أنا غلط؟
بسم الله الرحمن الرحيم؛
في البداية أحب أن أذكر أن هذه المرة ليست الأولى لي لكن لا يتم الرد على منذ أكثر من 5 شهور ولكن لا يهم ولكنى فقط أود أن أتكلم مع أحد. ورجاء أرجو أن يكون د.محمد المهدي لأسباب أود الاحتفاظ بها. أنا فتاة جامعية ومتفوقة ومن أسرة محترمة وأتمتع بحب وثقه ناس كثير -على ما أعتقد- وذلك أني لم أعد أثق كثيرا هذه الأيام إلا أني أعلم أني محترمة والناس تحترمني على الأقل. منذ صغرى وأنا أحاول جاهده أن أكون الشخص الذي أرضى عنه ويرضى عنه الله والأهل وأكون على قدر الثقة الموضوعة في.
اجتماعية وأتعامل مع الناس بقلب صافى وأفهم من أمامي جيدا وغالبا لا تخطيء نظرتي فيمن أتعامل معهم وإن كان هذا جزء من مشكلتي الآن كم كنت أتمنى أن تخيب. أثناء الدراسة كنت أحب صديقاتي جدا وكنت ومازلت أعتبر كاتمة لأسرارهن ومن تثقن برأيها عند اللزوم أو في أي موضوع حتى أن بعضهن كن يعتبرنني مثل الأم التي تحتضن أبناءها وتشعرهم بالأمان ولو أن تعاملي هذا كان يسبب بعض الغيرة لدى بعضهن لكن عندما يقتربن مني يحببنني بل ويعتذرون أيضا، وأنا كنت سعيدة بذلك ودائما أتعامل بما في قلبي أشعر أني إذا فعلت عكس ما في قلبي أكون منافقة.
دخلنا الجامعة وكل ذهبت في طريقها ولكني كنت أحافظ على الخيوط التي تربطنا فلا تنقطع . زملائي قبل زميلاتي احترموني وأحبوني ووثقوا في جدا طوال سنين دراستي لا أتذكر الآن أي مشكلة نشبت بيننا فتعاملاتنا قائمة على الاحترام والمودة.
بعد الانتهاء من الدراسة تركت مدينتي إلى مدينة أخرى وحاولت المحافظة على الأصدقاء لكن الجميع بدأ يبحث عن مصلحته وهكذا حال الدنيا. بدأت العمل وتعاملت مع ناس مع الأسف كل حياتهم شك وريبة ومصالح قبل أي شيء وبصراحة لم يعنوني الكثير ولكنهم رفضوا أن أكون غيرهم فبدؤوا يضعون لي المشاكل ومع مرور الوقت زرعوا داخلي الشك وأصبحت ثقتي صعبة.
أنا اجتماعية ومرحة ولكني الآن أصبحت كاذبة على نفسي على الأقل فأنا أظهر أني أضحك أو سعيدة لكني لست كذلك بل أهرب للنوم أو للتليفزيون. حدثت لي معوقات كثيرة على مدى عمري الدراسي تقف أمام ما أحلم به لكني لا أجعل شيئا يقف أمامي بل أبحث عن طريق آخر أعوض به وأكمل المسير ولم أعترف بالفشل أو إن ما يحدث لي مشكلة بل هي قضاء من الله وامتحان لا بد أن أنجح فيه وأن ما يضيع ليس لي من البداية، هكذا أفكر وهكذا أعيش ولا أندم على ما يحدث لأني أؤمن أن ما يحدث مقدر فقط يجب أن أتوخى الحذر ويكون الله أمامي ومعي.
ولكني الآن أشعر بوحدة فلا أجد من حولي من يفهمني لأتكلم معه كان أخي لكنه انشغل عني وقد كان يفهمني دائما فأصبحت لا أتحدث مع أحد... أحيانا أتكلم مع نفسي أو أبكي ولكن حتى هذا أحيانا يصبح صعب.
وجدت أشخاصا كانوا حولي تركوني للمصالح وكنت أشعر بهذا لكن كنت أتمنى أن أكون مخطئة لكن للأسف لا ولذلك اهتزت ثقتي بالناس أصبحت أخاف منهم. أصبحت لا أستطيع الاندماج مع الناس كالسابق ولا أعرف كيف أعود أو هل أنا أصلا أود العودة.
أبي وأمي يحاولان معي أحيانا لكننا غير متفقين تماما في الأفكار مما يوجد الخلاف أحيانا بيننا أواجهه الآن بالصمت. أحاول أن أكون قريبة من الله ليخفف عني دائما وكل أمنيتي أن يحبني الله ولكنى لا أجعل أحدا يراني ولا أدري لماذا حتى القيام أو الدعاء لا أجعل أحدا يشعر بي مما يجعلهم أحيانا يعتقدون أني لا أفعل ذلك وأنا لا أقول أبدا.
عملي منذ فترة لا أقوم به وهى دراسات عليا لأن من حولي نجح في قتل حماسي للعمل على الأقل هذه الفترة بأن يقللوا من أهمية حماسي أو أن يعطلوا لي العمل بحجة أنه ليس هناك سبب للتسرع . أجد أشياء تربيت عليها وعشت معها أجد الناس الآن تفعل عكسها أو تستهون بها .
قالتها لي صديقة منذ زمن: مشكلتك أنك متربية ومحترمة أوي. لم أعتد أن أترك صديق حتى لو كنت أعلم أنه تغير وغالبا لا أتركه إلا عندما يبيعني حتى أكون أمام نفسي لم أتجنى عليه. صدقني أنا لا أكره أحدا مهما يفعل لكني أكتم ألمي بداخلي وأحزن وخاصة عندما يجيء الغدر من أهل كانوا كالأخوات أو من شخص أحببته بصدق.
في حياتي أشياء كثيرة أحبها كما هي وأرضى عنها مهما كانت لكني بجد أشعر داخلي الآن بألم أحيانا أهرب للنوم ممكن باليوم. بالصمت.بالضحك والخروج. من داخلي أشعر أني غير راضية عن نفسي وهذا الإحساس يعذبني.
هناك كلام كثير لم أقله لأني لا أدري كيف أقوله ولكن هل أنا أحتاج للذهاب لدكتور فقط ولو لأتحدث معه وأستفيد من رأيه. أنا أود ذلك منذ فترة بل والداي أيضا يشجعونني ولكني لم أذهب حتى الآن.
أرجو ألا تطيل على الانتظار
فأنا أحتاج للرد وبشدة وبسرعة أرجوك.
24/10/2006
رد المستشار
الأخت الطيبة: "ريم"
لحسن حظي أن أكون مكان أخي الأكبر الدكتور محمد المهدي كي أرد على رسالتك الرقيقة الكلمات، التي تحمل بين طياتها قصة وردة نقلتها الأحداث من بستان إلى غابة، فبدل أن كان يحيط بها الفل والرياحين أصبحت محاطة بالأسود والثعالب والثعابين!!
مشكلتك هي أن بداخلك عذرية ورقة وبراءة... وإن كانت هذه الصفات جميلة إلا أنها أصبحت لا تتماشى مع متطلبات العالم المادي الذي صبغ بألوان التسلق والتملق والنفاق!!، كان هناك طريقان، إما أن تتعلمي الدرس ممن حولك وتجاريهم في النفاق وهذا ما رفضته نفسيتك وتربيتك، وإما أن تتركي المنافق ينافق وتتقولين أنت ما يمليه عليك ضميرك وتفعلين ما ترينه صوابا من ناحية تدينك وتربيتك ورزقك على الله!!.... وتعيشين نقطة من النور في لوحة يغطيها السواد!!.
لكنك اخترت طريقا ثالثا وهو طريق الصراعات والصدامات ما بين ما في داخلك من نور وما حولك من ظلام، وأمسيت تسألين نفسك أسئلة تتجدد كل يوم: أأنا غلط؟ أم المجتمع؟، أشرط أن أنجح وأكون سعيدة أن أصبح منافقة؟....... وبات لا شعورك يناديك بأشياء لا تتمشى مع تربيتك وما حفظتي من قيم وثوابت، وأمسيت حائرة ما بين إرضاء نفسك في مجاراة الواقع المزيف وبين إرضاء ربك ونفسك.... ومن هنا نشب صراع التوتر والقلق الداخلي الذي طال كبته إلى أن فار التنور وطفا المكبوت ليعبر عن نفسه في صورة اضطراب الاكتئاب والقلق.
"ريم"؛
أنت فعلا بحاجة إلى طبيب نفسي، ليس فقط ليصف لك العقاقير ولكن ليعلمك كيف تستطيعين التوافق مع أمور لا ترتضينها، وكيف يمكن للوردة أن تتعايش بين الأشواك! وكيف تتخذين لنفسك دربا غير كل الدروب المفتوحة أمامك بدون أن يكون هذا الدرب نوعا من التوهان أو الهروب، لأنني أراك قد شرعتي في سلوك هذا الدرب بقصد الهروب من الواقع الذي لا يعجبك ولا ترتضين شخصيتك المفطورة على البراءة والصراحة.
تابعينا بأخبارك، مع تمنياتي لك بالسعادة
ويتبع ..... : أنا اللي غلط ولا الدنيا اتغيرت؟ م
ويتبع ..... : أنا اللي غلط ولا الدنيا اتغيرت؟ مشاركة