السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
ترددت كثيرا قبل كتابتي لهذه المشاركة.. لأنني ببساطة لا أريد أن أكون (خرابة بيوت) كما يقول البعض... لكن إلى متى؟؟ إلى متى يا معشر الرجال تريدون للمرأة أن تكون ذلك الكيان الذي يعطي ولا يسأل؟؟ أوليس من حقها أن تأخذ أيضا كما تعطي؟؟؟ أو ليست المرأة بشرا؟؟
كفاكم.. كفاكم... للأسف يا سيدي..فكلماتك هذه هي أحد الأسباب التي تزيد في تمادي البعض.. فمهما فعل ومهما خان ومهما أهان وضرب.. لا بد أن تتحمل المرأة وتصبر أو ليست امرأة؟؟ أما الرجل.. فالرجل المثالي بات نادر الوجود إلى أبعد حد -وكلماتك أحد الأسباب-.. فلا مكان للتحدث عن الرجل السوي هنا.. على المرأة أن تتقبل الواقع... لكنها يجب أن تكون مثالية.. فهي المرأة.. ذلك الكيان الذي يُقهر ويهان ويخذل في سبيل الزوج، وها هي ذلك المخلوق الخارق الذي يربي الزوج على كبر والأطفال ويتحمل الضرب والإهانة والعيش بمرارة.. أوليست المرأة خلقت دعما للرجل؟؟
هنيئا للرجل فله أُميْن.. أم ولدته وأرضعته.. وأم أخرى تربيه على كبر وهي الزوجة.... ولو أن الأولى أفضل حالا، فهي إن اشتكت ستجد حتما من يلوم ابنها.. لأن هذه هي البقية المتبقية من الإحساس بها.. أما الأخرى فليبيت زوجها قرير العين مرتاح البال وليفعل ما شاء.. فالاستشارات تضمن له إبقاء أمه الثانية مهما فعل وليس هذا فقط بل العمل على راحته وإصلاحه.. أوليس الرجل؟؟.. ويكفينا فقط التنويه بكلمتين بأننا نشعر بألم هذه المسكينة لأن هذا مالهاا علينا... فهي إن جاءت أو أتت مجرد امرأة... أما بقية الكلمات فهي ما عليها للرجل... فهو الرجل.. ذلك الذي تفضل عليها بإعطائها مهمة الأم الثانية..
هنيئا له.. فهو إن أخطأ فليس لامرأته سوى الصبر والصبر فقط.. أما هو فله أن يطلق ويعدد ويهجر.. أوليس الرجل؟؟
ظللت أقرأ كلماتك الواحدة تلو الأخرى وأنتقل عبر سطورها... لعلي ألمح كلمة واحدة تعطي هذه المسكينة ولو تلميحا بسيطا في أن من حقها رفض هذه الحياة.. حياة الظلم والقهر.. فلم أجدها!!! قد تقول بأن عدم كتابتك لها لا يعني رفضك لها.. لكن أقول.. هنا يرى المرء منا الاستشارة تصريحا لصحة حقوقه.. والتي ظن أنها حقوقه..
تقول أنك تفكر في هذه المشكلة بعقل بارد؟؟ أم بقلب بارد؟؟
كفاكم أيها الرجال.. كفاكم، فلا تستغربون عندما ترون المرأة تبحث لاهثة عن الارتباط بشخص في أقصى الغرب.. ولا تلومن إلا أنفسكم عندما ترونها تناضل لتولي الإمامة... لأنها ببساطة.. أصبحت تبحث عن كرامة.. تلك الكلمة التي أصبحت بعيدة المنال في مجتمعاتنا... التي أحمد الله أنني هجرتها... كفاكم أيها الرجال كفاكم..........
كلماتي لا تعني بالضرورة أن الطلاق أو غيره هو الخيار الأصوب.. لكن من حقك يا سيدتي تطليقه ولو روحيا في سبيل الأطفال.. وأن تبني عالمك بعيدا عنه.. لئلا تشعري بالمرارة عندما يتعلق بغيرك.. لأنه ببساطة لم يعد يعنيك.. وليس من واجبك مهمة تربيته من جديد.. فهو ليس ذلك الطفل الذي علينا عذره لما وصل إليه لأننا نحن الذين تسببنا بذلك حينما تمنينا حياة بعيدة عن تدخل الأهل.. كان هذا من حقك يا سيدتي... وليس عليك افتراض الخيانة أوو وضعها في الكفة الأخرى عندما تتمنين حالا أفضل... من حقك يا سيدتي أن ترفضي استنزاف ما تبقى من شبابك في خدمة رجل لا يشعر بك... وما أمَر التضحية عندما لا يقدرها من أمامك.. من حقك أن تثأري لكرامتك كإنسان... فلوو كنت أنت من فعل ما يفعل.. صدقيني يا سيدتي لما نظر إلى وجهك... كما أنني لا أستبعد رؤية المشاركات التي تستنكر فعلتك... أما (هم) فقد بات من العادة أن نرى هذه الشكوى منهم.. لأننا لم نقف لها وقفة إنسان.
وكفاكم أيها الرجال استعبادا واستبدادا بنا.
سيدي الفاضل قرأت ردك على استشارة كانت بعنوان: أسطورة الذئب والحملان!! رواية جديدة!!.... وأرى أنك ترفع شعارا جديدا...... سيدي... أحب أن أذكرك بأن موقع مجانين بات طوال سنوات تأسيسه التي مضت.. لا يعطي استشارات تعطي شخصا على حساب الآخر... فأرجو ألا تهز هذه الصورة الآن.
والسلام عليكم
2006/10/2
006
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم السيدة الفاضلة "أنثى" حفظك الله؛
إن تعليقك على قصة "توتا" كان مشابهاً إلى حدٍ ما لتعليق الأخت "دارين" وغيرها من الأخوات اللواتي امتلأت كلماتهنَ عاطفة وحباً.أحيي فيكنّ هذا الشعور النبيل المنساب بصدق ما بين الحروف، حتى بات يرسم قلوباً تدق، وحناناً يطفو، وأنغاماً، وأرجوزات طالما سمعناها من أمهاتنا عندما كنّ يردننا أن ننام! نعم، طعم هذا الحنان ما زال تحت أضراسنا، منذ رضعناه من أثداء أمهاتنا، وقد قلتنّ أنّ للرجل أمّان، واحدة عرفت كيف تربيه، وأعطته كل شيء بإخلاص، والفضل هنا للباري عزّ وجلّ، الذي وضع في قلوبكنّ غريزة الحب بالأمومة. والأم الثانية؛ لم تعرف كيف تعوّده على حبها في بعض الأحيان!
يقول المثل الشعبي في لبنان: "ابنك مثل ما بتربّيه، وزوجك مثل ما بتعوّديه" وعندما يحصل الفشل في كمال هذه العلاقة الزوجية، يأخذ الرجل بتوجيه الاتهامات للزوجة، والزوجة تفعل العكس: يا سلام!!!!... أليس بيننا من مصلحٍ رشيد؟! يحفظ هذه العائلة ويعيد الزوجة إلى رشدها، إن لم يستطع أن يعيد الزوج إلى رشده؟!!!وقد أعجبتني رسالتكِ حيث انتصر العقل عندكِ وقلتِ: "لا أريد أن أكون خرّابة بيوت"!!! أوكنتِ تتوقعين مني أن أكون ذلك؟؟؟! شكراً لعقلكِ الكبير! ولقلبكِ الأكبر! تقبّلي منا مساعدتكِ في ترميم هذا البيت!
أرجو أن تقرئي ردنا على رسالة الأخت دارين، وكذلك ردنا على السيدة صفية الجفري.
ويتبع >>>>>: الانفصال العاطفي، والذئب والحملان مشاركة