أنا طبيبة حديثة التخرج ومشكلتي تتلخص في:
لا أستطيع تحديد التخصص المناسب لي حيث أني تدربت في مجال التخدير ثم الباثولوجي ثم تركتهما، إن إمكانيات مستشفيات الصحة ضعيفة ولا يوجد تعليم ومرتبي ضعيف فكيف أصبح طبيبة جيدة؟؟
إني أصاب بالخجل والخوف عند مواجهة المرضى كما أني انطوائية ولا أستطيع أن أندمج مع زملائي...
أحيانا تصيبني مشاعر الخوف من المستقبل والتوتر وأشعر بأني فاشلة ولم أحقق شيئا وأني لم أتقدم خطوة واحدة في حين أن زملائي من دفعتي حددوا التخصص الذي يريدونه وامتحنوا الفرست، إني أمل سريعا من أي نشاط أمارسه ولا أستطيع أن ألتزم بأي جدول أضعه لنفسي،
إني مترددة جدا ولا أستطيع أن أتخذ أي قرار منفردة،
إني أعاني من أحلام اليقظة.
29/09/2006
رد المستشار
أهلاً ومرحباً بك على صفحة الاستشارات، أعتقد أن هناك جانبين أساسين في السطور القليلة التي ذكرت فيها مشكلتك، الجانب الأول: يتضمن طريقة رؤيتك للحياة حيث ترين الجوانب السلبية، فأنت تخرجت من الكلية وهذا أول خطوة على طريق النجاح... فأنت لست فاشلة!! ولكن المشكلة قد تكمن في رؤيتك لذاتك، وقد يكون اختيارك للتخصص ليس المشكلة ولكن هذا الموقف هو ما جعلك تجدين –ولأول مرة- في مواجهة اختيار واتخاذ قرار!!
وقد يكون الخطأ هو رؤية المجتمع للطبيب ولكليات الطب باعتبارها كليات قمة، في أن الصعوبات التي يواجهها الطبيب لا تعد ولا تحصى بدءاً من إكماله للدراسات العليا إلى التدريب العملي ثم محاولة تأسيس عيادة أو الحصول على مكان مناسب للعمل وغير ذلك... صحيح أن الطب مهنة مرموقه بالفعل، ذلك أن بها جانب إنساني عالي جداً وإضافة إلى التواصل المباشر مع الناس وآلامهم، ولكن في الحقيقة فإن طالب الطب لا يعد إعدادا مناسبا للتعامل مع صعوبات الحياة العملية، والحق أننا كأساتذة جامعة –في معظم الأحيان- لا نجهز طالب الجامعة للتكيف مع الواقع ومع المجتمع بصعوباته ومتاعبه وبالأدوات المناسبة للنجاح وطرق التواصل الفعالة مع الزملاء الجدد ومع الأكبر سنا وغير ذلك.
إن ما تمرين به هو أول عقبة في الحياة العملية بعد التخرج وهو أمر طبيعي ووارد جداً، ولكن إذا توقفنا عند كل عقبة على طريق الحياة لتجدنا مكاننا ومل تقدمنا خطوة واحدة... فهذه الإمكانيات الضعيفة للمستشفيات أخرجت لنا أطباء أفاضل ومعروفين ومتميزين!! ربما نجحوا لأن لديهم ليس فقط قدرة على الاختيار، ولكن أيضاً لأنهم تعلموا كيف يطورون من أنفسهم ومن قدراتهم، وهذه النقطة الأخيرة هي بيت القصيد، فأنت في أمس الحاجة إلى تنمية ذاتك واكتساب مهارات منها:
مهارات التواصل مع الآخرين، ومواجهة القلق والتوتر، والقدرة على التخطيط للمستقبل وتحديد أهدافك في الحياة، كذلك تقدير الذات بالقدر المناسب وغيرها من المهارات التي يمكن أن تغير مستقبلك وتعاملك مع الحياة اليومية بكل ما فيها، وافتقاد هذه المهارات أو نقصها إنما يشير إلى أنك في حاجة إلى تنمية مهارات التواصل عن طريق حضور ورشات للعمل في التنمية الذاتية، والحقيقة أنني أفضل أن تكون هذه الورش على يد متخصصين، ويطلق جلسات للعلاج الجماعي، فيمكن أن ترتبي هذا الأمر مع أحد زملائك المتخصصين في الطب النفسي باعتبار أنك ترغبين في التعرف على هذا التخصص عن قرب... آنستي إن ردي عليك لا يكفي لأن الأمر يتطلب تمرين وممارسة، ابدئي من الآن وتذكري أن البداية نصف الطريق وأن التحرك إلى الأمام أفضل من التجمد في نفس المكان، وإكمال حل مشكلتك خاصة ما يتعلق بموضوع الثقة بالنفس ستجدينه من خلال تصفح الروابط التالية.
صعوبة التعامل مع الآخرين:الأنموذج والعلاج
كيف أبني ثقتي في نفسي؟
كيف أكون محبوبا بين الآخرين؟
كيف أكسب الأصدقاء؟
كيف نهزم الخجل ونحبُّ الأصدقاء!؟
أضع نفسي تحت المنظار
الوسواس الطبي
وعن أحلام اليقظة اقرئي:
أحلام اليقظة
وسواس وأحلام يقظة
أحلام اليقظة بين الصحة والمرض
أحلام اليقظة : بين الوسواس والفصام
أحلام×أحلام .. أين الحقيقة؟!
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.