ما هو الحب
لا أعرف ماذا أكتب أو كيف أعبر إن ما سأكتبه أشعر أنه شيء حين يسمعه أحد أو يقرأه بأنه شيء بسيط، حتى أنا اشعر كذلك إلا أنه شيء مزعج بشكل كبير بالنسبة لي ولا أدرى لماذا أهو الفراغ الذي أشعر به بالرغم من امتلاء يومي بالإحداث أم هي الوحدة التي طالما شعرت بها بالرغم وجود الناس.
أنا مهندس تخرجت منذ عامين وأعمل بوظيفة جيدة وبمجرد شعوري بالاستقرار في العمل وإحساسي بقرب توافر الإمكانيات المادية للزواج بدأت أفكر في الارتباط لكن دائما ما كنت أشعر أنني لا أبحث عن الارتباط إنما أبحث عن الحب وكأني أريد أن أشعر أن من أتقدم إليها لأول مرة وبدون سابق أي معرفة أشعر وكأنني أعرفها منذ فترة وكأني أحبها، وهذا ما سبب لي التوتر أثناء البحث عن ما أريد أن أشعر بها حيث من الطبيعي أنني لن أجد ما أبحث حيث ابحث شعور يأتي من الوهلة الأولى وكأنني أريد أن أعوض الفترة إلى فاتتني وكنت أتمنى فيها الحب ووجود إنسانة بجانبي في فترة الدراسة بالكلية حيث دائما ما كنت أحلم بشعور جميل أعيشه وينتهي بالارتباط.
المشكلة أنني قد تعرضت لبعض العلاقات البسيطة من خلال النت والتي كنت في بدايتها أشعر أنني أقترب مما أبحث عنه ولكني في النهاية كنت أكتشف أنني لا أشعر بشيء وأن من أمامي يحاول أن يشعرني بوجوده لكن دون جدوى وأنا لا فاهم لماذا هذا التعقيد عندي في مشاعري لماذا لا أشعر أنني أحب بالرغم من استعداد من أمامي لأن يرضيني ويرضي مشاعري، ولكن المشكلة عندي أنني ما كنت أشعر بشيء حقيقي وظننت أن هذا بسبب إدراكي لأنني في علاقة عابرة لن تنتهي بالارتباط واعتقدت أن الارتباط سيحقق لي ما أبحث عنه.
وفى فترة بحثي اقتنعت بشخصيتين من الشخصيات التي تقدمت لها من خلال المعارف والأصحاب ولكن لم يتم التوفيق بسبب طلباتهم المادية الغير متوافرة بشكلها المطلوب في هذه الفترة، المهم رشح لي والدي ابنة صديق له تصغرني بثلاثة أعوام وبالفعل تقدمت لها ولم أفكر لحظه بإعادة الجلوس والحديث معها مرة أخرى وإنما عقدت العزم على إتمام أمر الخطوبة وكنت مقتنعا بالفتاة من حيث جمالها وأخلاقها وعائلتها إلا أنني شعرت أنها ذات عقلية وثقافة بسيطة عني حيث شعرت ببساطة تفكيرها وعدم وجود عمق في أفكارها.
المشكلة الآن أني أحاول كالعادة أن أشعر بها وهي تحاول أن تتأقلم مع متطلباتي وملاحظاتي على سلوكها من حيث الالتزام مثلا بحشمة الملابس وما شابه في أمور الدين والمعاملة وهي لا تتأخر في هذا الشأن، لكني في النهاية لا أشعر بها لا أشعر بتغير في حياتي،.... الخطوبة مر عليها ثلاثة أشهر ولم أشعر بالتغير في حياتي أو مشاعري وكأنني مازلت وحيدا دون ارتباط.
الغريب أنني اعتدت على مكالمتها في التليفون يوميا ولكني في النهاية أشعر أنني من يسعى ويحلم بتكوين شعور جميل ولكني لا أشعر بنفس الحرارة عندها وبالرغم من أني صارحتها بذلك وبالرغم من أنها قالت أني مخطئ وأنها أيضا لديها أحلامها في مشاعرها والتي تريدها وتسعى إليها إلا أنني لا أشعر بها، كما أنني قلق من أن أفكاري عن هذه الفتاه أكونها تقريبا كلها من كلامي في الهاتف حيث أن زيارتي لها تقريبا مرة كل أسبوعين وطبعا يجلس معنا الأهل وإن أتاحوا لنا بعض الوقت فانه لا يكفى لاستكمال موضوع أو عرض مناقشة.
طبعا الانطباع الحقيقي بيكون من التعامل والتفاعل مش من مجرد الكلام في التليفون (هل أنا مخطئ في هذا الرأي) أنا حاليا مش عارف أنا عايز إيه؟ اللي حاسه أني نفسي في شعور جميل لكن هو إيه مش حاسس إني صادفته مع خطيبتي ساعات بفكر هل اعتيادي على مكالمتها يعتبر نوع من المشاعر أم أنه مجرد نوع من الاعتياد على شيء يمكن أيضا الاعتياد على عدم وجوده حينما أتناقش معها في أمور كهذه المتعلقة بالمشاعر يعني أجد أنها غير مدركة أو متفهمة لما أقول؟ أنا عايز أعرف اللي أنا حاسس بيه صح ولا غلط وأزاي أحقق أحلامي في مشاعري وأزاي أحكم على هذه الفتاة على ستكون على درجة كافية من التوافق معي في مشاعري أم لا؟ حيث أنني لا أجيد المجاملة وحينما أكون في معاناة من شيء ما يظهر هذا بسهولة على سلوكي ومظهري؟ إنني لا أريد أن أظلمها وكمان مش عايز أحس أني أخدع نفسي وبخليها تحبها بالعافية كمان لما بتيجى فكرة مثلا إني أنفصل عنها بيكون السؤال ليه أو من حولي من الأهل سيتساءلون هي عملت إيه وهي مش عملت حاجه غلط في نفس الوقت لا أشعر بصراحة أنني حتى لو تركتها سأجد ما أريد أن أشعر به أرجو إيضاح ما أنا فيه لأنه مزعج جدا ما أنا فيه.
أحب أن أضيف شيئا اشعر بأنه جزء من المشكلة وهوا اختلاف شكل حياتي الاجتماعية عن شكل حياتها بمعنى أن حجم العلاقات العائلية والعلاقات بالأقارب عندي اقل بكثير منها فهيا لديها العديد من الأقارب ولا تخلو مكالمة من ذكر أحد من الأقارب زارهم أو سوف يقومون بزيارتهم كما أنها تعتبر القائمة بشئون منزلها لعمل والدتها ولأنها البنت الكبرى وهذا ما يشعرني بأنني حينما أستقبل علاقة جديدة في حياتي أستقبلها باهتمام أكبر وأعمق وأنها لا تستطيع استقبال علاقتي بها بنفس المشاعر (هل هذا بسبب شكل حياتها الاجتماعي المختلف عني).
إنني أحيانا أشعر كأني متفرغ أو عاطل لا يشغلني شيء وأنها هي العاملة والتي لديها العديد من المشاغل التي تمنعها من الاهتمام بعلاقتنا ولكن حينما أقول لها إنها مش بتهتم بتنكر بشدة وبتقول بالعكس إن جواها اهتمام كبير في مرة من نقاشاتنا في أمر أنها مشغولة بأمور البيت والمنزل مثلا لاقيتها قالت لي أنا مستغربة أمال لما نتجوز هتكون عايزني أقعد ومعملش شغل البيت؟
بصراحة ردها ده ضايقني جدا لأنه حسسني إنها مش فاهماني وحسسني إني كأني بشحت مشاعرها واهتمامها أيضا لاحظت على نفسي في الفترة الأخيرة تضايقي من مثلا زيارتها لأحد الأقارب أو لو تأخرت خارج المنزل ولكنى لا أستطيع الكلام معها في هذا الأمر لأني مجرد خاطب ولست زوجا له حقوق الزوج في موافقته على خروج زوجته من المنزل أنا ضيقي من حياتها الاجتماعية هي نظرتي للحياة ديه ألاقي نفسي رافضها ليه مش عارف يمكن لأني بتخيل إنها مثلا أثناء زيارتها لأحد قريباتها فأنها سوف تتحدث مع زوجها فهذا من الممكن أن يكون هو سبب الضيق أيضا ضيقي لحياتها الاجتماعية أنها مثلا قالت لي أن الشقة التي أمامهم هي شقه ابن عم والدها وهو في سنه ومتزوج وله أولاد بنات من سنها لكنها تقول أنها تذهب هناك أحيانا بملابس المنزل كالبيجامة مثلا وأن هذا الرجل يراها كذلك.
هذا التهاون الذي رأيته في بعض جوانب اختلاطها الاجتماعي بأقاربها هو ما سبب لي الشك في كل زياراتها وإختلاطاتها الاجتماعية للأسف حيث أشعر وكأنه في كل زيارة سيكون هناك تهاون في أمر ما، أشكركم على حسن متابعتكم لما كتبته.
13/10/2006
رد المستشار
ولدي، يعني ألعن إيه ولاّ إيه ولا إيه؟؟
الأفلام حيث يظهر البطل أو البطل منهمكا في حياته وعلى أحد السلالم يصطدم فجأة بشخص فتسقط منه بعض الأشياء وحين يرفع رأسه ليحتد عليه ويحتد عليه فعلا... تكون فتاة وتبادله الحدة ولكن بداخله تولد رغبة في رؤيتها وتشده مشاعره إإلى حيث هي.. ليعلن لها عن حبه وهى أيضا.... ثم تنزل كلمة النهاية على قبلة الفرح الشهيرة!!!!!!!
أم ألعن هذه الكلمات: وقابلتك أنت لقيتك بتغير كل حياتي معرفش أزاي أنا حبيتك معرفش أزاي يا حياتي!
أتعرف يا ولدي لقد قلت أنت شيئا مهما جدا: أنا لا أعرف ماذا أريد.
صح... أكبر صح..... أنت إنسان عاطفي ورقيق المشاعر... وربما تصورت بعد هذا الغسيل الإعلامي المستمر للدماغ أنك حين ستحب ستجد إعلانا بداخلك... أو نغزة.... أو شعلة.. أو نور... أي حاجة ستقول لك أنت تحب.... أنا لا أسخر منك يا ولدى.. بالعكس أنا سعيدة جدا بوضوحك مع نفسك..... أولا وبصفتي خبيرة قديمة جدا أقدم من أي صاحب في الأفلام يقول للبطل: يبقى بتحبها!!!!! ومتحاولش تهرب من مشاعرك.... أقول لك يا ولدي... أنت تحب خطيبتك... تحبها بالفم المليان... تحبها حب أقرب للحب في السيما... حيث الرغبة في القرب والغيرة بلا سبب ممن يستحق الغيرة ومن لا يستحق....
أنت تحب خطيبتك يا ولدي وهي تحاول أن ترضي مشاعرك... والصورة لن تكتمل إلا بالزواج... لن يكتمل الشعور الجارف الذي تبحث عنه قبل أن تلتحم الأجساد فتنتقل المشاعر من الفراغ إلى كل شعيرات الأعصاب وتسري الرعشة والرغبة والشوق ثم الارتواء والسعادة والراحة.... سيسري كل شيء وستتأكد أنك عثرت على ضالتك أنت تحدثها تليفونيا يوميا وتقول أن ذلك من باب العادة.. وجزء من الحب يا ولدي عادة..... ولكن العادة لا تخلق الحب...
بمعنى أنك قد تلتقي يوميا بشخص في مكان عملك وإذا مرض أو انتقل إلى قسم آخر تفتقده... لأنك اعتدت وجوده... ولكن هذا لن يدفعك للذهاب إليه ورؤيته والتحدث معه... لأنك لو فعلت ذلك... يدخل في الحب.. وأنت تتصل بها بنفسك يوميا... أنت تفعل شيء..... أنت إيجابي تجاه هذه الفتاة..... لأنك ببساطة تحب وجودها في حياتك والأحلى والأجمل أنك تغار عليها جدا.... والغيرة إنما تكون على من نحب... على من نشعر أنه جزء منا ولا يجوز لغيرنا أن يتقرب إليه أو منه..... فمثلا لو أختك هي من تزور قريبكم هذا.. ربما لن يلفت نظرك إطلاقا هذه الزيارة إلا إذا وجدت من أختك تجاوزا في ملبس..... إنما بالنسبة لخطيبتك مجرد تخيل الفكرة يزعجك... ووضعك للفكرة في مسوح التهاون ليس له ما يبرره..... فأنت لا تعرف شكل هذه البيجامة التي تذهب بها.. وعلى ما يبدو أنها صالحة للتحرك بها خارج باب الشقة.. يعني مثل الزي الرياضي... والرجل فى سن والدها وهي تذهب للبقاء مع بناته,,,,,هل تحتاج أمثلة أخرى تدلل على حبك لها لقد عثرت على الحب يا ولدي فاستمتع به معها...... واستكمل حياتك ومبروك عليكما.