وسوسة واكتئاب وصمت طويل على العذاب م
السلام عليكم
الدكتور الفاضل وائل أبو هندي أنا صاحبة مشكلة وسوسة واكتئاب وصمت طويل على العذاب وهي أصل مشكلتي التي أرسلت لك مشكلتي منذ سنتين تقريبا في صفحة مشاكل وحلول لكنني أحببت أن تكون متابعتي هنا لأن ردكم أسرع.ولي متابعة أولى على مجانين هي وسوسة واكتئاب وصمت طويل على العذاب م.
الدكتور القدير.. كنت أتمنى أن تكون متابعتي قصة نجاح وقد منعت نفسي كثيرا من الكتابة إليك حتى تكتمل أو بالأصح تنتهي مشكلتي لكنني لم أستطع الاستغناء عن استشارتك. أنا الحمد لله بدأت علاج منذ أكثر من سنتين واستمريت عليه بانتظام لكن طبيبتي السابقة كانت تغير لي العلاج باستمرار على حسب طلباتي ولم تكن تستفسر مني أو تسألني عن أي شيء لذلك لم أرتح لها وقررت أن أغير الطبيبة وقد كنت وقتها أتناول السروكسات إلى جانب علاج آخر لا أعرف اسمه...
ثم توجهت إلى طبيبة أخرى ارتحت لها كثيرا والحمد لله أعطتني علاج اسمه Fluvoxamine Maleate tablets وبخط أكبر مكتوب LUVOX بعد أن قطعت السروكسات بالتدريج، وقامت أيضا بتخفيض الجرعة من العلاج الآخر وشعرت بتحسن كبير في اليومين الأولين من استخدامي لهذا العلاج لدرجة أنني شعرت أنني شفيت تماما لكن التحسن لم يستمر بنفس الدرجة لكن كان هناك تحسن واستمريت على أخذ كبسولتين يوميا من هذا العلاج لعدة أشهر.
بعدها عملت لي الدكتورة اختبار عبارة عن أسئلة وكانت النتيجة جيدة، بأنه لم يعد لدي وساوس أو خوف وإنما بقي قليل من الاكتئاب وقامت بتخفيض الجرعة من كبسولتين يوميا إلى يوم كبسولة ويوم كبسولتين وقامت بقطع العلاج الآخر..
وأنا أشعر أن حالتي غريبة فأحيانا يكون لدي وساوس واكتئاب وأحيانا أخرى يكون لدي اكتئاب فقط والوساوس تكاد تكون مختفية وهذا ربما ما أثر على نتيجة الاختبار فأنا في تلك الفترة لم أكن اشعر بأي وساوس وإنما كنت أشعر باكتئاب وإن كان ليس كما في السابق، لكنني ما زلت لا أشعر بالمتعة في حياتي ومع زوجي وأولادي فأنا أقوم بضروريات الأعمال فقط ولا أستطيع أن أقوم بأعمال أخرى كنت أحبها وقد أخبرت طبيبتي بذلك فقالت أنه ربما فقط بسبب الغربة، وأنه سيتغير الحال عند رجوعي لوطني لكنني ما زلت أحاول فأنا في الحقيقة أطمع في حال أفضل أطمع في أن أصل إلى حالتي الطبيعية التي أستطيع فيها أن أمارس حياتي بشكلها الطبيعي.
فأنا لست راضية أبدا بهذا القدر من التحسن إلا إن يصل إلى الشفاء التام خاصة وأنني خلال العشر السنوات من مرضي قد حدث لي وإن تعافيت تماما وعدت إلى حالتي الطبيعية وربما أفضل.
لذلك ما زلت منتظرة لهذا اليوم وأعمل كل جهدي للوصول إليه فكراستي أصبحت مليئة بالجداول التي نقلتها من موقعكم الكريم بجهد الدكتور محمد شريف سالم جزاه الله كل خير وأرجو أن يستمر وأن يوضح أكثر لأن كثرة الجداول لخبطتني لا أدري هل أدونها جميعها أم حسب حالتي المضطربة فيوم أكون محتاجة لذلك الجدول ويوم آخر أكون محتاجة لغيره أرجوك أن توضح لي دكتور وائل فأنا سجلت جداول العلاج المعرفي للاكتئاب وفعلا أشعر بتحسن ولكن لفترة وجيزة لا تزيد عن يوم وكذلك الحالة تتغير من يوم ليوم ومن وقت لوقت الحقيقة أنني ملخبطة وضح لي من فضلك جزاك الله كل خير..
كذلك لدي أمر أود أن أذكره فأنا عندما أكافح الاكتئاب بما ذكرت وأشعر بتحسن تهاجمني بعض الوساوس وإن كانت خفيفة لكنها ما زالت موجودة وتحدث لي قدرا ضعيفا من الخوف . وأقوم بالتعرض ومنع الاستجابة مع أنها خفيفة جدا ومع أنها في معتقداتي وفي أشياء لا تحكى لكنني أسال الله العفو فأنا لا أعمل ذلك إلا لأتخلص منها.
لدي استفسارات كثيرة دكتور وائل فأرجو منك المعذرة على الإطالة أنا لدي ولدين الأكبر عمره سبع سنوات غير مكتملة والآخر خمس سنوات، نعيش في الغربة وفي غرفة واحدة كباقي العرب هنا لأنهم جميعهم طلاب تقريبا فلسنا أسوأ من غيرنا هنا الأصدقاء العرب ليسوا قريبين منا كثيرا لكننا نتزاور من وقت لآخر، وكان لدي جيران عرب لكنهم سافروا.... كان لديهم أولاد بقدر ما كانت فيهم سلبيات كثيرة لكن كان أولادي يختلطون بهم ويخففون من وحدتهم، لكن الآن ولداي أغلب وقتهم إن لم يكن كل وقتهم في الغرفة إذا كان أبوهم متفرغا فإننا نخرج للتنزه أو لزيارة أحد الأصدقاء وأحاول أنا أحيانا أن أخرج بهم إلى مكان خضرة ليلعبوا لكن ذلك حسب نفسيتي إن كانت جيدة أو سيئة لذلك أنا أخشى عليهم أن يسبب ذلك لهم أي أثار نفسية..
كذلك أنا قلقة على ابني الأكبر أكثر من الصغير فمنذ حملي به وهو يتعرض لضغوط نفسية وهو حساس جدا ..فأنا حملت به خلال سنوات مرضي بالوسواس القهري وعند ولادتي له كنت في أشد حالات تأنيب الضمير بسبب وساوس العقيدة التي شكيتها إلى أمي فضربتني من هول ما سمعت وكنت أذكر حديث النبي عند قوله ما لم يعمل أو يتكلم فأضرب نفسي وفمي الذي تكلم واشتكى..
كنت في عذاب نفسي فضيع فلم أكن أهتم به إلا بما أعانني الله.. وكان أبوه في فترة شديد العصبية مرتين تقريبا يأخذه ويرميه على السرير وهو تقريبا لم يتجاوز السنتين قبل ثلاث سنوات مع أنه حنون عليهم جدا ويدللهم لكن حدث ما حدث سافر أبوه ومع أنه لم يكن متعلقا كثيرا بأبيه إلا أنه تأثر بسفره وكان يستيقظ في الليل ويبكي ويريد أباه مع أن التواصل بالتليفون كان مستمرا بكثرة وكان دائما يضع يده خلف رأسه ويلف الشعر بأصابعه فكانت يده اليسرى تقريبا دائما معلقة برأسه لا يسلم على أحد ولا يلعب إلا ويده خلف رأسه وكان ذليلا وشخصيته ضعيفة ويسمع الكلام خوفا من الصراخ عليه يتبول كثيرا في فراشه كانت شخصيته عكس شخصية أخيه الصغير فالصغير قوي الشخصية جذاب فصيح مشاكس اجتماعي لا يتبول في فراشه إلا أحيانا.
كنت أشفق عليه وأرى أنني السبب فلو كنت على غير حالي لاستطعت أن أحتويه.. بعد سفر أبيه بأشهر قليلة لحقنا بأبيه لنعيش معه هنا في أرض المهجر التي لا أحب أن أسميها خوفا من أن يعرفني أحد .. تعرفت على عالم الانترنت وعلى موقع إسلام اون لاين وتعرفت على مشكلتي ومشكلة ابني بدأت في محاوله للعلاج تعرفت على أساليب التربية من خلال صفحة معا نربي أبناءنا واستفدت الكثير والكثير وبدأت أنا وأبوه لنعالج مشكلة ابننا وبدأ في التحسن في كثير من الأمور لا أسردها حتى لا أطيل أكثر لكن بعد سنة من مكوثنا في هذا البلد حدث له حادث وسقط من المبنى الذي نسكن فيه سقط من الدور الرابع لكن الحمد لله لم يحدث له شيء لكنه أغمي عليه وأجرينا له الكثير من الفحوصات وكلها أثبتت أنه لم يصب بأي أذى جسدي والحمد لله لكننا شعرنا بأنه تأثر نفسيا وعاد لأشياء كثيرة كان قد تجاوزها ولكن بفضل الله ثم بفضل موقع إسلام اون لاين تمكنا أنا وأبوه من مساعدته وتنمية شخصيته والحمد لله أصبح جريئا وابتعد عن عادة الإمساك بشعره بعد جهد كبير من الصبر ..والتبول لا زال موجودا لكنني أعتقد أنه سبب عضوي لأنه يزداد أيام البرد.
الآن الحمد لله تحسنت أمور كثيرة لكن ما يقلقني هو عدة أمور وهو أنه مهتم بالهندسة والاختراعات بشكل كبير يستيقظ مبكرا ليصنع شيئا من الخشب أو ما إلى ذلك وينام متأخرا يفكر ماذا يصنع.. يجمع كل ما نستغني عنه من الأدوات ليصنع شيئا جديدا بها ..يزعجني كثيرا بأن أساعده وأنا حالتي النفسية تمنعني أحيانا كثيرة من ذلك وأبوه يساعده أحيانا لكنه لديه أشغال أخرى وهو كذلك كسول نوعا ما .. يحاول أحيانا كثيرة لوحده ولا يستطيع فينفجر بالبكاء ويقول فشلت فشلت أنا لم أصنع أي شيء لم أنجز أي عمل..
أخاف عليه من أن ينصدم كما قرأت ولا نستطيع إدخاله أي مركز هنا بسبب اللغة حاولت أن أشغله بالرسم فهو يحبه لكن ليس كحبه للهندسة حاولت أن أشغله بالمذاكرة لكنها لا تأخذ كل الوقت..
أصبح عازفا عن اللعب كثيرا بسبب الهندسة لا يخرج للعب الكرة أو غير ذلك وكله بسبب الهندسة يأخذ كتب أبيه الهندسية ويقوم برسم الدوائر الكهربية ويقوم برسمها على الورد وطباعتها.. يقوم ببحث مضني على الانترنت عله يجد ما يعينه..
أراه أحيانا كثيرة يلف في الغرفة لا يدري ماذا يعمل فأشفق عليه فأقوم باللعب معه ومساعدته أحيانا.. بقي على رجوعنا إلى بلدنا سنة تقريبا فهل سيضر به الانتظار سنة على هذا الحال ويجب علينا الاستعجال في إخراجه من هذه العزلة لأنه بالتأكيد الوضع مختلف كثيرا في بلدنا فأولاد العائلة كثر وكذلك المدرسة التي هو محروم منها الآن سيكون لها دور.. أرجو أن ترشدني كيف أتصرف ..
ولدي استفسار آخر بشأن قريبتي التي ذكرت لك في رسالتي الأولى أنها تسمع أصواتا وترى جثث قتلى وتتوهم أن الناس يتآمرون عليها تجلس أحيانا كثيرة تضحك بدون سبب وتهرب أحيانا كثيرة من البيت وتغيب عدة أيام أدخلناها مصحة وقالت أن الأصوات التي تسمعها قد خفت نوعا ما لكن مريضات في المصحة قمن بضربها مما دفعنا إلى إخراجها من المصحة بعد ذلك زادت حالتها سوءا.. وهي مصابه بهذا المرض منذ أكثر من عشرين سنة فسؤالي هل هناك أمل في أن تتحسن لا أقول أن تشفى ولكن على الأقل ترتاح من هذه الأصوات ومن مناظر الموت الحقيقة أنني أشفق عليها وأريد أن أساعدها فكيف يمكنني ذلك..
وجزاكم الله كل خير على ما تقدمونه للمحتاجين وأرجو أن تعذرني على الإطالة مع أنني أشعر أنه ما زال لدي الكثير لأكتبه لكنني لست صبورة وقد تعبت حقيقة من الكتابة وأطلت عليكم.. لا أنسى أن اطلب منك أن توضح لي مآل حالتي وهل بإمكاني أن أصل إلى حالتي الطبيعية باستمراري على العلاج بجرعته الأخيرة؟
ومع استمراري على المحاولة لمساعدة نفسي ببرنامجكم المعرفي لعلاج الاكتئاب والوسواس..
ودمتم بألف خير.
29/09/2006
رد المستشار
الأخت العزيزة "أمل" أهلا وسهلا بك دائما على مجانين الذي أسأل الله أن يمكنني من أن أكون دائما أسرع في الرد من خلاله... ولكن من قال لك أن متابعتك ليست قصة نجاح؟ إن كل المتابعات الطيبة التطورات أجزاء من قصص نجاح العلاج النفسي ومتابعتك أنت تحديدا قصة نجاح... صحيح أنك أطلت وأن ردي قد لا يفي بكل التفاصيل ولكنني أضع كل شيء أنا وأخوتي المستشارين على مجانين فتابعي صفحاتنا تجدين فيها كل خير لك إن شاء الله، وبالذات فيما يتعلق بأسئلتك عن برامج العلاج السلوكي المعرفي التي يبسطها أخي الأكبر د.محمد شريف سالم فإنه وعد بأن سيكمل البرامج لعلاج الاكتئاب معرفيا وسلوكيا وستكون له مشاركةٌ في الرد عليك إن شاء الله، وأطمئنك بأن كل جدول يمثل تسجيلا مفيدا بالتأكيد لخبرة أنت خبرتها فلا تبخسي ما تفعلينه من تقدم حقه حتى وإن كان بطيئا.
أنت اجتزت مرحلة مهمة من المرض اكتئابا أو وسواسا فهما صنوان عند كثيرين يلازم بعضهما الآخر كثيرا ويفارقه أحيانا وإن شاء الله يرحلان عنك معا إلى الأبد قولي يا رب اشفيني، واحمديه سبحانه على ما تشعرين به من تحسن، واعلمي أن للغربة بالتأكيد أثرا عليك فأكثر ما وصلني من إفادتك هو شعورك بالوحدة المزمنة المؤلمة في الغربة، وأسأل الله أن يهيأ لك رفيقة خير تعينك وهو سبحانه معين الجميع لا يغيب عن أحد سأله.
من الواضح أن للغربة وللضغوط التي تعانين وزوجك وطفليك أثرا على أدائك وقد يكونُ هذا سبب عدم عودتك حتى الآن إلى أفضل أحوالك التي تعرفين أنك رجعت لها بعد الشفاء من نوبة اكتئاب سابقة، ولكنني رغم ذلك أتوقع أن تحسني في الغربة رغم أن الطبيبة المعالجة لا ترى ذلك، لأنني أثق في قدرتك على تجاوز الهم من خلال تنمية معارفك وتجاربك، لا سيما وأنت قارئة لـ "مشاكل وحلول" ولمجانين ولـ "معا نربي أبناءنا" وبالتأكيد لغير تلك الصفحات الإليكترونية.
أرى أن معظم مشكلات ابنك الأكبر ستكون عابرة إن شاء الله لأنه بالفعل اجتاز كثيرا من أعراض الاضطراب الانفعالي التي مر بها ولم يبق إلا اضطراب البوال وأنصحك بأن تصفحي ما نشرناه في ملف تربية مجانين مقالا مقالا إن استطعت، وستجدين فيه كثيرا يساعدك في حل مشكلة حبه للهندسة أشبعه الله منه.
وأهم نقطة عندي هنا هي أن تكفي عن لوم الذات والشعور بالذنب تجاهه لأنك بريئة ما تتهمين نفسك به، ولكنك عادة ما تضخمين الشعور بالذنب والمسئولية، وهي بالمناسبة أيضًا من سمات المكتئبين المعرفية.
وأما النقطة الأهم فهي أن تنتبهي لمقارنتك بين طفليك وأن تحاولي عدم المقارنة أصلا فإن كان ولابد فإن عليك أن تذكري في كل طرفٍ أو طفل حسنة يفتقدها الطفلُ الآخر، كذلك أشعر أن ابنك الأكبر يحتاج إلى من يقترب منه أكثر ليعرف مكنون نفسه ولا مانع أن يكتب هو لنا وأنا أعرف أن سنه سبع سنوات فإن شاء الله سيستطيع إفهامنا ويمكنك أن تساعديه إن قبل ذلك، وفي نفس الوقت أقول لك أن انتظار السنة لا يشترط أن يضره بل ربما جعله أفضل تجربة وخبرة بإذن الله.
كفي ولو قليلا عن القلق بشأن كل شيء يا أخت "أمل" .... وأما عن جارتك فهي تعاني غالبا من فصام زوراني أو أحد الاضطرابات الذهانية الداخلة في التشخيص الفارقي معه، وهي على هذا الحال تحتاج الانتظام على العقاقير وربما إن أمكن في الغربة أن تجد من يعالجها معرفيا! إن كان عندكم معالجون نفسيون ذوي أصول عربية مسلمة، وأظن أنه في حالة عدم إمكانية انتظامها على العقاقير في البيت فإن إيداعها المصحة أمرٌ لا بديل عنه واقرئي كأمثلة توضيحية:
الشك في نوايا الآخرين: التفكير الزوراني
كيف يمكن التعامل مع الزوراني
اكتئاب وتوتر مزمن أم اضطراب زوراني؟
ولو بحثت باستخدام لفظة زوراني في صفحة البحث على استشارات مجانين لوجدت روابط أكثر وأمثلة أوضح،... أرجو أن تتابعي علاجك مع طبيبتك ومع مجانين وأنت بالفعل تتحسنين ولو ببطء لكن واصلي أداءك الطيب، وبالتأكيد إن شاء الله ستعودين أفضل مما كنت ... وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا وشاركينا.
ويتبع>>>>>>>>: وسوسة واكتئاب وصمت طويل على العذاب م2