقترب منها وأقيم معها علاقة زمالة عادية (دون مصارحتها بمشاعري ناحيتها) وأعرف إجابات تلك الأسئلة ولكن.. هل سيحدث هذا فارقاً على أية حال؟!! وتقولين لي سيدتي يمكنك الزواج منها إذا استطعت تكييف الظروف لصالحك.. عن أية ظروف تتحدثين سيدتي؟؟!!! يبدو أنك لم تقرئي رسالتي الأولى جيداً!! المشكلة ليست في الظروف الخارجية، فأبي –والحمد لله- ميسور مادياً ولدينا الشقة (المكان) بل إن والدي من مشجعي الزواج المبكر ويمكنني أن أتزوج فور تخرجي، ويمكنني أيضاً أن أتزوج من هي في مثل سني، قد يكون هذا صعباً بعض الشيء لكنه ليس محالاً، فهناك الكثير من الأطباء الذين تزوجوا من طبيبات في مثل سنهم فور تخرجهم وأكثرهم يعيشون حياة زوجية ناجحة، المشكلة الحقيقية أنه –ببساطة- المواصفات التي أريدها في شريكة حياتي من حيث الدين والالتزام لا تتوفر في فتاتي بالنسبة الكافية!!! لهذا لا يمكنني الزواج منها!!!!!! وأظن هذا سبباً –للأسف- كافياً، من يدري فقد يكون لديها استعداد للتحسن والالتزام وقد لا يكون لديها ذلك الاستعداد، وربما أستطيع تغيرها وربما لا أستطيع!!! ولكنها مجازفة خطرة ولا يجب أن أتخذ قراراً بناءاً على أمور غيبية مستقبلية كهذه.
سيدتي أتمنى منك أن تجيبيني بكلمات بسيطة واضحة سهلة الفهم والأهم........ سهلة التطبيق. وفي النهاية، لا يسعني إلا أن اعتذر ثانية على الإطالة وأجدد شكري وامتناني لكم وأسأل الله أن يتقبل هذا العمل منكم ويجعله في ميزان حسناتكم، وجزاكم الله خيراً.
ابنكم المعذب؛
...............
22/9/2006
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أخي الفاضل (سجين العشق) بعد التحية والاحترام، مرحبا بك ثانية، وآسفة لك لأنك لم تستطع فهم ما أقول بل آسفة لي لأنني لم أوفق في إفادتك.
أخي الفاضل قرأت ردك على رسالتي لك ولكنى أحب أن أوضح لك أمرا ما أعتقد أنك جانبت الصواب فيه، فأنت تذكر بأن القلب هو الحاكم والآمر الناهي وهو الذي يتحكم في تفكيرنا وعقولنا.... الخ لا يا أخي الكريم فالقلب ليس مركزا للعواطف والحب كما يقال لأن مراكز التحكم لجميع أعضاء الجسم في المخ والذي يصدر الإشارات والأوامر إلى تلك الأجهزة لكي تعمل ومن ضمنها القلب فمثلا مركز السمع ليس في الأذن بل في المخ ومركز البصر ليس في العين ولكن في المخ وما العين سوى الوسيلة التي تنقل إلينا الصورة ليترجمها مركز البصر بالمخ ونفهم الصورة المرئية نفهم أن هذا جميلا أو قبيحا وكذلك القلب فمركزه بالمخ وقلب المخ هو الفؤاد إذن فلا تقول أن القلب هو المسيطر لأن ذلك ليس صحيحا.
فكيف أحببت تلك الفتاه دون أن تستخدم حواسك (بصرك وسمعك وفؤادك وليس الفؤاد هو القلب بل هو مركزا يضم الحواس بالمخ)؟! بالطبع نظرت وسمعت وشعرت وتقربت وأحببت وسلسلة من الأفكار والمشاعر التي تكونت سريعا تجاه محبوبتك.
أخي لقد جاء العلم الحديث لينزع تلك الهالة من على القلب لاعتقادنا مركزا للعواطف فما هو سوى مضخة للدم وإليك مثلا ماذا عن المرضى الذين أجريت عليهم عمليات زراعة القلب هل تغيرت عواطفهم؟؟؟ بالطبع لا فعواطفهم ما زالت ثابتة يحبون من يحبون ويكرهون من يكرهون، فالقلب كما ورد في الكتاب والسنة ما هو إلا كناية لمركزه بالمخ، ولهذا طلبت منك تعديل أفكارك.
وطالما أنت تعتقد أنك لا تستطيع وقف الحب لأن مركزه القلب لا تملك الإرادة التي تجعلك تتحكم في تفكيرك وتصرفاتك والتي أيضا مركزها المخ فأنك سوف تظل هكذا هائما في اعتقاد زائف بأنك قد أصبحت كالميت في يد الغسل ولا تمتلك زمام أمورك وما أضعف من يعتقد ذلك وما أهون هذه الإرادة... والتي تجعلنا ننساق وراء أهواء غرائزنا وننسى أن نفكر أو نستخدم تفكيرنا، تقول أنه يوجد أسباب تجعلك لا تستطيع التقرب منها والارتباط بها برغم هذا الحب وهذه الأسباب مستحيلة (ألا تعتقد أن هذا التفكير يجب تعديله؟) هل سألت نفسك هل أنت أفضل أم هي؟ وكما هداك الله فمن الممكن أن يهديها؟ وحتى لو كان احتمالا ليس مؤكدا فلما تفترض الأسوأ؟ فلتبشر يا أخي... فقد يهديها الله ولعلك أنت المتسبب في هدايتها وطالما تحبها والأمور ميسرة ماديا فبادر بهذا فبحبك لها تجبرها بأن تحبك وترتضى بما يرضيك ويرضى الله.
وتقول أخي أنك لا تستطيع تقوية تلك الشعرة والتي تفصل بين التحكم والإرادة... لم تفهم مقصدي فأقصد بالشعرة أي الحد الفاصل يبدو رفيعا وقد تختلط الأمور وليس الشعرة هي الجنون، العقل يا أخي هو مركز الرصانة أي هو الذي يجعل الإنسان ذا عزيمة قوية واجتهاد ويمنعه عن الرذائل وإذا التطرف كثيرا قد يحرم عليه الحب ويجعله بطالة لأنه ينظر أليه من منظور أنه يشغله عن تأدية أعماله ويضيع وقته ويجعله منبهرا لا يفكر ألا في محبو بته ليلا ونهارا ويترك حياته وعمله ولذا كان الاعتدال والوسطية في الحب والتصرفات هو أسمى معاني الوجود.
ولذا أنصحك بأن تحاول أن تعدل تفكيرك وأسلوبك في حل المشكلة أما أن تنساها وإن كان عقلك يمنعك الارتباط بها فعقلك قادرا على نسيانها بإقناع قلبك المعنوي أن لا يحب للأسباب التي تقتنع بها وإلا فاجعل عقلك يتنازل عن هذه الأسباب واخضع لمن تحب ولا تكابر فالهداية من الله.
أخي سعدت بمشاركتك ومتمنية لك التوفيق
ويتبع........: أأين أجد زر وقف الحب؟ مشاركة