السلام عليكم
لا أعرف من أين أبدأ تحديدًا... ربما من النهاية... اليوم أبلغ من العمر 24 سنة، طالب "فاشل" في إحدى كليات الهندسة العريقة ما زلت أعيد في سنتي الثانية... موقفي اليوم حرج للغاية حيث أنني لو رسبت سأضطر لأبدأ من جديد في كلية غير عملية... وأنا أحب دراستي جدًا وطبيعتها. بالإضافة أنني بالكاد استطيع أن أتعامل مع زملائي الجدد بالكلية، فلا اعرف كيف قد يكون الحال بمكان آخر...
عندما بلغت من العمر 13 سنة عرفت معني الجنس لأول مرة... كانت قريبتي في عمري التي داعبت عضوي مرتين أو ثلاثة، قبل أن تقاطعني فجأة تمامًا بعدها. كنت في هذا الوقت ما زلت أتعرف علي الفرق بين الرجل والمرأة، حيث اذكر أني صرخت في وسط المدرسة وأنا في إعدادي "عايز حد يعلمني الصياعة" وتبناني الهشامين... تعلمت العادة السرية، وكان لي قريب في مثل سني نتبادل سويًا المعرفة التي تعلمناها. وكنا متقاربين (كان انتيمي، وأن كانت الكلمة دي لم تكن موجودة وقتها) ننام سويًا في الزيارات العائلية. بدأنا نتحسس أجسادنا ونتبادل القبلات ونمارس العادة السرية سويًا وانتهي بنا الأمر إلي أن أتى كل منا دبر الآخر.
من بعدها بات هو الذي يأتني كلما التقينا، واندمجت في الجنس الفموي وصور آخري من الجنس. لم أكن أعرف في البداية أن هذا حرام، أو ربما لم يكن لهذه الكلمة مثل هذا المعني. بعد فترة باتت احتياجاتي النفسية تشتد، وهو كان يأتني وبمجرد أن يصل إلي نشوته يتركني وكان هذا يؤلمني بشدة.
كان أبي قد وعدني وعدًا قاطعًا أنه سيشتري لي جهاز كمبيوتر جديد بنهاية دراستي الثانوية ودخولي إلي الجامعة، كان يضع الميزان أمامي قائلاً تعمل تجد. وكنت كما أكرر أستهلك أوراقا في مواصفات كمبيوتر الأحلام أكثر من التي استهلكها في مذاكرتي للثانوية العامة ونجت وبتفوق بدون دروس تقريبًا ودخلت كلية الهندسة. وبدأ أبي في التسويف ثم بدأ يقول أنه يمر بضائقة. وبدأت أستسلم لتلك الحقيقة وأن كان أدائي الدراسي بات مهتزًا... وبدأ في بناء ذلك البيت، كم من الوقت والمال... وأين ما وعدني به... ثم بدأ في إنكار أنه وعدني بشيء من الأساس. وبدأ أدائي الدراسي في الانهيار... بل انهار تمامًا.
كان لي زميل من دراستي الثانوية، ودخل معي الكلية، وبدون تفاصيل فقد أغويته حتى بات يمارس معي الرذيلة. تارة في بيته وتارة في بيتي... لا تستغرب لو قلت لك أنني أشعر بالنشوة عندما أذكر الطريقة التي استدرجته بها. ربما يغار مني الشيطان. وكم كنت أحاول أن أسعده في كل مرة بشكل مختلف وبشيء جديد. حتى أني ساعدته على مواجهة سرعة القذف التي كان يعاني منها أفتقده بشدة. آخر مرة كانت رائعة، أخبرته أني أحبه، وأغير عليه من تلك الفتاة... لم يقابلني بعدها، لم يتصل بي.. ذهب إلى عمرة وقاطعني، مازلت أتصل به في المناسبات... لا يتصل بي أبدا، حاله كحال غيره من الأصدقاء.
أهملت دراستي واتجهت للعمل، وحققت نجاحات ما، وانتقلت من وظيفة ما لأخرى وبدأت الأموال تتحرك في يدي، كنت بدأت وقتها في التدخين وابتعدت أكثر وأكثر عن دراستي وانهارت حياتي أكثر وأكثر. كنت بدأت في الدخول في علاقات حب متشابكة مع فتيات من مختلف المستويات. علاقات حب عذراء. كنت انهار فيها تمامًا، ضعيفًا بلا حدود، وكانت النهاية دومًا ألما وحسرة وجرح عميق.
بدأت في استيعاب حقيقة انحرافي الجنسي، وبدأت في مقاومته. في البداية بدأت انظر إلي أجساد الفتيات (التي كنت اعتبرها مقززة) وبدأت في أن ادفع نفسي دفعًا للاستثارة بتلك المواضع المثيرة وبالمثابرة نلت هذا واستطعت الوصول إليه. ومن ناحية ثانية اتخذت قرارًا أنني لن أسمح لأي من صديقاي بإيلاج قضيبه في دبري مرة آخري، وصمدت في الواقع ورفضت في أشد اللحظات استثارة. حتى صديق الكلية الذي أخبرتك عنه في مرتنا الأخيرة (أحيانا يأتني هذا الهاجس بأنه كان يتوجب علي أن اتركه يفعلها، لم يكن ليتركني بعدها ابدًأ) ثم قررت أن أتوقف تمامًا...
توقفت عن لقاء صديقاي... وهنا بدأ شيء جديد يحدث على فترات متباعدة، حالة غريبة من الهياج الجنسي، وكنت قد عرفت بعض الأماكن على الإنترنت يتلاقي فيها الشواذ، وفي كل مرة أمارس العادة السرية بضراوة، وأتكلم مع ناس من تلك المواقع حتى أصل إلي مرحلة ما أقابل أحدهم في الحقيقة. وعندما تنتهي المقابلة سواء بممارسة الجنس أو لا، أشعر براحة شديدة. وأعود إلي حياتي الطبيعية مرة أخري. وإن كنت حقًا طوال الأيام التي أتحدث فيها وأعطي مواعيد وأخلفها أكد أكون أبكي وكان ليس لي سيطرة علي نفسي وأنا أتنقل بين مواقع الشبكة. كم أعشق تلك الصور التي تذل فيها النساء للرجال، والرجال لا حول لهم ولا قوة، كم أحسد هؤلاء الرجال. أو صور السحاقيات، الكثير من الأحضان والحب والقبلات، كم أحسدهن!!
منذ سنتين تقريبا بعد أحد حالات الرسوب، حدث لي حالة من التدين، وبدأت في متابعة الدروس الدينية، وتقدمت فعلاً لخطبة فتاة متدينة وجميلة و... (آخر فتاة أحببتها) المهم أن أهلها وافقوا وأبواي رفضا، وانتهي الأمر نهاية مأساوية.و كانت علاقتي بها مرتبطة بالتزامي الديني إلي حد ما. كنت في هذه الفترة توقفت عن سماع الأغاني وبدأت في طمس الصور وتقصير الإزار ولبس طاقية علي الرأس وأطلقت لحيتي...
بدأت حياتي بصفة عامة تتزن لم أمارس العادة السرية مرة واحدة طوال ستة أشهر، لم أفكر أساسا في الجنس المثلي... ومع استمرار رفض أهلي أخبرتهم بموضوع مشاكلي الجنسية. قالوا انك طالما عرفت أنك أخطأت فلن تكررها ثانية. ووصلنا إلي صدام رهيب عقائدي وديني وأخلاقي... ووقف أحد أقاربي في صفي ووصل الأمر إلي طريق مسدود. ورغم أني نجحت (بعد عذاب) في هذا العام الدراسي وكنت أعمل وقتها كذلك. لم يغير هذا من موقفهم شيء. وأهانت أمي أهل الفتاة وانتهي بجرح لي ولها. وكانت آخر مرة انجح فيها. وكانت أمي تسفه من نجاحي هذا (صدمة جديدة). و... تفاصيل يطول شرحها.
عدت إلي حياتي، صديقاتي، نزواتي... الموسيقي والغناء (كتلك التي أسمعها الآن) طبعًا ليس علي مرحلة واحدة إنما بالتدريج وبدأت أتكاسل عن الصلاة، وأحيانا عن الصوم. كانت آخر مرة مارست فيها الجنس، في يناير الماضي مع شخص قابلته علي الإنترنت وأولج قضيبه في دبري.
أين أنا الآن؟
منذ ذلك الحين وأنا تنتابني حالات متوالية من الاكتئاب والإحباط والقوة والنشوة. مثلاً أكون مقدمًا علي أمر ما، واخطط لها، واشعر بالقوة وابدأ في العمل فيها، ثم فجأة وبدون مقدمات أصاب بالاكتئاب. وهكذا أحيانا عدة مرات في اليوم الواحد. ثم حالات الاكتئاب الممتدة، التي قد تصيبني بالأسبوع. والتي أثرت علي التزاماتي سواء في دراستي أو عملي، أو حتى في علاقاتي الشخصية التي انهارت تمامًا حتى أني أبدو وكأني مصاب برهاب اجتماعي...
وأحيانا حالات الهياج الجنسي التي أصابتني في آخر أيام رمضان المنقضي، وتسبب في أني أفطرت آخر يومين. ثم أني كدت أقابل احد الأشخاص ولكن اتضح لي انه ليس مسلمًا فاستحرمت (يبدو الأمر سخيفًا أليس كذلك). وانتهي بان قابلت فتاة وسادية (بعد بحث عسير) وطلبت صداقتها ووافقت. وبدأت في أن أهدأ نفسيًا، وهي سواء تقصد أو لا تساعدني الآن في أن اهدأ. وان كنت أدمنت أن أتحدث معها.
وموضوع حبي للإهانة والألم أحيانا، موضوع طويل تعود جذوره ربما حتى من قبل معرفتي بتفاصيل الفرق بين الرجل والمرأة، وهو قصة طويلة... كم أكره تلك النظرة القاسية في عينا أمي. والآن أعرف العديد من الفتيات، وهذه أيضا قصة أخرى. كيف أصبحت غير قادر تمامًا عن أن أحب بعد خطوبتي (شبه خطوبة) الفاشلة.
أين أنا الآن، لا أعرف... أنا في حالة جيدة إلي حدٍ ما، وكل مرة أشعر أن السيئ قد انتهي، لكن الأسوأ عادة ما يأتي. وبدأت أشعر أني إنسان عاجز نفسيًا أحتاج إلي تمريض 24 ساعة في اليوم، سبع أيام في الأسبوع.
محصور بين ثقافة متفتحة (زيادة عن اللزوم) وتدين متشدد (زيادة عن اللزوم برضه) وإحباط. لا قادر أحب ولا أتجوز، ولا استغني ولا أصلي ولا أتنفس، ولولا شوية الإيمان اللي فاضلنلي كنت انتحرت (الفكرة خطرت ببالي كتير) وواقعيا أنا كنت بعدي الشارع من كام سنة وأنا مغمض عنيا لكن للعجب مكانش بيحصل حاجة (غير شوية شتايم).
أنا كنت حاجة كبيرة قوي ودلوقتي بقيت ولا حاجة... ماليش أصحاب، خناقات في البيت على طول، بابا مش طايقني، ومحدش عايزني. ولا حتى أنا. بحب بشدة واحدة مش موجودة. بقالي فترة بجرح في بنات الناس. أنا بجد مش كده... أعمل ايه؟!
رحت مرة لواحدة قالوا لي أنها طبيبة نفسية، طلعتش طبيبة، طلعت دكتورة (معاها دكتوراه) وجابتلي اكتئاب، ومكانتش منتظمة معايا وفي الآخر اتجوزت، وأنا اتنيلت اكتر. الموضوع طويل، بس بيتهيألي اللي أنا كتبته كفاية... أنا مش عارف المشكلة فين ولا أحلها أزاي. أنا عندي استعداد فعلاً أني اعتذر عن السنة دي بدل ما انزل فيها، بس مش متأكد من أي قرار المفروض آخذه.
وأخيرًا، بكلم بنت عندها 16 سنة دلوقتي علي النت، وبدأت أحس بمشاعري بتتحرك، بس برضه فيه حاجة مش مريحاني، يمكن عشان صغيرة، بصوا بقي، أنا تعبت مني.
27/10/2006
رد المستشار
صديقي
إن مشكلتك تكمن في وجهة نظرك أو في اتجاهك الذي تتخذه نحو والديك.. رغبتك في الجنس المثلى لها علاقة بأنك لا تشعر بالحنان من والدك ورغبتك في أن تذلك امرأة وأن تذل امرأة لها علاقة بما وصفته بقسوة نظرات والدتك أو إحساسك بأنها قاسية معك. أما عن كل هذا التخبط فهو مجرد وسيلة للهروب من أزمة إصرارك على أن يعاملك والديك بطريقة ترضيك بالرغم من أنك أوضحت أنك لا تلتزم كثيرا بما هو معتدل.
ففي وصفك لتاريخك ذكرت أنك تذهب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وتقضى القليل جدا من وقتك في الاعتدال... جاي تقول الدكتورة النفسية أنها كأبتك وتقول أنها تزوجت في آخر الأمر: ما علاقة زواجها بالموضوع؟ أم أنها توقفت عن ممارسة العلاج النفسي بسبب الزواج؟
لقد غيرت اتجاهك عدة مرات وهذا يعنى أنك قادر على المرونة ولكنك ترفض أن تكون مرنا في المكان السليم (مع والديك) حتى تتفهم ما يحدث وتتفهم كيف تنمى علاقة جيدة معهما... إذا كنت لا تطيق نفسك فكيف يطيقانك أو يطيقك أحد. أنصحك بالتعاون مع معالج نفسي في الوصول إلى الصلح مع نفسك أولا ثم الصلح مع والديك وأن تؤجل مسألة الارتباط حتى تحل مشكلتك مع نفسك.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.