طلب مشورة
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ إني رغد عبد الرحمن علي من العراق وعمري 25 سنة. كنت أتصفح الانترنت وبالصدفة وجدت موقعكم الجميل والمفيد في نفس الوقت ولم أستطع أن أتصل بكم فأخذت بريدكم الإلكتروني. أرجو منكم مساعدتي في مشكلتي.
إني أعاني من الوسواس القهري منذ فترة طويلة وبعد الحرب الأخيرة التي تعرض لها العراق بدأت أتعالج وأعطاني الطبيب (انفرانيل ولبروكسايد وثم ستيلازين) وبقيت على هذا العلاج مدة سنتان ونصف. بعدها تركت العلاج باستشارة الطبيب وبدأت أعاني وعادت الأعراض أكثر من قبل وبدأت معاناتي.
أصبت بالاكتئاب مرات كثيرة وتزامن الاكتتاب مع ظروف عائلية. وقرأت عن الوسواس القهري وعرفت عندها أن كل معاناتي لم تكن بسبب الظروف العائلية ولكن بسبب هذا المرض. وبعدها ذهبت إلى طبيب آخر وقررت أن أتعالج مرة ثانية وأعطاني الطبيب الثاني عدة أدوية وبدأ ينقص في نسبتها ويغيرها كل عشرة أيام والآن أنا آخذ (فلوكستين وتوفرانيل وستيلازين ولوديوميل) وفي فترة علاجي تقدم لخطبتي أحد الشباب وقبلت به وتركت العلاج لمدة شهر تقريباً وكانت أعراض المرض مثل كلمات الكفر تتردد في عقلي ولكني تحملت ذلك من أجل أن أترك العلاج.
وعندما آن أوان الدورة الشهرية أصبت باكتئاب شديد وحالة من الهلع وبدأ عقلي يفسر كل ما أشعر به من أحاسيس كالجوع وغيرها على أنها أعراض للمرض وكنت أعاني بسبب هذا الهلع وزادت بذلك حالتي سوءاً. والحمد لله عدت إلى زيارة الطبيب واستئناف العلاج مرة ثالثة. والآن أنا مازلت أتعالج ولكني لاحظت بأني أصبحت باردة قليلاً مع خطيبي أي أني أشعر برغبة قليلة جداً فيه ليس كالفترة التي تركت فيها العلاج (لمدة شهر) وأنا على وشك الزواج وتراودني أفكار حزينة عن علاقتي الجنسية بخطيبي. أفكار عن أني لن أستطيع أن أتمتع بالجنس كباقي النساء وأني لن أستطيع أن أمنحه المتعة التي يريد.
أرجوكم ساعدوني وأعطوني الحل . هل سيأتي يوم وأشفى من الوسواس القهري؟ وهل أستطيع أن أتمتع بالجنس وأنا مازلت أتعالج؟ علماً أني قد قرأت عن أن هذه الأدوية تسبب البرود الجنسي وقلة الرغبة للجنس.
أرجو منكم المساعدة في مشكلتي.
والسلام ختام
2/10/2006
رد المستشار
الأخت الفاضلة "رغد"؛
شكراً على مجاملتك الرقيقة، ومن الواضح أنك تعانين من خليط من الوساوس، أهمها وسواس سب المقدسات، وقد ذكرت في استشارة من قبل بعض المعلومات عن هذه الوساوس المؤلمة لصاحبها، والذي غالبا ما يكون ديناً وخلوقاً، ولكن الأمر لله هذا هو ما يحدث، وأحمد الله أنك تتابعين علاجك مع طبيب نفسي عند كل انتكاسة نفسية؛ والتي غالباً ما تكون بسبب التوقف عن العلاج والمتابعة.
أختي العزيزة حاولي أن تقومي بإيقاف الأفكار الوسواسية ولو بصوت عالي عندما تكونين منفردة بالمنزل، وهذا سيتطلب مجهوداً منك، ولكن لا تيأسي فمع المحاولة والإصرار ومع الالتزام بالعلاج الدوائي ستشعرين بتحسن مستمر أرى استخدامك لعقار "فافيرين" أو "لفوكس" واسمه العلمي "فلوفوكسامين" بجرعة تصاعدية، تبدئين ب 150 ملليجرام يومياً تزداد تدريجياً إلى 300 ملليجرام يومياً خلال شهر ونصف مع التوقف عن الأدوية الأخرى بصورة تدريجية وتحت إشراف طبيب نفسي لتلافي أي أعراض جانبية قد تحدث. وأعتقد أن رغبتك الجنسية ستتحسن مع استخدام عقار واحد فقط مثل "فافيرين أو لفوكس" بجرعة علاجية مؤثرة .
ولا أنصحك أبداً بالتوقف عن العلاج في هذه المرحلة حتى بعد الزواج، على أن يعلم خطيبك وبصورة تدريجية أيضاً عن حالتك النفسية؛ وذلك لأن له دورا كبيرا في مساعدتك على العلاج من الوسواس إن كان متفهماً لحقيقة مرضك والعكس صحيح تماماً، أما مخاوفك من عدم التمتع بالجنس بعد الزواج نتيجة لأدوية علاج الوسواس فلها طرق علاجية ناجعة إن حدثت –وإن كنت أظن أنها لن تحدث- فعلى سبيل المثال لا الحصر:
يمكن إضافة عقار "ترازودون" بجرعات صغيرة مساء يومياً وهو مضاد للاكتئاب أيضاً.
أو عقار "ويلبيوترين أو ميرتازابين" بجرعات صغيرة أيضاً.
المهم أن يكون زوج المستقبل متفهماً لحالتك النفسية تماماً ومتقبلاً لمتابعتك لعلاج هذا الاضطراب المزمن مع طبيبك المعالج دون شكوى أو تضجر من جانبه وعلى الله تمام الشفاء.
واقرأ أيضا:
حكاية الم.ا.س والم.ا.س.ا؟ ضد الاكتئاب والوسوسة
حكاية الم.ا.س والم.ا.س.ا: الآثار الجنسية(1-2)
حكاية الم.ا.س والم.ا.س.ا: علاج الآثار الجنسية
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعينا بأخبارك.