لا أريد الطب ...؟؟!!!

رد المستشار

 الأخ الفاضل: "عبد الرحمن"؛

أحس وأشعر بمعاناتك، فما أصعب على النفس من أن تسير في طريق لم ترغب فيه!!! ولم تختره!!! ولو كان ذلك الطريق سيؤدي بها في النهاية إلى كنوز الأرض، ولبس الذهب والحرير وسكن القصور!!؛ وسبحان الذي أودع في كل قلب ما يشغله !!.
 
أخي "عبد الرحمن" من الواضح أنك رغم كرهك لطب الأسنان إلا أنك تحرز في كليتك نجاحاً ملحوظاً رغم صعوبة الدراسة فيها، وأنت قد قطعت أربعة أخماس الطريق في طب الأسنان ولم يبق إلا الخمس الأخير وهو الأسهل بإذن الله فلماذا لا تنجز هذا الجزء البسيط المتبقي من دراستك بنجاح كما أنجزت كل هذه السنوات الأربع الماضية، ولا مانع أبداً من أن تبدأ بعد ذلك دورات في الكومبيوتر، والأجمل أن تحاول تصميم برامج تساعد زملاءك من أطباء الأسنان في عملهم، مثلا برامج بحثية تساعد الزملاء على تخزين المعلومات عن مرضاهم أو إنجاز أبحاث طلبة الدراسات العليا باستخدام الكومبيوتر، أو برامج تعليمية على الكومبيوتر تساعد طلاب طب الأسنان على تبسيط وفهم موادهم الدراسية أو شرح بعض الخطوات العملية في طب وجراحات الأسنان المختلفة.
 
 أعتقد أنك تستطيع فعل الكثير والكثير في مجالي طب الأسنان والكومبيوتر معاً، وقليل من هم مثلك، والذين يمتلكون ملكة إجادة التحصيل الدراسي مع المهارة اليدوية والصبر على فهم تعقيدات تكنولوجيا الكومبيوتر المتقدمة؛ لذلك أخي المبدع عليك أن تستفيد وتفيد من تلك القدرات التي حباك الله عز وجل إياها -دون الكثير غيرك –!!.
 
 أخي الفاضل لا تنس الصبر والمثابرة والإصرار على الوصول لأهدافك، ولا تضيع أبداً دقيقة واحدة من وقتك في الندم على ما فاتك أو لوم والديك لأنهما دفعاك دفعا إلى دراسة الطب يا دكتور، يقول الله عز وجل "لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" (الحديد : 23 )، ويقول أيضاً : "...... فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً (النساء: من الآية 19)".
 
وبقي لي كلمة لآباء المستقبل لابد منها ألا وهي: "ليس من حق الآباء أبداً أن يفرضوا على أبنائهم أن يحققوا ما فشلوا هم في تحقيقه أيام شبابهم"، فلكل جيل من الأبناء ظروفه المختلفة عن جيل الآباء، ولكي يتراحم الآباء والأبناء ويتفاهموا فلابد من توافر ولو هامش من حرية الاختيار لدى الأبناء، وليكن هذا الهامش من الحرية في اختيار نوع الدراسة التي يتمناها الابن ويرجوها لمستقبله المهني، وليس هناك - في نظري على الأقل – كلية أفضل من كلية، أو كليات قمة وكليات قاع كما تذكر وسائل الإعلام وتكرر!!!، ولكن هناك قاعدة أعتز بها وأفخر بذكرها دائماً ألا وهي: "عامل بسيط ناجح في أداء عمله خير من وزير فاشل".

"عبد الرحمن"، أراك تبتسم بعد ما قرأته من سطور كتبتها لك؛ فمن فضلك حافظ على هذه الابتسامة دائماً، واستعن بالله ولا تعجز؛ فأمامك مستقبل مشرق بأمر الله........
 
 واقرأ أيضًا:
 حيرة متفوق ، بين الطب والسعادة !
 طالب الطب ، ورحلة الأهوال !
 ضحايا الطب سابقا: خبرة. المرض والتعافي مشاركة
 متفوقة ..وفاشلة في الطب
 طالبة الطب وحدوتة التركيز
 
 وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.
ويتبع>>>>>: لا أريد الطب !! مشاركة 

المستشار: أ.د مصطفى السعدني