السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ سنة تقريبا تعرضت لمشكلة وهي النسيان مع أنني كنت قبل ذلك عندي ذاكرة قوية جدا حتى أنني كنت لا أذاكر إلا قليل وكنت أحفظ وراء المدرس وكنت أحصل على أعلى الدرجات في جميع المواد.
أما الآن فإذا ذاكرت بالليل أصبح بالنهار أنسى حوالي نصف ما ذاكرته مع أنني مازال عندي ذكاء عالي وسرعة فهم كما كان قبل ما أعاني من هذه المشكلة وكانت في بدايتها (في شهر بناير 2006) بسيطة عن الآن فالآن ممكن نهاية حصة الدرس أنسى بعض ما أخذته.
ماذا أفعل؟؟
ولكم كل الشكر
19/9/2006
رد المستشار
السائل العزيز أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في موقع مجانين، الحقيقة أن الشكوى التي تشتكي منها هي شكوى متكررة نسمعها من كثيرين من الشباب في مثل سنك وفي سن أكبر منه، والأمور ملتبسةٌ على ما يبدو في أذهان الكثيرين.
فلا يصح في عمرك يا بني من الناحية الطبية النفسية أن نتحدث عن خلل يصيب الذاكرة من النوع الذي تصفه في إفادتك، اللهم إلا بعد تعرض المخ لإصابةٍ عضوية ما (لا قدر الله) بحيث تؤثر هذه الإصابة على منطقة الحصين (قرن آمون) أو مثلا الفص الصدغي أو الفص الأمامي للمخ أي بعد حادثة مروعة والعياذ بالله، أو بعد التهاب مخي أو سحائي مثلا، فهذه هي الأسباب المحتملة الوحيدة للخلل العضوي بالذاكرة في سن كسنك أو في سن كل من لم يبلغوا الستين أو حتى الخامسة والستين من العمر.
إذن ما الذي يحدثُ معك؟؟؟ لا تستغرب يا بني من قولي أن ما يحدثُ معك هو الأمر الطبيعي تماما، فبعد أن كانت ذاكرتك فوتوغرافية وأنت طفل وحتى عمر الثالثة عشر أو الرابعة عشر لم تعد كذلك الآن، وأصبحت تنسى ولا تتذكر، وهذا ليس تعبيرًا عن خلل في الذاكرة بقدر ما هو تعبير عن أحد احتمالين أو كلاهما:
الأول: أنك الآن كبرت وأصبحت عندك اهتمامات أخرى غير اهتمامات الطفل الذي لم يكن يعرف في الدنيا إلا اللعب والمذاكرة، لقد كبرت وصارت لك اهتمامات الكبار، ولابد أن هذه الاهتمامات تشغل حيزًا من مخك أليس كذلك؟
والثاني: يتعلق بالتركيز فأنت عندما تستدعي المعلومة ولا تجدها تتهم ذاكرتك بأنها قصرت في حفظها بينما الحقيقة غير ذلك ، لماذا لأن الذاكرة لأي معلومة تحتاج قبل أن تتكون إلى المرور بعدة مراحل الأولى هي مرحلة ورود المعلومة أو الخبرة على الحواس الأولية (السمع والبصر أساسا في حالة المذاكرة) ، وأما المرحلة الثانية فهي مرحلة التسجيل المبدئي الذي قد يليه التسجيل الدائم وقد لا يليه، ودخول بعض المعلومات من مرحلة الورود على الحواس الأولية إلى مرحلة التسجيل المبدئي أو الذاكرة المبدئية، ووصولها بعد ذلك إلى مرحلة التسجيل النهائي أو الدائم أو الذاكرة الدائمة كل ذلك يعتمد على التركيز، ومعنى ذلك أن كثيرًا من التقصير الذي ترجعه أنت إلى خلل في الذاكرة إنما ينتج عن خلل في التركيز،
وأسباب الخلل في التركيز معظمها طبيعية ومنها ما يتعلق بالسبب الأول وهو اتساع دائرة اهتماماتك لأنك كبرت، ومنها ما يتعلق بعدم تنظيمك للتعامل مع المعلومات، وللخلاص من ذلك وتحسين قدرتك على الحفظ والاستيعاب أنصحك بقراءة إجاباتنا السابقة على هذه الصفحة تحت العناوين التالية:
الذاكرة والتركيز بداية ملف
لا أستطيع التركيز
وفي النهاية نحب أن نطمئنك على ذاكرتك، وندعوك إلى اتباع نصائحنا في طريقة المذاكرة واستثمار الوقت، ونتمنى لك التفوق دائما معنا، وتابعنا بأخبارك.