وسواس أم شذوذ
أنا نادية صاحبة مشكلة الحدود الطبيعية للحب المثلى، دكتور وائل أبو هندي أشكرك جزيل الشكر على ردك الشافي لقد تحررت بفضل الله ثم بفضلك من كثير من الألم النفسي وأدركت أن ما لدى من هواجس تدخل تحت طيف الوسواس القهري، ولكن حدث لي في الأيام القليلة الماضية أن دخلت أحد مواقع الشات الأجنبية معرفة نفسي أنني امرأة وفجأة ظهرت لي نافذة من فتاة تطلب مني أن أمارس الجنس معها أدركت أنها شاذة وبدافع الفضول حاولت أن أعرف متى بدأ معها الإحساس بالشذوذ وما هي مشاعرها تجاه النساء وصدمت حين عرفت أنها مشاعر جنسية بحتة وأن النساء يثيرونها جنسيا.
أغلقت النافذة معها وأنا أشعر بالاستياء والتقزز الشديد لكنني أخذت أفكر في كلماتها عن النساء وجسد المرأة وبدأت أشعر بمشاعر الإثارة الجنسية التي انتهت للأسف بالاسترجاز أعقبها شعور رهيب بالتعاسة والألم ومنذ ذلك اليوم وفى بعض الأحيان عندما أرى امرأة في التلفاز تمثل أدوار الإغراء وما أكثرهن الآن تراودني هذه المشاعر السيئة وتنتهي أحيانا بالاسترجاز متخيلة أنني أقبل هذه المرأة أي أنني في دور الرجل، وإذا لم تنتهي بالاسترجاز فإن مشاعر توتر وضيق شديد تنتابني لدى رؤية هذا النوع من النساء خشية أن تنتهي هذه المشاهدة بالإثارة الجنسية ثم الشعور بالتعاسة.
ولكي أثبت لنفسي أنني لست شاذة فإنني أتعمد فتح قنوات الأغاني ومشاهدة رقص النساء حتى أنفي عن نفسي هذا الشعور المقزز وهذا قد يعطلني عن تأدية واجباتي نحو زوجي وولدي الذي أحيانا أشعر به وأحيانا لا.
ولا أدري كيف ولا متى تتسلط على هذه المشاعر علما بأنني كنت وللأسف قبل ذلك أشاهد مشاهد من أفلام أجنبية عن السحاق ليست المشاهد الجنسية لكن قصة الحب التي تجمع بين امرأتين والمعاناة التي تلاقيانها وهذه بلا شك كانت خطوة من خطوات الشيطان فما أدى إلى حرام فهو حرام وهذا هو الحب المحرم.
ورغم علمي بذلك إلا أنني لازلت أشاهد مثل هذه القصص وأتجنب رؤية المشاهد الجنسية منها ولا أعلم لماذا أشاهدها ربما لأنني لم أعرف سوى هذا النوع من الحب أتكلم عن الحب وليس السحاق الذي أمقته وأعتبره سقطة أخلاقية ورذيلة قذرة لا تغتفر إن جاز لنا أن نسميه حبا لكنه الآن يمثل ستارا جميلا يضعه الشيطان على وجه السحاق القبيح ولم يراودني يوما هذا الشعور ولكن كنت أعتقد أن المشاعر بين امرأتين هي مشاعر حب خالصة خالية من الجنس أو لا يمثل الجنس فيها الدافع الأساسي.
أخشى أن أكون قد دخلت في دائرة الشذوذ الجنسي علما بأنني لم أفقد شهوتي الجنسية تجاه الرجال وأن هذا الاضطراب أو التفكير في جسد النساء أو التفكير في تقبيل فتاة قد تسلط عليّ لفترة محدودة قبل الزواج ثم زال هذا الشعور نهائيا ولكن أخشى أن تتدهور حالتي أكثر علما بأنني لا أشعر إطلاقا بأي مشاعر جنسية عندما أقابل صديقاتي وأجلس معهن وأتحدث معهن.
بم تنصحني يا دكتور وائل خاصة وأن مشاعر الغم والتعاسة تجتاحني ولا أستطيع الخلاص منها وهل إن لم أذهب إلى طبيب نفسي ستتدهور حالتي أكثر؟ وما هو الحل إذا تعذر ذهابي إلى طبيب نفسي خاصة ولله الحمد أشعر الآن أن هذه الخواطر تبدأ في الزوال تدريجيا..............
وتهاجمني الآن على فترات تبدأ بإحساس بالضيق والقلق عند رؤية البنات المتبرجات أو رؤية النساء اللاتي يمارسن الإغواء في الأفلام مخافة أن تثير رؤيتهم في المشاعر الجنسية التي أكرهها بشدة، لكنني للأسف ما زلت أشاهد بعض المشاهد من أفلام ومسلسلات أجنبية تتحدث عن العلاقة غير السوية بين امرأتين ليست المشاهد الجنسية لكن القصة في حد ذاتها وأتمنى أن يوفقني الله لأبتعد عن هذه المشاهدة التي أصبحت كالإدمان اليومي وهى تلهيني قليلا عن التفكير الجنسي أو التفكير في جسد ونعومة المرأة الذي أحيانا لا أستطيع منعه لدى مشاهدتي للنساء في الأفلام.
وقد تتغير هذه الوساوس فتصبح اهتماما بجزء معين من جسد المرأة ثم تختفي لتعاود الظهور من جديد ولا أتحكم في ظهورها بل تأتي فجأة حتى أصبحت أشعر بالغم الشديد وكأنني أتحول إلى رجل، أنا وزوجي نمارس العلاقة الزوجية على فترات متباعدة لانشغاله الدائم في عمله ومع أنني أشعر بالاستمتاع ألا أن هناك حاجزا نفسيا بيني وبينه نتيجة الشبه الشديد بينه وبين أخي مما يجعل مشاعري نحوه أخوية وأشعر أنه أخي أكثر مما هو زوجي ولا أقبل كثيرا على ممارسة العلاقة الزوجية معه وأخشى أن تصيبني هذه المشاعر السيئة بالبرود.
فهل يمكن أن تتدهور حالتي أكثر علما بأن هذه المشاعر اختفت الآن لكن أخشى أن تعاود الظهور مرة أخرى وأتمنى من الله أن يخلصني من هذه المشاعر الرهيبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو المعذرة فقد نسيت أن أذكر شيئا أنا الآن أتخيل نفسي أقبل فتاة دون أن يثير ذلك في مشاعر جنسية لكن مشاعر عاطفية ولا أشعر بتأنيب الضمير على هذه التخيلات وكذلك أتخيل نفسي تقبلني فتاة وأيضا دون أن يثير ذلك في مشاعر جنسية مع العلم أنه عندما أتخيل نفسي الطرف السلبي سواء أثار ذلك مشاعر جنسية أم لا .. لا أشعر بتأنيب الضمير ولكن أشعر بالضيق الشديد حين أتخيل نفسي الطرف الإيجابي مع فتاة ويثيرني ذلك جنسيا أو عندما أرى جسد فتاة ويثير ذلك في المشاعر الجنسية فهل هذه التخيلات طبيعية
أعتذر عن الإطالة والإزعاج ولكن أحببت أن أوضح حالتي أكثر وأشكركم لسعة صدركم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
29/09/2006
رد المستشار
الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على متابعتك لمشكلتك على مجانين رغم غياب ما كنا نتمناه من متابعة متوازية مع طبيب نفسي يعالجك في الحياة الواقعية لكنك لم تفعلي، حتى الآن للأسف... وما أراك إلا تكابدين وسوستك وتقصرين في حق نفسك وبيتك وزوجك وأولادك وما تزالين تسألين من وراء حجاب!
تسألين هل هذه التخيلات طبيعية وأقول لك لا ليست طبيعية وإنما تخيلات شاذة وورودها على الخاطر ليس حراما وإنما الاسترسال فيها قد يكونُ حراما إذا عرف صاحبه أنه يأخذه إلى حرام، أو إذا عرف المبتلى بها أن لها علاجا وقعد عن طلبه ليس عجزًا وإنما لأسباب أخرى خجلا من الناس مثلا أو غير ذلك.
وكذا مرة تسألين هل يمكنُ أن تتدهور حالتي وأقول لك أولا –الله أعلم- وثانيا –أي تدهورٍـ أكثر مما أنت فيه؟ هل تنتظرين مزيدا من الوسوسة والقهرية في سلوكياتك أم اكتئابا أشد دواما أم ماذا تنتظرين؟
أنت الآن تكادين توسوسين ليل نهار بمشكلتك مع ميلك الجنسي المتوهم وعلاقتك الزوجية التي تهددك قلّةُ مرات حدوثها بأن تفقدي المتعة الحالية التي ترينها ما تزال غير كاملة بسبب التشابه المتوهم مع أخيك، وكأن ما تزالين تدورين بنفس الديار القديمة في مشكلتك الأولى بل وتنزلقين لما هو أسوأ مثل التعلق بجزء من جسد المرأة لأحيان كما ذكرت... فبأي شيء أفادك أن عرفت وأدركت أن ما لديك من هواجس تدخل تحت نطاق الوسواس القهري، شكرا إذا كنت بعد شهور من العلم بذلك لم تتحركي ولم تثبتي في سطور إفادتك بعد ذلك ما قلته من أنك: (تحررت بفضل الله ثم بفضلك من كثير من الألم النفسي) أين هو ذلك وأنا أراك على نفس الحال أو ربما أسوأ!
أنت الآن تمارسين ربما ما قد تصح تسميته بالاسترجاز القهري وهو أحد أشكال الاسترجاز التي تصبحُ حراما إذا عرف صاحبها أنها مرضٌ له علاج ولم يتحرك في طلبه، لأن ما تصفينه هو انزلاق تدريجي منك إلى أفعال نظر أو تخيل تعقبها إثارةٌ جنسية تنتهي بالممارسة الذاتية للعادة السرية (الاسترجاز)، ثم يعقب ذلك الندم وكأنما نحن أمام دائرة من الوقوع في شرك نزوةٍ ثم الندم على ما أدى إليه الوقوع فيها من شعورٍ بالذنب، ومن هنا تتشابه الأفعال القهرية الجنسية مع الأفعال القهرية العادية وتدخل في نطاق الوسواس القهري (ربما ضمن اضطرابات العادات والنزوات وربما في فئة تشخيصية غير نماذجية) لكنها تختلف في أنها بذاتها كأفعال يمارسها صاحبها بنشوة واستمتاع وليس وهو كاره نفسه كما نجد في مريض الوسواس القهري العادي.
لست أدري ما الذي صدمك عندما التقيت بتلك الفتاة الشاذة على الإنترنت؟ ما هو المفاجئ والذي صدمك في كونها تشعر بمشاعر جنسية بحتة وفي أن النساء يثيرونها جنسيا؟؟؟ إذا كنت قد عرفت منذ طلبت منك ممارسة الجنس أنها شاذة؟ لا يبدو غريبا أن البنت الشاذة (وأحيانا غير الشاذة) تشعر بمشاعر جنسية بحتة تجاه الإناث أو أن تثيرها أجساد الإناث؟!
تضحكين على نفسك وربما يضحك كثيرون على أنفسهم بحكاية أن ما يعنيهم وما يثيرهم هو الحبُّ المثلي وليس الجنس المثلي، هذه غالبا محاولة لإنكار الشذوذ أو الالتفاف عليه، وقد سمعت وسمع غيري حكايات كثيرة من المرضى عن ذلك -والله أعلم- لكنها غالبا محاولة إنكار للميل الشاذ (الذي هو في الأصل فكرة تسلطية ليس أكثر)، يدعمها اتخاذُ موقف محتقرٍ لشيء ما أو دورٍ ما في العلاقة الجنسية أو غير ذلك، والنتيجة هي ما أشرت إليه أنت بقولك في إفادتك (إن جاز لنا أن نسميه حبا لكنه الآن يمثل ستارا جميلا يضعه الشيطان على وجه السحاق القبيح)، ثم رجعت للإنكار قائلة (ولم يراودني يوما هذا الشعور ولكن كنت أعتقد أن المشاعر بين امرأتين هي مشاعر حب خالصة خالية من الجنس أو لا يمثل الجنس فيها الدافع الأساسي)!
ثم تسألين أخشى أن أكون وقعت في دائرة الشذوذ؟ وأرد عليك بعنف بل أنت في مرحلة الوسوسة ما تزالين فتحركي من فضلك وأرجوك! لتطلبي العلاج عند الطبيب النفسي وهذه نصيحتي التي طلبت،
وتابعينا بالتطورات في مجانين.
ويتبع >>>>>>: الحدود الطبيعية للحب المثلي مشاركة