حالة نفسية
لدي صديق تعرفت عليه من مركز للدروس، ثم تعرفت عليه أكثر من خلال الشات، وبعد ذلك عرفت أنه يحبني، كانت لدي مشاكل كثيرة ذلك الوقت ولا أدري لم استجبت لحديثه مما جعله يعتقد أني أحبه.
وبعد ذلك تعرفت على شخص آخر، وأحببته جدا، وقررت قطع علاقتي بالشخص الأول، ولما صارحته أني لن أستمر في علاقتي به، هددني بشكل مخيف جدا لدرجة أني رجعت عن قراري، وكملت معاه، وذلك عندما عرفت أن لديه مشاكل تجعله (يعمل أي شي في الدنيا) لأن والده متوفى وأعمامه يقولون له أن والدته هي السبب في موت والده ومشاكل أخرى كثيرة جعلتني أقف بجانبه أقف بجانبه باسم الإنسانية.
لكني في نفس الوقت خايفة أن يضيع مني حبي الأول. ولا أعلم ماذا أفعل؟ .
15/10/2006
رد المستشار
عزيزتي "أماني":
بداية، كل عام وأنت بخير، فكرت أن أبتدئ حديثي بالكلام عن العلاقات بين الجنسين، لكن وجدت أن البدء بذلك ليس مناسبا، فمشكلتك ليست فقط في التصرف بخلاف المنهج الذي أمرنا به الدين، المشكلة تتعلق بعدم إدراكك لخطر أن نقيم علاقات متينة مع من لم نختبر صدقهم وملاءمتهم لنا، واتزانهم أيضا، نحن بذلك نؤذي أنفسنا، وقلوبنا، ومشاعرنا. قلبك الصغير لا يحتمل كل هذا الضغط، أنت في مرحلة بناء يا أماني لنفسك وشخصيتك وحياتك، مرحلة من أهم مراحل عمرك، لا تبدديها بعلاقات معقدة أو غير واضحة النهاية.
الحاجة إلى الحب شعور إنساني نبيل لكن المهم هو كيف نتعامل مع هذا الشعور بحيث لا نخالف مبادئنا وقيمنا لأنها فعلا هي سياج أماننا النفسي، هي قيد نعم لكنها قيد يمنع العبثية التي ستكتسحنا إن لم نتمسك بها، فلا بد من ضريبة إذن، هذه هي الدنيا، لكن الضريبة المترتبة على التمسك بالمبادئ أخف بكثير من الضريبة الناتجة عن إهدارها. بل إن ضريبة التمسك بالمبادئ من إحساس بالضغط، والفقد، والحنين، تنقلب إلى لذة، وشعور بالنقاوة والطهر والتوافق المجتمعي.
لا تستنزفي مشاعرك، الفتى الذي هددك قد يكون ضحية بشكل ما، لكنه أيضا مسؤول أمام الله ونفسه والمجتمع عن استقامة سلوكه، ولست في موقع يجعلك قادرة على المساعدة الحقيقية له، نعم تدعمينه، لكن دعمك له غير كاف قطعا، وقد يدمرك يا أماني، يدمر وقتك، ومشاعرك، وإحساسك بجمال الحياة، وإقبالك على النجاح. هذا مع كونك مسؤولة عن تفاقم الأمر بسبب تشجيعك له. واطلبي منه ومن الله المغفرة . تفاهمي معه بشكل هادئ لتفترقا، فإن لم ينجح الأمر وسطي من تثقين بعقله وحكمته بينكما، أو اجعلي انسحابك هادئا ،بحيث يشعر هو بعد ذلك بأنه لم يعد يريدك في حياته، ومع ذلك كله ادعي له يا أماني، ادعي له بصدق وإلحاح، وأن ييسر الله لك طريقة مناسبة للابتعاد، وأن يفرج الله همومه، ويصلح حاله.
أما عن حبك الأول، لو قلت لك: (يا أماني مش وقته هتسمعي كلامي؟ ياريت)، مش وقته.. ليس فقط لأنكما في سن صغيرة والزواج طريقه طويل، لكن أيضا لأن المشاعر في هذا العمر لا تظل على حالها، وشخصيتك نفسها آخذة نحو التبدل والنضوج، وبالتالي من تجدين نفسك تحبينه الآن قد لا تشعرين بذات الشعور بعد سنتين أو ثلاث، والعكس صحيح.
لكن إن أصررت على إقامة علاقة، حينها أوصيك أن تتقي الله في كلامك وتصرفاتك وقيمك، لأن من يحفظ الله يحفظه، ولأن القيم الأصيلة هي فعلا سياج أماننا النفسي، وإذا زللت ولو بكلمة، فأنيبي واستغفري، ولا تيأسي كوني دوما من الأوابين. ولا تجعلي أي شيء يؤثر على دراستك وتطويرك لنفسك، الحياة مسؤولياتها ثقيلة، وعمرك هذا هو عمر البناء والاستعداد، فلا تضيعيه، هل قرأت يا أماني للأستاذ عبد الوهاب مطاوع، إن لم تكوني فعلت، فعليك بكتبه، فهي تطهر الروح، وترشد القلب والعقل، وتؤنس الحيران. وأسأله تعالى أن يوفقك ويحفظك ويكرمك. و(طمنيني عليك) يا أماني.
واقرئي أيضًا:
من القاهرة إلي الإسكندرية عن طريق بني سويف
واحدة مقابل ثلاثة : الجميع يلهو ويتسلى
محتاجة حب وحنان: حاجة الفتاة والإنسان
أحب كذا واحد: وكل واحد يحب كذا واحدة
الأمورة الحزينة
حب المراهقين حقيقة أم لعب عيال ؟!!
ممكن أحس ؟؟؟؟ ممكن أحب؟؟؟!
ممكن أحس ؟؟؟؟ ممكن أحب؟؟؟!مشاركةوأهلا وسهلا بك دائما على مجانين.