أحلام اليقظة
مشكلتي هي أحلام اليقظة التي تراودني من سن العاشرة بسبب انطوائي الشديد وأنا صغيرة ولوجودي فيها المنفذ الذي أهرب من الواقع وضغطه إليها والتي اقترنت بحركة المشي لإحداث انفعال وهي أحلام عادية كما تحلمها أي فتاة ويمكن أن تتجسد في أشياء أخرى، مثلا إذا واجهت موقف صعب لا أستطيع احتماله يبدأ عندي الأحلام بأني واجهت وانتصرت فيه المشكلة هي إحساس بالضغط لعدم قدرتي أن أصلي لإحساسي أن تلك الأحلام تؤدي إلى بطلان صلاتي.
فقد قرأت في إحدى الكتب الدينية أن إذا احتلم الإنسان ولم يستطع تذكر الحلم وشعر بالبلل عليه بالغسل وعند ما أبدأ بالحلم أشعر بالبلل لانفعالي مما يسبب ضغوط شديدة علي لتركي للصلاة وعدم قدرتي ترك تلك الأحلام فإذا تركتها أشعر باليأس والحزن الشديد وخاصة أنها أصبحت إدمان عندي، وكما يحدث أنه إذا تركتها لكي أبدأ أن أصلي تبدأ تفرض عليّ صور قذرة حتى تخرجني بأي شكل من الصلاة وخاصة أني مصابة بوسواس قهري شديد فيما يتعلق بأي شيء ديني ولا أستطيع أن أذهب إلى دكتور
فهل يمكن أن تصف لي دواء يخرجني من تلك الحالة
ولكم جزيل الشكر.
29/09/2006
رد المستشار
أهلا ومرحباً بك على صفحة الاستشارات، وأعتذر عن تأخري في الرد عليك...
أجدك تكتبين عما بك وهو مشكلتان وليس واحدة وإن كانت بينهما صلة.. ولكل مشكلة حل بإذن الله، ولنبدأ بمشكلتك الأولى وهي أحلام اليقظة، آنستي أحلام اليقظة يمكن التعامل معها والتقليل منها، فما دمت تدركين أنها طريقة للهروب من الواقع، وأنها وسيلة بديلة للانتصار في المواقف الصعبة... فهذا يعني أنك استطعت تحديد المشكلة، وبالتالي تعالي نبحث عن حل فإن كانت المشكلة هي الهروب من الواقع لنختر طرقا أخرى للتعامل مع الواقع، أحضري ورقة وقلما، اقسمي الورقة إلى نصفين بالطول، اكتبي في النصف الأيمن ما لا يعجبك في حياتك اليومية على هيئة نقاط محددة، ثم استفيدي من أحلام اليقظة السابقة التي كنت ترين فيها نفسك منتصرة وقوية واكتبي في النصف الثاني من الورقة كيف تودين أن تكوني... وبذلك تكونين قد كتبت في النصف الأيمن حالتك الحالية الواقعية وفي النصف الثاني طموحات....
الآن أعيدي قراءة حالك كما كتبته في الورقة، وفكري فيه كل نقطة، قد تجدين أن لديك إمكانيات أعلى من التي كتبتها، فقد تجدين نقطة مثلاً تذكرين فيها أنه لا يوجد من يهتم بي، ومع قليل من التفكير ستكتشفين أن أهلك وزميلاتك وصديقات يهتمون بك... وهذا مجرد مثال... ومن خلال إعادة القراء يمكنك أن تكتبي إمكانياتك من جيد ثم توصلين بالقلم بين الإمكانيات والحالية والطموحات، وتبدئين في العمل لتحقيق طموحاتك بطرق أخرى غير الهروب في الواقع.
إن مشكلة أحلام اليقظة أنها لا تغني ولا تشبع من جوع، وإلا لما عدت إليها مرة بعد أخرى... قد يتطلب النجاح في أرض الواقع مجهود منا ولكن النتائج تكون ملموسة أمام أعيننا، آنستي إن البدء في التحرك نحو خطوة جديدة من التغيير ستجعلك تكتشفين طعم النجاح الحقيقي وليس المتخيل. ويمكنك متابعة ما ورد على الروابط التالية:
أحلام اليقظة بين الصحة والمرض
سرحان أم أحلام يقظة أثناء المذاكرة؟
الوسواس القهري وأحلام اليقظة!
أحلام اليقظة: بين الوسواس والفصام
أما بالنسبة لمشكلتك الثانية وهي الوساوس القهرية، فأحب أن أحيلك في البداية إلى نطاق الوسواس القهري الذي ستجدين به كم كبير من المقالات المتخصصة عن الوسواس القهري، وأحب أيضاً أن أوضح انه لا يمكن وصف دواء عبر الانترنت دون مقابلة صاحب الشكوى، توكلي على الله تعالى وتوضئي وصلي، فالمقصود بالاحتلام أمر آخر وليس حالتك، وعادة من الصعب على المرأة أن تعرف هل احتلمت، فالإحساس بالبلل أمر وارد طالما تفكرين في أمور جنسية، ويكفي الوضوء... فأنت تشعرين بضغط شديد مع تركك الصلاة، وأيضا مع تركك الأحلام بهدف الصلاة، لذا صلي حتى لا تشعرين بهذا الكم من الضغط الانفعالي، ولا أقول لك أوقفي الأحلام ولكن كما ذكرت مع اتخاذك لخطوات جديدة في تحقيق طموحك سيقل القلق المسبب للضغط ولأحلام اليقظة وللوساوس.
إن لم تجدي تحسن من خلال تطبيق المقترحات المشار إليها في ردي بالأعلى، فإن عرض نفسك على الطبيب أمر ليس صعباً، فأنت تعرفين أن لديك وسواسا متعلقا بالأمور الدينية فما المشكلة أن تبدئي في العلاج المتخصص بدلاً من أن تزداد حالتك سوءاً؟
واقرئي أيضا:
فصام؟ وسواس؟ أحلام يقظة؟
آنسة لبنانية تسأل عن الوسواس القهري
رمضان، والوسوسة: هل تزيد الوسوسة في رمضان؟
وأهلا ومرحبا بك دوماً على موقعنا مجانين.