الضياع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أشكركم أولا على هذا الموقع المتميز وعلى نصائحكم الرائعة..... وأتمنى منكم مساعدتي إن شاء الله على حل مشكلتي....... المشكلة هي أنني من الصغر وأنا أقدر قيمة العمل وأرى أن عملي في مذاكرتي واهتمامي بدروسي.... ولم يكن ذلك بدافع من خوف الأهل أو حتى رغبة في التنافس مع الأقران وإنما كان بدافع حب المذاكرة بل لن أكون مبالغا إن قلت عشقها والغرام بها......
كنت أعشق الكتب المدرسية الأدبي منها والعلمي اللهم إلا مادة الرياضيات..... ومرت الأعوام من نجاح لآخر ومن تفوق لآخر... إلى أن جاءت الثانوية العامة...... وإن دققتم النظر تجدون أني قلت أعشق المذاكرة..... أي لا أذاكر إلا ما أحبه ولما كانت الرياضيات أبغض المواد بالنسبة لي لم أذاكرها وأهملتها جدا.... متناسيا أنها الثانوية العامة وأنه لا مفر من مذاكرتها...... إلا أن ما حدث قد حدث وكانت النتيجة التي اضطرتني أن أحول من القسم العلمي بدرجاتي المقاربة للنهائيات إلا الرياضيات إلى القسم الأدبي وهناك جددت الهدف وذاكرت كل المواد لأني أحبهم جميعا من أجل الالتحاق بالمجال الذي طالما حلمت به وهو الإعلام..... إلا أن المجموع خان وللصدق لم يخني المجموع بل خانني التنسيق الذي قفز.....
إلى هنا والمشكلة لم تبدأ إلا أنها بدأت بالتحاقي بكلية الألسن قسم اللغة الالمانية..... وأنا أكره تلك اللغة..... ومن يومها وأنا لا أفتح كتاب إلا قرب موعد الامتحانات ولا أذاكر ومرت عامان وها أنا ذا في الثالثة وأوشكت على التخرج ولا أزال ضعيفا في اللغة جدا ولا أرغب في بذل الجهد فيها مطلقا سواء بالتحصيل من المحاضرات التي لا احضرها أو بالكورسات الخارجية...... يومي فارغ جدا لا أعرف ماذا أفعل.... فأنا ضائع الآن ولولا توفيق الله عز وجل لي فيما مضى لحدث ما لا يحمد عقباه.
ملحوظة: لقد نصحني الداني والقاصي ولم يحدث جديدا فأنا لا أعمل إلا ما أحب وما أحب فقط...... أتمنى منكم العون والمساعدة الفاعلة لعل الله يوفقني بكم....
وجزاكم الله خيرا.....
13/10/2006
رد المستشار
السلام ورحمة الله وبركاته؛
لا يوجد ما يسمى نصيحة فاعلة وأخرى غير فاعلة فالفرق بينهما هو الأخذ بها فإن اخترت إهمال كل ما قيل لك سابقا فالخلل ليس في النصائح بل فيمن لا يطبقها.
أحد معايير الصحة النفسية القدرة على تحمل الإحباط فإن كنت غير قادر على إجبار نفسك على القيام بغير ما تهوى فأنت في وضع يتطلب مساعدة مباشرة تستقصي المزيد من أعراض الشخصية النرجسية التي تطل من بين سطورك.
إن لم تعجبك السطور السابقة إبدأ باتخاذ قرار بالتغيير من نفسك لنفسك من خلال استثارة دافعيتك للحياة والإنجاز فما يدفع البشر للعمل عادة بما فيها العبادة هو الوصول إلى هدف فما هدفك في الحياة غير إتباع هواك؟؟ قد لا يكون هدفك واضحا فنقول إن من دوافع الإنسان للعمل أيضا تجنب الألم فذكر نفسك بعواقب عدم اجتهادك وانخفاض دافعيتك وانظر إلى أين ستنتهي بك.
أنت قبطان سفينة حياتك فوجهها حيث شئت فإنك ناجي أو غارق معها، وعندما تتعطل بوصلة القبطان يرسل إشارات استغاثة وها أنت فعلت ولكن ينبغي عليك أن تنفذ ما يصلك من تعليمات ولا تكتفي بالنظر لسفينتك وحياتك وهي تنتهي بالغرق، إن لم تجد في نفسك عزما للعمل المطلوب منك فهذا قد يكون اكتئابا حقيقيا يحتاج أيضا لمساعدة متخصصة.
حياك الله وجعلك وإيانا إن شاء الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
واقرأ على مجانين:
الشخصية الهستنرجسية